أرامكو السعودية تكشف حقيقة وقف استثمارات الهيدروجين الأزرق
وتؤكد: نستهدف إنتاج 11 مليون طن من الأمونيا بحلول 2023
الطاقة
أكدت شركة أرامكو السعودية الاستمرار في تنفيذ إستراتيجيها الهادفة إلى التوسع في إنتاج الهيدروجين النظيف، وسط خطط طموحة للاستحواذ على حصة من سوق الوقود النظيف في المستقبل.
ونفت عملاقة النفط السعودي ما تردَّد عن إيقاف خططها للهيدروجين الأزرق مؤقتًا، مبينة أن هذه الادّعاءات غير دقيقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأكدت أرامكو أن هدفها لإنتاج ما يصل إلى 11 مليون طن من الأمونيا الزرقاء، التي تُعدّ ناقلًا للهيدروجين الأزرق، بحلول عام 2030، يبقى قائمًا دون تغيير.
خطط أرامكو
أشارت أرامكو السعودية إلى مواصلتها العمل مع العملاء المحتملين والأطراف المعنية الأخرى في جميع أنحاء العالم، لتحقق تقدمًا حقيقيًا عبر سلسلة قيمة الهيدروجين الأزرق.
ويشمل ذلك الحصول مع "سابك" على أول شهادة مستقلة في العالم لإنتاج الأمونيا الزرقاء والهيدروجين الأزرق، بالإضافة إلى تسليم 3 شحنات من الأمونيا الزرقاء للعملاء في آسيا.
وتُصنَّف الأمونيا على أنها قليلة الانبعاثات، لأن كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة خلال إنتاجها سبق احتجازها واستعمالها في تطبيقات التكرير والمعالجة.
في عام 2020، أرسلت أرامكو السعودية بالتعاون مع سابك أول شحنة من الأمونيا قليلة الانبعاثات إلى اليابان في مشروع تجريبي.
وحصلت أرامكو السعودية وسابك في عام 2022، على أول اعتماد في العالم من جهة محايدة لمنتجات الهيدروجين والأمونيا قليلة الانبعاثات.
وفي نهاية ذلك العام، كانت الشركتان قد سلّمتا أول شحنة من الأمونيا قليلة الانبعاثات المعتمدة في العالم إلى كوريا الجنوبية.
استثمارات أرامكو
كانت تقارير قد أشارت إلى أن أرامكو تدرس شركة تصدير الغاز المسال بدلًا من الهيدروجين الأزرق، في ظل عدم وجود مشترين محتملين للوقود النظيف.
تستثمر عملاقة النفط السعودي مليارات الدولارات في إنتاج الغاز، من أجل تلبية الطلب المحلي في المملكة، وتستهدف تحويل ما تبقّى من الغاز المُنتَج لتحويله إلى هيدروجين أزرق، وهو الوقود الذي يُعدّ مهمًا في التحوّل إلى الطاقة النظيفة.
قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين الناصر، إن شركته قررت إعطاء الأولوية للهيدروجين الأزرق، لأنه يُنظر إليه على أنه وقود أنظف من الغاز المسال، لكن مع ذلك، حتى لو لم تُصدّر الغاز المسال من السعودية، فإنها حريصة على الاستثمار بمحطات للغاز في الخارج، بما في ذلك في الولايات المتحدة وأستراليا.
وأضاف أن التقنيات الحالية الخاصة بالهيدروجين الأزرق تعني أن "التكلفة ستكون كما لو أننا ننتج برميل النفط بتكلفة 250 دولارًا"، وهو ما يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاقية شراء في أوروبا للهيدروجين الأزرق.
وقال: "حتى العملاء في اليابان وكوريا الجنوبية ينتظرون الحوافز الحكومية، وإلى حين حصولهم على هذه الحوافز، سيكون مكلفًا بالنسبة إليهم الحصول على هذا الهيدروجين الأزرق"، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
أول شحنة أمونيا إلى اليابان
في أبريل/نيسان الماضي، وصلت إلى اليابان أول شحنة من الأمونيا قليلة الانبعاثات حاصلة على شهادة معتمدة من جهة محايدة لاستعمالها وقودًا لتوليد الكهرباء، ما يُعدّ علامة فارقة في مسيرة تطوير حلول الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية.
وتأتي الشحنة ثمرة تعاونٍ فعّال بين عدّة جهات في سلسلة القيمة للأمونيا قليلة الانبعاثات، فقد أنتجت شركة سابك للمغذيات الزراعية الأمونيا باستعمال (اللقيم) المنتَج من أرامكو السعودية، وبيعَت لشركة فوجي أويل اليابانية عن طريق شركة أرامكو للتجارة.
وتولّت شركة ميتسوي أو إس كي مسؤولية نقل السائل إلى اليابان، ثم نُقِلت الأمونيا قليلة الانبعاثات إلى مصفاة سوديغوارا، إذ تُستَعمَل في توليد الكهرباء عن طريق الحرق المشترك، بدعم فني من شركة جابان أويل إنجنيرنغ.
تُعدّ الشحنة مثالًا يسلّط الضوء على إمكانات الهيدروجين قليل الانبعاثات والأمونيا المصنوعة من اللقيم في أرامكو السعودية، والتي تملك القدرة على أداء دور مهم في مستقبل منخفض الانبعاثات الكربونية.
ولا تُعدّ الأمونيا قليلة الانبعاثات وسيلة لنقل الهيدروجين قليل الانبعاثات فحسب، بل إنها مصدر طاقة مهم بحدّ ذاته يمكن أن يساعد في إزالة الكربون من القطاعات الرئيسة، بما في ذلك توليد الكهرباء لكل من المرافق والصناعات.
خفض الانبعاثات
يعدّ إنتاج الهيدروجين الأزرق أحد الإستراتيجيات التي تعوّل عليها أرامكو السعودية لتحقيق طموح الشركة بالوصول إلى الحياد الكربوني للغازات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري التي تقع ضمن النطاقين (1 و2) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول العام 2050.
وبحلول عام 2035، تهدف أرامكو السعودية إلى خفض كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج بالشركة، والتي تُعدّ من بين الأقلّ على مستوى قطاع الطاقة، بواقع 15%.
وتستهدف الشركة الوصول إلى 8.7 كجم مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي، مقابل كثافة هذه الانبعاثات في عام 2018، وهي 10.2 كجم مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي.
وتسعى الشركة لخفض أو تخفيف انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في النطاقين (1 و2) بمرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل، في كلٍّ من قطاع التنقيب والإنتاج وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق، بواقع أكثر من 50 مليون طن متري سنويًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035، عند مقارنتها بتوقعات أعمال الشركة الاعتيادية.
وتعمل أرامكو السعودية على تعزيز إطار الاقتصاد الدائري للكربون، والذي يركّز على خفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وإعادة استعمالها، وإعادة تدويرها، والتخلص منها.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية تطمئن عملاءها في آسيا على إمدادات النفط خلال يونيو
- نتائج أعمال أرامكو تتفوق على كبرى شركات النفط العالمية (4 رسومات بيانية)
اقرأ أيضًا..
- شركة كندية تغري قطاع النفط المصري بمشروع "وهمي".. ما القصة؟
- لماذا تتراجع أسعار النفط رغم الخفض الطوعي لبعض دول أوبك+؟ أنس الحجي يجيب
- الطاقة الشمسية في الكويت.. إمكانات هائلة ومستقبل واعد (تقرير)