تترقب عمليات التنقيب عن النفط والغاز في لبنان نتائج أعمال حفر بئر استكشافية في بحر الشمال تنفّذها شركة ترانس أوشن.
من المتوقع أن تنطلق عمليات الاستكشاف قبالة سواحل لبنان في سبتمبر/أيلول المقبل، في خطوة قد تمهّد الطريق لوضع بيروت على خريطة الدول المنتجة للهيدروكربونات، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الإطار، قال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، إن هناك تفاؤلًا كبيرًا للبدء في عمليات الاستكشاف قبالة السواحل اللبنانية، بعدما عبّر الرئيسان التنفيذيان لشركتي توتال إنرجي وإيني عن تفاؤلهما بمنطقة الامتياز رقم 9.
وأضاف فياض في تصريحات صحفية على هامش مشاركته في المؤتمر العالمي للمرافق في أبوظبي، أنه من المقرر أن تبدأ أعمال التنقيب عن النفط والغاز في لبنان خلال سبتمبر/أيلول.
وشدد على أنه قبل نهاية العام الجاري، سيكون لدى لبنان معرفة ما إذا كانت هناك احتياطيات للنفط والغاز قبالة السواحل قابلة للتطوير، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
حفارة للتنقيب
في مطلع مايو/أيار الجاري، أعلنت شركة توتال إنرجي الفرنسية بالاتفاق مع شركائها إيني بالإيطالية وقطر إنرجي توقيع عقد مع شركة ترانس أوشن، ثاني أكبر مقاول حفر بحري في العالم، لاستئجار حفارة التي ستحفر بئرًا استكشافية في مربع 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن عام 2023.
وأشارت توتال إلى أنه سيجري استئجار "ترانس أوشن بارنتس"، وهي منصة حفر شبه مغمورة، تواصل حاليًا عملياتها في بحر الشمال البريطاني.
وأجرى وفد ترانس أوشن محادثات مع المسؤولين اللبنانيين مؤخرًا لتكوين ملف عن كل ما هو مطلوب من إجراءات إدارية وقانونية ومالية للبدء بعملية حفر البئر في المربع 9.
وما تزال الحفارة في بحر الشمال، وموعد وصولها إلى المياه اللبنانية مرتبط أولًا بنتيجة البئر التي تقوم بحفرها هناك، فإن سجلت اكتشافًا تجاريًا، فقد يتأخر وصول الحفارة حتى أكتوبر/تشرين الأول، وإن لم يسجل أيّ اكتشاف، فقد تصل الحفارة في سبتمبر/أيلول.
يشار إلى أن مدة الإبحار من بحر الشمال إلى المياه اللبنانية تقدّر بـ4 أسابيع، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت توتال إنرجي قد انتهت مؤخرًا من مجموعة مناقصات لها علاقة بسفن الدعم وشراء المازوت البحري للحفارة وبالمروحيات التي ستنقل الطواقم، وبإدارة القاعدة اللوجستية في مرفأ بيروت.
واستأجرت توتال 8 ألاف متر مربع في مرفأ بيروت بكلفة تصل إلى 60 دولارًا للمتر الواحد سنويًا، بتكلفة إجمالية تصل 480 ألف دولار.
استكشاف النفط والغاز في لبنان
في أكتوبر/تشرين الأول، توصلت شركة النفط والغاز الفرنسية الكبرى إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بشأن مصير حقل الغاز، إذ دخلت اتفاقية الحدود البحرية التاريخية مع إسرائيل حيز التنفيذ.
وسجلت المناطق البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط والمشرق اكتشافات كبيرة للغاز في العقد الماضي، وازداد الاهتمام بها منذ أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تعطيل التدفقات.
وشهدت جولة التراخيص الأولى في لبنان عام 2017 فوز تحالف من توتال إنرجي وإيني ونوفاتيك الروسية بعروض للتنقيب في المربعين 4 و9.
وانسحبت شركة نوفاتيك في سبتمبر/أيلول 2022، تاركة حصتها البالغة 20% بأيدي الحكومة اللبنانية، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.
واتفقت لبنان وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول باتفاقية تاريخية توسّطت فيها الولايات المتحدة لترسيم حدودهما البحرية المتنازع عليها منذ مدة طويلة.
ويقع مربع 9 بجوار الحدود التي تمّ ترسيمها حديثًا مع إسرائيل، وفقًا للاتفاقية، فإذا اكتُشِفَت اكتشافات في حقل يمتد جنوب تلك الحدود، فسوف تُستَغَلّ أيضًا من قبل التحالف نيابة عن لبنان، في حين اتفقت توتال وإسرائيل على صفقة منفصلة لأيّ إيرادات تُحَقَّق من هناك.
شراكة قطر للطاقة
أكد الرئيس التنفيذي لشركة توتال، باتريك بويان، في تصريحات سابقة، أن شركته حريصة على بدء العمل في مربع 9 البحري اللبناني "بأقرب وقت ممكن"، متوقعًا بدء حفر الآبار في الربع الثالث من العام الجاري (2023).
ودخلت قطر للطاقة شريكًا أساسيًا في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في لبنان، في المربعين 4 و9.
واستحوذت قطر على حصة 30% في التحالف، مع احتفاظ كل من توتال إنرجي الفرنسية وإيني الإيطالية، بنسبة 35% لكل منهما.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة إيني، كلاوديو ديسكالزي، قد أشار إلى إن التنقيب عن النفط والغاز في لبنان قد يوفر "فرصة كبيرة" لبيروت، في وقت يواجه فيه العالم نقصًا كبيرًا في الغاز، معربًا عن تفاؤله بشأن اكتشاف في مربع 9.
ويأمل لبنان أن تساعده الاكتشافات على وضع حلول للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، والتي دفعت العملة المحلية للهبوط بأكثر من 97% من قيمتها، وأدّت إلى تآكل الاحتياطيات الأجنبية.
ويمتلك لبنان 10 مناطق بحرية، تتراوح مساحتها بين 1201 و2374 كم2 للمربع الواحد، وأُسنِدَت عمليات البحث في قطاعين (وهما قطاعا 4 و9)، إلى ائتلاف من 3 شركات، هي توتال إنرجي الفرنسية، وإيني الإيطالية، ونوفاتك الروسية.
وكان لبنان قد أعلن، في أبريل/نيسان 2020، أن عمليات الحفر الأولية في منطقة امتياز 4 قد أظهرت آثارًا للغاز، لكنها لم تكُن تملك احتياطيات تجارية، ولم يبدأ الاستكشاف في منطقة امتياز 9، التي يقع جزء منها داخل حدود إسرائيل.
ويوضح التصميم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- خريطة مربعات النفط والغاز في لبنان:
موضوعات متعلقة..
- 4 خبراء: التنقيب عن النفط والغاز في لبنان لن يحقق نتائج على المدى القصير
- إعلان موعد التنقيب عن النفط والغاز في لبنان (تحديث)
اقرأ أيضًا..
- توقعات سهم أرامكو 2023 بعد نتائج الربع الأول.. 3 خبراء يتحدثون لـ"الطاقة"
- انخفاض واردات الصين من النفط مع زيادة الغاز.. ما السر؟
- مشروع جديد لزيادة صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر