أخبار الغازرئيسيةغاز

التنقيب عن الغاز في بنغلاديش يجذب شركات أميركية وروسية عملاقة

بالإضافة إلى منافسة من الصين والهند

دينا قدري

أصبح التنقيب عن الغاز في بنغلاديش موضع منافسة بين القوى العظمى العالمية والإقليمية، مثل أميركا وروسيا والصين والهند، في ظل التغيير الأخير في مشهد الطاقة العالمي.

وتواجه بنغلاديش -حاليًا- نقصًا في طلبها على الغاز البالغ 3.5 مليار قدم مكعبة يوميًا، مع 2.2 مليار قدم مكعبة من مصادر داخلية و600 مليون قدم مكعبة أخرى من واردات الغاز المسال.

وفي هذا السياق، صاغت شركة بتروبانغلا الحكومية نموذجًا جديدًا لعقد مشاركة إنتاج الغاز في بنغلاديش، الذي يخضع للتدقيق القانوني للحصول على الموافقة النهائية، ويقدم حصة إنتاج أكبر ويُزيد سعر الغاز لجذب الشركات الدولية في الحقول المحلية.

ويقترح عقد مشاركة الإنتاج هذا زيادة سعر الشراء من الغاز المنتج من شركة نفط دولية إلى نحو 10 دولارات لكل 1000 قدم مكعبة؛ أي أعلى 3 مرات من سعر عقد مشاركة الإنتاج الحالي.

ومن المقترح -أيضًا- أن تنخفض حصة الحكومة في كميات الغاز إلى 40%-70%، من 55%-80% السابقة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "ذا بيزنس ستاندرد" (The Business Standard).

التنقيب عن الغاز في بنغلاديش

حاليًا، يوجد في بنغلاديش 22 مربعًا بريًا و26 مربعًا بحريًا مفتوحًا، مع 11 مربعًا بحريًا تقع في المياه الضحلة و15 مربعًا في المياه العميقة.

ومنحت الحكومة عقود مشاركة في الإنتاج لمربعين بحريين في المياه الضحلة (إس إس-04 وإس إس-09)، إلى شركتي "أو إن جي سي فيديش" و"أويل إنديا"، اللتين تستكشفان المناطق بشكل مشترك.

من بين إجمالي المربعات البرية، مُنحت 4 مربعات فقط لشركات نفط دولية؛ إذ إن شركة شيفرون الأميركية تستكشف الغاز الطبيعي وتنتجه في 3 مربعات برية (12 و13 و14)، بينما تعمل شركة كريس إنرجي السنغافورية في المربع رقم 9.

وعلى الرغم من أن خبراء الطاقة يرون أن مقترحات شركات النفط الدولية هي علامة إيجابية لبنغلاديش؛ فإنهم يحذرون من أن الحكومة بحاجة إلى التعامل مع المقترحات بحذر.

وقال خبير الطاقة البارز في بنغلاديش الدكتور بدر الإمام: "قد تكون هناك بعض الأسباب الجيوسياسية وراء اقتراح شركات النفط العالمية، لكن يجب أن نعد اقتراحهم علامة إيجابية للتنقيب المحلي عن النفط والغاز، خاصةً عندما يأتي من الشركات العملاقة مثل إكسون موبيل".

وأضاف: "في السابق، تركت الشركات الحقول بسبب تسعير الغاز، والآن تبدي شركات أخرى اهتمامًا؛ إذ تعمل بنغلاديش على جعل عقدها لمشاركة الإنتاج جذابًا، من خلال زيادة الفوائد لشركات النفط الدولية؛ بما في ذلك رفع سعر الغاز؛ لذلك نحن بحاجة إلى ضمان مفاوضات جادة بشأن هذه المقترحات".

أميركا وحصة الأسد من الغاز

في خطوة تجارية جديدة، أعربت شركة إكسون موبيل الأميركية عن اهتمامها باستكشاف الغاز في بنغلاديش، عبر جميع المربعات البحرية المفتوحة في المياه العميقة، وبعض المربعات البرية في الحدود البحرية للبلاد.

منصة للتنقيب عن الغاز في بنغلاديش
إحدى منصات إنتاج النفط والغاز في بنغلاديش - أرشيفية

في الوقت نفسه، تهتم شركة شيفرون الأميركية -التي تعمل على تطوير 3 آبار لتزويد 60% من الغاز المنتج من الحقول المحلية- بتوسيع نطاق وجودها في حقل غاز سونيترا.

وتُعَد الولايات المتحدة شريكًا أجنبيًا مهمًا لقطاع الطاقة في بنغلاديش؛ إذ تنتج شركة شيفرون حصة الأسد من الغاز المحلي في الغالب بقطاع النفط والغاز.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم شركة "إكسليريت" الأميركية لتوزيع الغاز الطبيعي خدمة إعادة تغويز الغاز المسال في بنغلاديش، من خلال منشأتين عائمتين للتخزين وإعادة تغويز الغاز في موهيشخلي.

وتلقّت الولايات المتحدة -أيضًا- موافقة من حيث المبدأ من الحكومة لبناء محطة أخرى للغاز المسال في باتواخلي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

روسيا تقترح تصدير الغاز المسال

في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى توسيع ارتباطها التجاري مع بنغلاديش، تستكشف روسيا -أيضًا- إمكانات التعاون التجاري والاقتصادي مع بنغلاديش، على الرغم من الصعوبات اللوجستية والمالية الناشئة عن الوضع الجغرافي السياسي غير المستقر.

واقترحت روسيا تصدير الغاز المسال إلى بنغلاديش لتلبية احتياجات الطاقة طويلة المدى، خلال الدورة الرابعة للجنة الحكومية الدولية الروسية البنغلاديشية للتجارة والتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، التي عُقدت في 15 مارس/آذار 2023، بحسب ما نقله تقرير "ذا بيزنس ستاندرد"، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقُدم الاقتراح على خلفية العقوبات الغربية بقيادة الولايات المتحدة؛ إذ أعرب المندوبون الروس عن اهتمامهم بتصدير النفط والمنتجات النفطية، والتعاون في صناعة الفحم، والتنمية المشتركة لمصادر الطاقة الخضراء، وخاصة الطاقة النووية والشمسية.

وفي الوقت الراهن، تتولّى شركة روساتوم الروسية للطاقة الذرية، وهي شركة عالمية رائدة في مجال التقنيات النووية، مسؤولية تنفيذ محطة روبور للطاقة النووية في بابنا، التي تُعَد أول محطة للطاقة النووية في بنغلاديش.

وتشارك شركة "غازبروم إي بي إنترناشونال إنفستمنتس" في التنقيب عن الغاز في بنغلاديش.

بينما تستورد بنغلاديش الغاز المسال من قطر وسلطنة عمان؛ فإن هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها روسيا تصدير الغاز المسال إلى البلاد على المستوى الحكومي.

منصة للتنقيب عن الغاز في بنغلاديش
إحدى منصات إنتاج النفط والغاز في بنغلاديش - أرشيفية

منافسة من الصين والهند

بالإضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا، تمتلك الهند والصين -أيضًا- استثمارات كبيرة بقطاع الكهرباء والطاقة في بنغلاديش.

فقد شاركت الشركة الوطنية الصينية لاستيراد الآلات وتصديرها (سي إم سي) في تعدين الفحم وتطوير قطاع توليد الكهرباء من الفحم، بينما تعمل شركة الصين للنفط والكيماويات (سينوبك) في قطاع الغاز.

وفي الوقت نفسه، تمتلك الهند مجموعة أعمال كبيرة في قطاع الكهرباء والطاقة ببنغلاديش؛ بما في ذلك الكهرباء عبر الحدود والصادرات السائلة.

وفي الآونة الأخيرة، أعرب الخصمان الآسيويان عن اهتمامهما بالتنقيب عن الغاز بمناطق التلال في بنغلاديش.

وأعربت شركة بتروتشاينا -ذراع شركة النفط الوطنية الصينية المملوكة للدولة- وشركة "أدفنت" الهندية لخدمات حقول النفط عن اهتمامهما بالتنقيب عن الغاز في المنطقة نفسها.

بالإضافة إلى ذلك، أعربت شركتا "إنديان أويل" و"إتش إنرجي" الهنديتان عن اهتمامهما بتوريد الغاز المسال عبر الحدود إلى بنغلاديش.

استثمارات مطلوبة في بنغلاديش

في سياقٍ متصل، قال وزير الدولة للكهرباء والطاقة والثروة المعدنية في بنغلاديش نصر الحميد، إن بلاده بحاجة إلى استثمارات تُقدر بـ170 مليار دولار في قطاعي الكهرباء والطاقة بحلول عام 2041.

وقال: "هناك فرص استثمارية مربحة في مختلف القطاعات والقطاعات الفرعية، مثل الغاز المسال والطاقة المتجددة والشبكة الذكية والتوزيع الذكي والبنية التحتية للمركبات الكهربائية والتنقيب البري والبحري عن النفط والغاز".

كما شدد على أن تحديث البنية التحتية للغاز، وإنشاء الصناعات البتروكيماوية، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتوزيع الذكي للغاز، هي من بين القطاعات التي يمكن للشركات الأميركية الاستثمار فيها، وستقدم الحكومة حوافز خاصة للمستثمرين الأجانب، وفق التصريحات التي نقلتها منصة "ذا بيزنس ستاندرد"، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

جاءت تصريحات الوزير في جلسة حول تعزيز مستقبل النمو الاقتصادي لبنغلاديش، في مناقشة بعنوان "الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وبنغلاديش.. رؤية مشتركة للنمو الذكي"، نظّمتها غرفة التجارة الأميركية في واشنطن، يوم الثلاثاء الماضي (2 مايو/أيار 2023).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق