شبكة الطاقة المتجددة في بحر الشمال.. مشروع بريطاني لكهربة حقول النفط والغاز
مدعومًا بتوربينات الرياح العائمة
محمد عبد السند
في إطار مشروع شبكة الطاقة المتجددة في بحر الشمال، تعتزم شركة سيرولين ويندز البريطانية بناء نظام طاقة خضراء بحري متكامل، مدعومًا بالرياح العائمة، وستتصل به منصات النفط والغاز في المنطقة -ما إن تكون مهيّأة لذلك- للحصول على طاقة نظيفة.
ويُعوّل على المشروع المقترح كثيرًا في إزالة الكربون من عمليات النفط والغاز الجارية في حوض بحر الشمال، بجانب تعزيز أمن الطاقة في المملكة المتحدة.
وفي هذا السياق، كشفت "سيورلين ويندز"، رائدة تطوير الرياح البحرية، النقاب عن مُخطط لإزالة الكربون من مساحات واسعة في بحر الشمال، تلامس كلفته الإجمالية 20 مليار إسترليني (نحو 25 مليارًا و134 مليون دولار أميركي)، حسبما أورد موقع إنرجي فويس.
(الجنيه الإسترليني = 1.26 دولارًا أميركيًا)
مشروع ضخم
يُعد مشروع شبكة الطاقة المتجددة في بحر الشمال، -الذي يُنظر إليه على أنه خُطوة على مسار إنتاج النفط والغاز حيادي الكربون- من بين أكبر المشروعات الاستثمارية في البنية التحتية في المملكة المتحدة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن يوفّر المشروع قرابة 10 آلاف وظيفة، بفضل إنشاء نظام الكهرباء الخضراء والنقل المتكامل، الذي من المخطط أن يُنتِج أولى شحناته من الكهرباء في عام 2028.
وسيتأتى العدد الأكبر من تلك الوظائف في مراحل البناء، في حين سيأتي العدد المتبقي منها في مرحلة الصيانة الجارية -حاليًا- للمشروع، على أن تتركز غالبية تلك الوظائف في إسكتلندا.
وتعتزم "سيورلين ويندز" بناء عشرات المنصات العائمة في المملكة المتحدة.
وتستهدف الشركة -أيضًا- تسليم مشروع شبكة الطاقة المتجددة في بحر الشمال قبل مزارع الرياح البحرية الخاصة المتضمنة في مشروع "سكوت ويند"، في مسعى منها لتعزيز جاهزية الشركات المحلية لتنفيذ الأعمال ذات الصلة بالمصادر المتجددة في المستقبل.
وسيتألّف المشروع المقترح في بحر الشمال من 3 مواقع تصل مساحتها مجتمعة إلى 130 ميلاً مربعًا (333 كيلومترًا مربعًا)، ويحتوي كل موقع منها على توربينات رياح عائمة تُنتج سعة غيغا عديدة من الكهرباء الخضراء.
كهربة حقول النفط والغاز
ما إن تدخل تلك التوربينات حيز التشغيل، ستتصل منصات النفط والغاز بالنظام، ما يمنحها وصولاً إلى الكهرباء النظيفة المطلوبة لتحقيق الهدف المُحدد في اتفاقية تحول الطاقة في بحر الشمال، والمتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وقال المدير المؤسس لشركة "سيرولين"، دان جاكسون: "قطاع النفط والغاز يصارع التحديات التي تعترض تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بموجب اتفاقية تحول الطاقة في بحر الشمال، مع دعم أمن الطاقة في المملكة المتحدة".
وأضاف جاكسون: "نُدرك أنه لتحقيق مستويات الخفض المفيدة بالوتيرة المطلوبة، نحتاج إلى اتباع نهج موثوق به يقودنا في النهاية للحصول على كهرباء بأسعار ميسورة".
وتابع: "تدعم كهربة النفط والغاز أمن الطاقة في المملكة المتحدة، وعمليات حيادية الكربون، كما أنها تقدم مزايا ضخمة إلى سلسلة الإمدادات والاقتصاد على حد سواء، إذ إنها توفر 10 آلاف وظيفة جديدة".
وأتم جاكسون تصريحاته بقوله: "سُنسرع، مع شركائنا، وتيرة الوصول إلى الكهرباء الخضراء، وإتاحة البنية التحتية للمرحلة التالية من الحياة في بحر الشمال".
وتأتي المقترحات الخاصة بالمشروع الطموح في بحر الشمال بعد أسابيع فقط من إعلان نتائج جولة تأجير الرياح البحرية الخاصة بمشروع "إنوفيشن أند تارجيتيد أويل أند غاز" (آي إن تي أو جي)، التي اقتنصت "سيرولين" وشريكتها فرانتير باور إنترناشيونال، نصيب الأسد فيها، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
الطاقة المتجددة في بحر الشمال
تركّز المرحلة الأولى من مشروع شبكة المصار المتجددة في بحر الشمال على شركات النفط والغاز، لدعم تعديلاتها في الحقول، مع وجود مراحل مستقبلية لتصدير الكهرباء الخضراء إلى الشبكات في إنجلترا وأوروبا.
وبصفته جزءًا من عملية المناقصة، تلقت "سيورلين ويندز" -مقرها العاصمة البريطانية لندن- خطابات نيات عدة من المشغلين.
وفي الوقت الحالي، تُبذَل جهود لتضمين شركات النفط والغاز، مع خطط لتقديم اتفاقيات شراء كهرباء مرنة.
ومع امتداد النظام عبر وسط بحر الشمال، سيقدر المشغلون -لاحقًا- على توصيل المنصات بشبكة المصادر المتجددة، ما سيتيح لهم إزالة ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية الناجمة عن الإنتاج عبر استبدال الكهرباء النظيفة بتلك المولدة بالغاز والديزل.
موضوعات متعلقة..
- نقلة نوعية في قطاع الرياح البحرية العائمة بمنصة أيرلندية مطورة
- جزيرة لتخزين الكهرباء وإنتاج الهيدروجين في بحر الشمال
- الدنمارك.. مشروع لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في بحر الشمال
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوابك: 6 دول عربية لديها مصافي نفط تنتج مشتقات عالية الجودة
- صندوق النقد: تخفيضات أوبك+ تهدد نمو اقتصادات الدول النفطية بالشرق الأوسط
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع استمرار شح إمدادات الغاز الطبيعي في 2023
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 70% خلال فبراير