تقارير الطاقة المتجددةالتقاريرسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجل

صحيفة فرنسية: المغرب سيصبح منجم طاقة خضراء لأوروبا

ميساء الشيخ حسين

توقّع تقرير حديث لصحيفة فرنسية أن يصبح المغرب بمثابة "منجم طاقة خضراء" تعتمد عليه أوروبا في المستقبل القريب، نظرًا للإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها.

وأشارت صحيفة جون أفريك -أول مجلة أفريقية ناطقة بالفرنسية، مقرّها الرئيس في باريس- إلى القدرات التي يتمتع بها المغرب في الطاقة النظيفة، ومدى اهتمام أوروبا بالاستفادة منها، نظرًا لقرب الموقع الجغرافي.

وأوضحت محررة التقرير، الصحفية ماري تولموند، أن أوروبا تسعى إلى الحصول على الهيدروجين المُنتج من طاقة الرياح والشمس، وتبحث عن مصادر له في القارّة الأفريقية، خاصة المغرب.

وفي 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قدّم الاتحاد الأوروبي "حزمة" من التدابير التي تهدف إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% بحلول عام 2030، وتمّ تقديم الهيدروجين "منخفض الكربون" بوصفه الأولوية.

وحسب تقرير جون أفريك، تتوقع الخطة الأوروبية -من أجل الوصول إلى هدفها- الاعتماد على المغرب وأوكرانيا في نصف إنتاج الهيدروجين.

الطاقة المتجددة في المغرب
مزرعة رياح في المغرب - أرشيفية

المغرب شريك مثالي

سلّط تقرير موقع جون أفريك الضوء على الطاقة المتجددة في المغرب، وأيضًا مدى أهمية المغرب العربي لأوروبا بالنسبة لإنتاج الهيدروجين.

وقال: "نظرًا لقربها الجغرافي، وكون موارد الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة، ووجود خطوط أنابيب الغاز، فإن شمال أفريقيا هي الحل الأكثر كفاءة وتنافسية بالنسبة لأوروبا، إذ لا يزال إنتاج الهيدروجين الأخضر أغلى من الوقود الأحفوري 4 إلى 5 مرات نقريبًا".

وأضاف أن بلدان الاتحاد الأوروبي ليست وحدها الراغبة في استغلال هذه الظروف، "بل هناك نحو 10 مشروعات بقيادة كبرى شركات قطاع النفط والغاز الأوروبية، مثل إيني الإيطالية، وهي موجودة في المغرب والجزائر ومصر".

بالنسبة للأوروبيين، تبدو الرباط الشريك المثالي مع وفرة مواردها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب أهدافها المناخية الطموحة، إذ ستنتج 52% من مزيج طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2030، حسب تقرير الصحيفة الفرنسية.

الطاقة الشمسية في المغرب

يبدو أن المغرب يسير بخطوات ثابتة وحثيثة إلى أن يصبح رائدًا في سوق الطاقة الشمسية، إذ يتمتع بمكانة جيدة في هذا المجال.

ويعتمد المغرب في إستراتيجيته على التركيز في تصدير الطاقة، إذ وقّع اتفاقيات تعاون مع ألمانيا والبرتغال على التوالي في يونيو/حزيران 2020 وفبراير/شباط 2021، لتطوير قطاع الطاقة الشمسية وتخزين الهيدروجين، تمهيدًا لنقله إلى أوربا.

وهذا الاتفاق ليس الاستثمار الكبير الوحيد في الطاقات المتجددة الذي يجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي، حسب تقرير جون أفريك.

مجمع نور ورزازات للطاقة الشمسية في المغرب
مجمع نور ورزازات للطاقة الشمسية في المغرب - أرشيفية

يأتي ذلك في إشارة إلى مشروع نور ورزازات الضخم في منطقة أغادير، والذي يعدّ أكبر محطة للطاقة الشمسية المركّزة في العالم، والأول من نوعه بالنسبة للوكالة المغربية للطاقة الشمسية، وذلك ضمن مجموعة من مشروعات التطوير في مجمع ورزازات للطاقة الشمسية منذ عام 2013.

ومن المتوقع أن يتحول هذا المجمع إلى حديقة شمسية تنتج 500 ميغاواط، لتضم عدّة محطات تستخدم تقنيات شمسية متنوعة، أمّا المحطة الأولى في هذا المجمع فهي مشروع ورزازات للطاقة الشمسية المركّزة، مع قدرة تخزين عالية.

الأمونيا في المغرب

تواصل الصحيفة الفرنسية إلقاء الضوء على الطاقة المتجددة في المغرب، إذ ترى أن المملكة هي البلد الوحيد في شمال أفريقيا الذي يتوفر لديه خط للإمداد يربطه بالشبكة الأوروبية.

وتأمل الرباط أيضًا بالاستفادة من المكاسب الإضافية في قطاع إنتاج الأسمدة النيتروجينية، "إذ يمكن لهذا البلد الذي يعتمد اليوم على واردات الأمونيا -وهي المادة الخام للأسمدة النيتروجينية- إنتاجها محليًا باستخدام الهيدروجين".

ففي 26 من يوليو/تموز من هذا العام، أعلن المغرب مشروع "هيفو أمونيا" باستثمارات تصل إلى 850 مليون دولار، بالشراكة بين "فيوجن فيول غرين Plc"، وشركة تكنولوجيا الهيدروجين الخضراء -مقرّها في أيرلندا- ومجموعة المقاولين الموحدة (سي سي سي)، وشركة إنشاءات عالمية، إلى جانب فيتول الرائدة في قطاع تجارة الطاقة والسلع.

ومن شأن هذا المشروع العملاق تصدير 180 ألف طن يوميًا من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2026.

نعمة أم نقمة؟

في خضمّ التصريحات الأوروبية التي تحتفي بأهمية تزويد القارّة بالطاقة الخضراء الموجودة بوفرة في الضفة الأخرى من البحر المتوسط، وحماسة الحكومة المغربية لتوقيع وتنفيذ المشروعات العملاقة، يبدو الأمر قاتمًا بالنسبة لسكان الجانب المغاربي.

فمن النادر أخذ التكاليف الاجتماعية والبيئية لهذه المشروعات في الحسبان، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأساسية المتعلقة بالاستيلاء على الأراضي وإدارة موارد المياه في البلدان التي تعاني من ضغوط المياه، حسب تقرير الصحيفة.

"في المنطقة المغاربية، يُترجم هذا إلى استعمار أخضر، أكثر من البحث عن انتقال في قطاع الطاقة بحيث تستفيد منه الفئات الأكثر حرمانًا"، حسبما قال الباحث في شؤون الطاقة حمزة حموشين.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق