هل تصمد أوروبا بعد توقف سخالين 2؟.. إنتاجها يعادل 3 دول بقيادة مصر
ستتوقف المحطة عن العمل بدءًا من يوليو المقبل لأعمال الصيانة
هبة مصطفى
باتت محطة الغاز المسال الروسية "سخالين 2" تشكل تهديدًا جديدًا لأوروبا خلال موسم ملء مرافق التخزين، بعدما أعلنت الشركة المُشغلة لها توقفها عن العمل بدءًا من شهر يوليو/تموز 2023 للخضوع لأعمال الصيانة.
وشهدت صادرات المحطة خلال العام الماضي (2022) ارتفاعًا ملحوظًا، وكشفت بيانات الشحن وتتبع السفن أن غالبية الإنتاج المرتفع ذهب إلى اليابان والصين، ما يشير إلى أن خطر توقف المحطة عن العمل لن يضر بالقارة الأوروبية وحدها وإنما سيمتد إلى السوق الآسيوية أيضًا، بحسب تحليل أجرته بلومبرغ.
وبالنظر إلى أن محطة سخالين 2 تُسهم بحجم إمدادات هائل يعادل وحده 3 دول منتجة، فإن توقفها يشكل ضربة لسوق الغاز العالمية، كما يختبر الشعارات الأوروبية بإمكان الاستغناء عن الغاز الروسي، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
خطر عالمي
عادة ما تستعد مرافق تخزين الغاز لعملية إعادة الملء خلال فصل الصيف، استعدادًا لتلبية الطلب في أوقات الشتاء، لا سيما في المناطق ذات درجات الحرارة المنخفضة.
وتواجه صناعة الغاز العالمية تحديًا جديدًا خلال موسم التخزين المقبل، مع إعلان الشركة المشغلة لمحطة سخالين 2 الروسية توقفها عن العمل في شهر يوليو/تموز المقبل لإجراء أعمال الصيانة.
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم صادرات الغاز المسال الروسي من المحطات الـ3 خلال العام الماضي (2022)، ومن بينها محطة سخالين 2:
وتُعد عملية التوقف ضربة جديدة تُضاف إلى حالة الارتباك التي تعانيها أسواق الطاقة عقب اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير/شباط الماضي، وتأتي بالتزامن مع نقص في حجم المعروض العالمي.
ورغم العقوبات الغربية، ما زال الغاز الروسي يشكل عنصر جذب لكثير من الدول، سواء في القارة الأوروبية أو آسيا، لكن خطوة توقف الصادرات من المحطة -التي تُسهم وحدها بثلث إنتاج روسيا من الغاز المسال- لن تتسبب في فقر المخزونات فقط، لكنها تشعل المنافسة بين الأسواق المتعطشة أيضًا.
فمنذ "فطم" دول القارة العجوز عن إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب -بصورة كبيرة-، تحولت الأنظار الأوروبية والآسيوية إلى الاعتماد على الغاز المسال.
اختبار أوروبي
وصف خبير صناعة الغاز في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، قرار روسيا إجراء أعمال الصيانة لمحطة سخالين 2 للغاز المسال لمدة 40 يومًا خلال فصل الصيف وموسم ملء مرافق التخزين بأنه يُعد اختبارًا جديدًا للسوق الأوروبية.
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي أبدت فيه دول القارة العجوز قدرتها على الاستغناء عن الغاز المسال الروسي، وفق اتجاه المفوضية الأوروبية، طبقًا لما أورده في تغريدة له بموقع التدوينات القصيرة تويتر.
#روسيا 🇷🇺تعتزم عمل صيانة لاحدى محطات الغاز الطبيعي المسال (محطة سخالين 2) في فصل الصيف لمدة اربعين يوما !
المحطة تساهم وحدها بثلث الطاقة الانتاجية للغاز الطبيعي المسال في روسيا وصدرت بأقصى طاقاتها عام ٢٠٢٢،" ( ١١،٢ مليون طن )
اختبار جديد للسوق الاوروبي الذي كان يستعد للتخلص من… pic.twitter.com/etDLHRm6AU
— Wael Abdelmoati م/وائل عبد المعطي (@WaelMoati) May 2, 2023
وكشف عبدالمعطي عن أن حجم إنتاج المحطة يعادل إنتاج 3 دول من الغاز المسال خلال العام الماضي 2022، وهي: مصر والكاميرون وأنغولا.
وأشار إلى أن صادرات المحطة سجلت رقمًا قياسيًا خلال العام الماضي (2022)، إذ بلغ 11.2 مليون طن، قائلًا إن المحطة تُشكل "ثُلث" الطاقة الإنتاجية لروسيا من الغاز المسال.
وزاد مدير الإنتاج في شركة سخالين إنرجي المشغلة للمحطة من مخاوف أسواق الطاقة، بتلويحه بإمكان امتداد أعمال الصيانة إلى فصل الصيف بالكامل، بحسب ما نقلته عنه رويترز.
لماذا تتوقف محطة سخالين 2؟
تخضع محطة الغاز المسال الروسية سخالين 2 إلى الصيانة الدورية بدءًا من شهر يوليو/تموز (2023)، لكن المثير للقلق أنه للمرة الأولى يجري مهندسون روس عمليات الصيانة، بعدما دفعت العقوبات الغربية نحو تخلي الشركات الأجنبية عن هذا الدور.
ورغم أن أعمال الصيانة قد تستغرق 40 يومًا فقط، فإن هناك مخاوف من امتدادها لوقت أطول نتيجة نقص الخبرات المحلية، ما قد يتسبب في كارثة سواء على مستوى نقص إمدادات مرافق التخزين أو الانعكاس على مستويات الأسعار.
ولم تلق روسيا بالًا بتطوير خبرات صيانة محطات الغاز المسال محليًا سوى من وقت قريب، وفي ظل عدم سهولة فهم مكونات المحطات من ترتيب للأنابيب ومواقع التخزين والمضخات تزداد الضغوط على الفنيين الروس بما يتوافق مع توقعات استغراق أعمال الصيانة مدة أطول.
وشهدت صادرات محطة سخالين 2 للغاز المسال الروسي زيادة خلال العام الماضي (2022)، بنسبة تصل إلى 10%، واستحوذت اليابان على 8% من إمدادات المحطة خلال الربع الرابع من العام الماضي (2022)، كما زادت الصين من شحناتها.
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف نفطي في تركيا ضمن الأكبر تاريخيًا بالبلاد
- رئيس تنفيذي مصري لشركة أرو للحفر التابعة لأرامكو السعودية.. من هو؟
- مسؤول أوروبي للطاقة: الغاز الجزائري والهيدروجين يتصدران أولوياتنا
- نقل الغاز المسال الأميركي عبر القطارات يشعل الجدل من جديد: قنبلة موقوتة
