التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

نشطاء المناخ يفشلون في منع البنك المركزي السويسري من تمويل الوقود الأحفوري

حاولوا اختراق الاجتماع السنوي للبنك بمساهمي الأقلية

رجب عز الدين

ما زال نشطاء المناخ يحاولون الضغط على البنك المركزي السويسري والمؤسسات المالية في أوروبا، لثنيها عن الاستمرار في تمويل مشروعات الوقود الأحفوري الملوثة للبيئة.

ونظّم أنصار البيئة وقفة احتجاجية أمام البنك الوطني السويسري، في محاولة للضغط عليه لوقف الاستثمار في مشروعات النفط والغاز، وفقًا لوكالة رويترز.

واختار نشطاء المناخ يوم الجمعة (28 أبريل/نيسان 2023) موعدًا لتنظيم الوقفة الاحتجاجية أمام أبواب البنك المركزي السويسري، تزامنًا مع انطلاق فعاليات الاجتماع السنوي العام للمساهمين.

احتجاج على أبواب البنك

توافد 100 ناشط إلى محيط البنك المركزي في مدينة برن السويسرية، ما أدى إلى تشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف عناصر الأمن، تحسبًا لأي أعمال شغب من قبل المحتجين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتمكّن بعض نشطاء المناخ من دخول الاجتماع السنوي للبنك المركزي، بوصفهم من صغار حملة الأسهم التي اشتروها من البورصات المحلية والعالمية، ويبلغ عدد النشطاء الحاملين لأسهم البنك بصورة رمزية قرابة 170 شخصًا.

وسمحت إدارة البنك المركزي السويسري للنشطاء المساهمين بأخذ دورهم في الحديث في أثناء الاجتماع في إطار القواعد المسموح بها لكل المساهمين، إلا أن حديثهم كان هجوميًا لاذعًا ضد استثمارات البنك في شركات الوقود الأحفوري.

شل وإكسون موبيل

نشطاء المناخ
وقفة احتجاجية لنشطاء المناخ - الصورة من ctv news

يستثمر البنك السويسري في أبرز شركات النفط والغاز العالمية الكبري، مثل شركتي شل الأنغلوهولندية، وتوتال إنرجي الفرنسية.

كما تمتد استثمارات البنك إلى أكبر شركات النفط الأميركية، مثل إكسون موبيل، وشيفرون، ودوك إنرجي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واستطاع البنك الوطني السويسري (المسمى الرسمي) تكوين حصص متراكمة في شركات النفط والغاز العالمية، في إطار خطة ممتدة منذ سنوات طويلة للاستثمار في الأسهم الأجنبية.

وبلغت استثمارات البنك في الأسهم الأجنبية قرابة 200 مليار فرنك (223 مليار دولار)، وفقًا لآخر بيانات صادرة عن عام 2022.

(الدولار الأميركي = 0.89 فرنكًا سويسريًا)

وحاول نشطاء المناخ استمالة المساهمين إلى صفهم في الاجتماع السنوي عبر كلمات حماسية مستندة إلى بيانات وإحصائيات مناخية تنذر بكوارث مدمرة للكوكب الأرضي برمته، إلا أنهم فشلوا في زحزحة أغلب المساهمين عن مواقفهم.

انتهاز الاجتماع السنوي

اجتهد عضو تحالف المناخ في سويسرا جوناس كامبوس، في محاولة تنبيه مجلس إدارة البنك إلى خطورة الاستمرار في تمويل مشروعات الوقود الأحفوري بوصفه من أكبر المستثمرين الدوليين في شركات النفط والغاز.

ويعتقد كامبوس، أن صناعة الوقود الأحفوري ستتعرّض لهزة كبيرة في حالة إقدام البنك المركزي السويسري على سحب استثماراته أو التوقف عن ضخ استثمارات جديدة في القطاع، ما سيصب في صالح قضايا التغير المناخي بصفة كبيرة لو فعلها البنك.

وقال كامبوس: "نريد من أعضاء البنك أن يستغلوا أصواتهم أو أن يبيعوا أسهمهم في هذه الشركات؛ فالتغير المناخي حقيقة ولا يمكن تجاهلها".

وانضمت الناشطة الأوغندية هيلدا ناكابوي إلى عضو حملة المناخ السويسري، مذكرة قيادات البنك بأن مشروع خط أنابيب شرق أفريقيا الذي تقوده شركة توتال إنرجي في بلادها قد تسبّب في حالة طوارئ مناخية في أوغندا.

وقالت ناكابوي مخاطبة البنك وقيادته بنبرة حزينة مختلطة بالغضب: "يجب أن تتوقفوا عن تمويل عمليات تدميرنا فورًا".

فشل في زحزحة المساهمين

لم تفلح محاولات نشطاء المناخ في استمالة المساهمين، إذ انتهى الاجتماع السنوي للبنك بتأييد هش لصالح اقتراحهم بسحب استثمارات الوقود الأحفوري بنسبة لم تتجاوز 0.8% من المساهمين، وفقًا لنتائج التصويت التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال رئيس البنك المركزي توماس جوردان، إن مجلس الإدارة يأخذ قضية تغير المناخ على محمل الجد، لكن هذا الاهتمام لا ينبغي أن يصرفهم عن الهدف الأساسي المتمثل في ضمان استقرار الأسعار.

وتختص أغلب البنوك المركزية في العالم برسم السياسة النقدية للبلاد وتنفيذها، وإصدار الأوراق النقدية، وتنظيم سوق صرف العملات الأجنبية والرقابة عليه، لشدة تأثير هذه القطاعات في الأسعار المحلية ومعدلات التضخم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

حملات ضد دويتشه بنك

نشطاء المناخ
دويتشه بنك - الصورة من فايننشيال تايمز

يُجيد نشطاء المناخ شن الحملات المنظمة للطعن في سمعة البنوك وشركات التأمين المنخرطة في تمويل مشروعات النفط والغاز حول العالم.

وتتعدد وسائل الحملات بداية من الوقفات الاحتجاجية والفعاليات الحقوقية، مرورًا بالضغوط البرلمانية والملاحقات القضائية، ووصولًا إلى اختراق هياكل ملكية الشركات عبر النشطاء، وانتهاءً بالهجوم الإعلامي والأفلام الوثائقية والسينمائية المناهضة للصناعة.

ووجّهت مجموعات مناصرة للبيئة في مارس/آذار 2023 انتقادات لاذعة إلى مصرف دويتشه، أكبر بنك ألماني، لاستمراره في تمويل شركات النفط والغاز، وفقًا لوكالة رويترز.

وتواجه البنوك الأوروبية ضغوطًا هائلة من نشطاء ومستثمرين، لوقف مشاركتها في تمويل شركات النفط والغاز، واصفين إياها بالملوثة للبيئة.

وتلقى دويتشه بنك، في فبراير/شباط 2023 خطابًا من مجموعة مستثمرين -يديرون أصولًا تتجاوز 1.5 تريليون دولار- لاتخاذ موقف حازم بشأن تمويل مشروعات النفط والغاز الجديدة في أوروبا وخارجها.

وقال البنك الألماني -ردًا على هذا الهجوم- إن لديه خططًا لتقييد معايير التمويل المتعلقة بمشروعات النفط والغاز، على غرار ما حدث مع الفحم، لكنه لم يحدد أجل هذه الخطط أو متى ستبدأ، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق