بتروفاك البريطانية تعمق خسائرها التشغيلية إلى 205 ملايين دولار في 2022
رغم استفادتها من ارتفاع أسعار النفط وزيادة الطلبات الخدمية
رجب عز الدين
ما زالت شركة بتروفاك الرائدة في مجال خدمات حقول النفط والغاز تعاني من تكبد الخسائر التشغيلية -عامًا بعد عامًا- رغم زيادة الطلب على خدماتها حول العالم.
وأظهرت أحدث نتائج أعمال للشركة البريطانية ارتفاع خسائرها التشغيلية إلى 205 ملايين دولار عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر/كانون الأول 2022، وفقًا لبيان منشور على الموقع الإلكتروني للشركة.
وتزيد خسائر بتروفاك في عام 2022 بمعدل 16 مرة تقريبًا عن الخسائر التشغيلية المسجلة خلال العام السابق (2021)، والتي لم تتجاوز 12 مليون دولار، وفقًا لحسابات منصة الطاقة المتخصصة.
ما الخسائر التشغيلية؟
تختلف الخسائر أو الأرباح التشغيلية عن صافي الخسائر أو الأرباح من حيث استبعاد الأولى لخصومات الضرائب والفوائد، ووجودهما في الثانية.
وتشير الخسائر التشغيلية للشركات إلى مشكلات ضخمة في عملياتها الأساسية؛ ما يستدعي مراجعة فورية من قبل مجالس الإدارة لزيادة الإيرادات أو خفض التكاليف أو كلاهما معًا.
وعزت بتروفاك هذه الخسائر إلى ارتفاع تكاليف النشاط بصورة ضخمة في أكبر قسم تشغيلي في الشركة وتضرره من تأخير تحصيل المدفوعات من العملاء.
خسائر قسم الهندسة والبناء
سجل قسم الهندسة والبناء الرئيس في الشركة البريطانية خسائر تشغيلية منفردة بلغت 299 مليون دولار خلال السنة المالية المنتهية 31 ديسمبر/كانون الأول 2022.
وارتفعت تكاليف التشغيل في هذا القسم بصورة ضخمة بسبب مشروع الوقود النظيف المشترك مع شركة تاي أويل، أكبر شركة تكرير نفط في تايلاند، والذى تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار.
كما عانت الشركة من تحصيل مبالغ مالية مستحقة من عقود قديمة كان من المقرر دفعها خلال العام الماضي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
واستفادت بتروفاك من ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي، كغيرها من شركات الخدمات النفطية حول العالم، إلا أن زيادة تكاليف التشغيل وتأخر العملاء في السداد أربكت حسابات الشركة الختامية رغم ارتفاع الطلبات على خدماتها خلال 2022، وفقًا لموقع أو إي أفشور إنرجي المتخصص (oe digital).
ارتفاع صافي المديونية
انخفضت إيرادات الشركة بنسبة 33% إلى 1.3 مليار دولار خلال عام 2022، مقارنة بملياري دولار في عام 2021، وفقًا للقوائم المالية المنتهية في 31 ديسمبر/كانون الأول 2022.
كما بلغ صافي الديون المستحقة على الشركة قرابة 349 مليون دولار، بينما بلغ حجم السيولة النقدية المتاحة لديها قرابة 504 ملايين دولار حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2022.
ويزيد حجم الديون في عام 2022 بنسبة 142% عن معدله في العام السابق البالغ 144 مليون دولار، أما حجم السيولة فقد انخفض بنسبة 28% عن معدله في 2021، والبالغ 705 ملايين دولار.
ونجحت الشركة في الحصول على تسهيلات مصرفية مع المقرضين لتمديد التسهيلات الائتمانية لمدة 12 شهرًا إضافية حتى أكتوبر/تشرين الأول 2024، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
التعافي من 2024
تتوقع الشركة التعافي من هذه النتائج بصورة تدريجية خلال عامي 2024، و2025، وسط توقعات بتحسن الأداء التشغيلي وتحصيل أكبر لمستحقاتها لدى العملاء.
أما عام 2023، فما زالت الشركة تحتفظ بنظرة إيجابية متفائلة لكنها لم تعِد بتحول كبير في تقليص الخسائر التشغيلية.
يشار إلى أن بتروفاك تعاني من خسائر ممتدة منذ عام 2020، إذ سجلت خسائر في هذا العام بقيمة 180 مليون دولار، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتعرّضت أسهم الشركة البريطانية المدرجة في بورصة لندن للأوراق المالية للهبوط بصورة ملحوظة تجاوزت 15% في 12 أبريل/نيسان 2023، فور صدور بيان من إدارة الشركة يتوقع خسائر تشغيل أكبر تتراوح بين 150 إلى 170 مليون دولار خلال عام 2022.
يشار إلى أن شركة بتروفاك تتمتع بنشاط واسع في مجال خدمات حقول النفط والغاز في أوروبا وخارجها، حيث تنشط فروعها بصورة ملحوظة في كل من الإمارات والهند، كما ترتبط بتعاقدات في سلطنة عمان والجزائر.
موضوعات متعلقة..
- سهم بتروفاك العالمية للطاقة ينهار 16% بعد بيان مثير للجدل
- عمال بتروفاك في بحر الشمال يضربون عن العمل.. وأعينهم على "الأرباح المذهلة"
- سلطنة عمان وبتروفاك البريطانية تتعاونان لتطوير الهيدروجين الأخضر
اقرأ أيضًا..
- قصة غلايات البخار العملاقة في الإمارات.. تعادل وزن 3 طائرات جامبو (فيديو)
- أطول خطوط أنابيب النفط في العالم (خرائط وأرقام)
- أدنوك الإماراتية تبدأ تشغيل أول محطة عائمة للغاز المسال في الفلبين