نمو صادرات الغاز المسال الأفريقية إلى أوروبا يواجه مخاطر عديدة (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- أفريقيا تكافح في تسويق مواردها وسط مشكلات مستمرة
- القارة السمراء تعاني من نقص مزمن في الاستثمار منذ سنوات
- المناطق الغنية بالغاز في أفريقيا تعاني من خطر النزاع المسلح
- وحدات الغاز المسال العائمة ستمثّل النمو الكامل للصادرات حتى 2026
رغم بروز صادرات الغاز المسال الأفريقية بصفتها أحد الحلول المهمة أمام دول الاتحاد الأوروبي، لتعويض نقص الإمدادات الروسية بعد غزو أوكرانيا، فإن هناك العديد من العقبات التي تواجه القارة السمراء، لتعزيز التصدير.
وأوضحت شركة الأبحاث وود ماكنزي، في تقرير حديث، أنه رغم خطط مضاعفة إمدادات الغاز المسال في أفريقيا خلال العقد المقبل وترحيب المشترين الأوروبيين بذلك، فإن القارة السمراء دائمًا ما تكافح في تسويق مواردها مع مشكلات عميقة ومستمرة.
وترى ماكنزي أن مشروعات الغاز المقترحة محفوفة بالمخاطر التي تؤدي إلى تأخيرها، ومن ثم الحدّ من صادرات الغاز المسال الأفريقية، مؤكدة أن تلك المشكلات من غير المرجح حلّها قريبًا، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
عقبات أمام صادرات الغاز المسال الأفريقية
أوضحت شركة الأبحاث أن أفريقيا تعاني من نقص مزمن في الاستثمار، إذ يُتوقع أن يكون الإنفاق على الاستكشاف والإنتاج خلال العقد الحالي ونصف العقد الماضي.
ويأتي ذلك مع اتجاه الشركات العالمية إلى تعزيز جهود تحول الطاقة، ما يخاطر بانخفاض صادرات الغاز المسال الأفريقية على المدى الطويل.
كما أن العقبات ليست مالية فقط، بل تعاني بعض المناطق الغنية بالغاز من خطر النزاع المسلح، فغالبًا ما تكون البنية التحتية بتلك المناطق غير متوفرة، أو عرضة للتخريب.
وفي السياق نفسه، تعطي دول القارة السمراء الأولوية لاستهلاك الغاز المنتج محليًا في توليد الكهرباء، ما يمثّل تحديًا آخر أمام صادرات الغاز المسال الأفريقية.
ورغم وجود نمو محتمل في بعض المناطق، رأت وود ماكنزي بأنه لن يكون على الفور، بل يحتاج سنوات ليكون قادرًا على تزويد أوروبا بقدر كافٍ من الغاز.
أفريقيا في حاجة للاستثمار
تمتلك دول منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مشروعات جديدة للغاز الطبيعي المسال، ولكن نموها بحلول 2030 سيعتمد على الاستثمار، مع استغراق العديد منها عدّة سنوات حتى بدء الإنتاج، وفقًا لوود ماكنزي.
وتوقعت وود ماكنزي أن يصل الانفاق الرأسمالي في أفريقيا إلى 35 مليار دولار بحلول عام 2024، وهو ما يعادل نصف ما كان عليه في عام 2014، يذهب معظمها للنفط، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي شرق أفريقيا، تمتلك المنطقة إمكانات تساعدها على مضاعفة العرض من الغاز المسال بحلول عام 2035، وفق التقرير.
وعلى سبيل المثال، أظهرت الاكتشافات الأخيرة في بئر جونكر الواقع في ناميبيا الإمكانات الهائلة في حوض أورانج.
ورغم العقبات ونقص الاستثمار، يتوقع منتدى الدول المصدّرة للغاز، ارتفاع صادرات الغاز المسال الأفريقية إلى 140 مليون طن بحلول عام 2050، مع توقعات ارتفاع الطلب العالمي على الغاز.
محطات الغاز المسال العائمة
في حين إن نسبة ثلثي القدرة المستقبلية لصادرات الغاز المسال الأفريقية تتركز على مشروعات واسعة النطاق عالية المخاطر، فإن وحدات الغاز المسال العائمة ستمثّل 100% من النمو على المدى القريب حتى عام 2026، حسب التقرير.
ومن المتوقع أن تبلغ صادرات الغاز المسال لكل من مشروع تورتو أحميم للغاز الواقع على الحدود بين موريتانيا والسنغال، ومشروع كورال في موزمبيق، نحو 6 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2025.
كما توقعت وود ماكنزي، أن تنتج محطة الغاز المسال العائمة الجديدة التي تبينها شركة إيني الإيطالية قبالة سواحل جمهورية الكونغو، بالتعاون مع وايزون للصناعات الثقيلة، نحو 3 ملايين طن سنويًا من الغاز المسال خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وكانت شركة ويستوود غلوبال إنرجي قد توقعت إضافة سعة جديدة من المحطات العائمة لإسالة الغاز عالميًا تبلغ 18.3 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027، يقع منها 10.2 مليون طن سنويًا في القارة الأفريقية.
ومن أبرز المحطات العائمة في أفريقيا المتوقع بدء الإنتاج منها قريبًا، محطة الغاز المسال العائمة "جيمي" التابعة لشركة غولار للغاز المسال، التي من المتوقع تشغيلها خلال الربع الأخير من العام الجاري (2023)، بمتوسط إنتاج 2.5 مليون طن سنويًا.
ومن المتوقع بدء الإنتاج من محطة الغاز المسال العائمة "تانغو" المملوكة لشركة إيني الإيطالية، الواقعة في الكونغو، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2023.
دول شمال أفريقيا مهمة لأوروبا
بعيدًا عن صادرات الغاز المسال الأفريقية، هناك بصيص من الأمل أن تكون دول شمال أفريقيا مصدرًا إضافيًا مهمًا إلى أوروبا، خاصة مع إمكان تحسين البنية التحتية لخطوط الأنابيب الحالية، لكن ذلك -أيضًا- يواجه عقبات كبيرة، حسب التقرير.
وتمتلك شمال أفريقيا بنية تحتية للغاز تربطها بالقارة الأوروبية، ولكن استخراج الغاز في المنطقة ليس بالأمر السهل -على حدّ وصف ماكنزي-، بالإضافة إلى أن خطوط الأنابيب الحالية لا تعمل بكامل طاقتها.
وفضلًا عن ذلك، فقد أدت التوترات بين المغرب والجزائر إلى انخفاض الصادرات إلى إسبانيا، عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي، كما أن خط أنابيب غرين ستريم إلى إيطاليا غير مستَعمَل بشكل كافٍ بسبب انعدام الأمن والقيود المفروضة في ليبيا.
وفي حالة بناء خطوط أنابيب أخرى من أفريقيا إلى أوروبا، قد يستغرق ذلك عقودًا حتى تكتمل، كما أن تكلفة البنية التحتية العابرة للحدود تجعلها غير جاذبة للمستثمرين.
ومع انتشار مشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا، هناك حالة من عدم اليقين بشأن الطلب المستقبلي على الغاز، لتمثّل عائقًا آخر أمام جذب المستثمرين.
موضوعات متعلقة..
- محطات الغاز المسال العائمة تنتظر طفرة كبيرة بقيادة أفريقيا (تقرير)
- 5 دول أفريقية تتعاون في استثمار الموارد المشتركة من الغاز الطبيعي
- خطط أوروبية لتعزيز محطات الغاز المسال بعد غزو أوكرانيا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- الطلب على الغاز المسال في آسيا ينخفض للربع السادس على التوالي (تقرير)
- النفط الروسي يتدفق إلى الهند والصين فوق مستويات السقف السعري
- نفط كردستان العراق يستعد للتدفق إلى تركيا بعد مفاوضات ناجحة
يبدو ان مراهنة المغرب على الطاقة المتجددة كان رهانا ناجحا. امام اصرار بعض الانظمة الغبية العميلة في المنطقة والتي غايتها تزويد الاجنبي بالطاقة المسروقة من باطن الصحراء الافريقية.
الحمد لله على نعمة الرزق الحلال .
فلا نامت عيون الجبناء عملاء النظام الحركي الخائن الحاكم لمدينة الجاء زائر