أسعار السيارات الكهربائية في الهند.. هل تنافس نظيرتها التقليدية؟
هبة مصطفى
يبدو أن السيارات الكهربائية في الهند مقبلة على مرحلة انتشار أوسع نطاقًا إلى حدّ يفوق السيارات التقليدية ذات محرك الاحتراق الداخلي، وترتبط تلك الخطوة بمفاجأة تحقّقها نيودلهي فيما يتعلق بمستويات الأسعار.
منذ سنوات، تعمل نيودلهي على تقليص الفجوة السعرية بين نوعي السيارات، بما يتوافق مع إستراتيجيتها لتطوير النقل النظيف بالبلاد، بحسب تقرير نُشر في موقع إنرجي وورلد (Energy World) من إيكونوميك تايمز.
ورغم أن العائق الأبرز أمام انتشار السيارات الكهربائية عالميًا هو تكلفتها الباهظة، فإن الهند غيّرت هذه المعادلة واتّبعت خطة ذات مسارات عدّة لخفض تكلفتها مقارنة بالسيارات العاملة بالبنزين والديزل، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
خفض التكلفة
حتى عام 2020، كان سعر السيارات العاملة بالبطاريات يزيد عن ضعفي السيارات التي تسير بالبنزين، بنسبة 137%، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
أمّا الآن، فقد انكمشت الفجوة بين سعر النوعين إلى 73% فقط، بحسب بيانات شركة "جاتو ديناميكس" مزوّد معلومات السيارات، ومقرّها المملكة المتحدة.
وقد يستفيد قطاع السيارات الكهربائية في الهند من الفارق السعري المتسارع بين السيارات النظيفة والعاملة بالوقود الأحفوري، ما يزيد الإقبال المحلي على شراء السيارات صديقة البيئة بمعدل أكبر.
ونجحت الدولة الآسيوية في إدارة معادلة صعبة، إذ زادت من رسوم السيارات التقليدية العاملة بمحرك الاحتراق الداخلي بعد إضافة غرامات الانبعاثات، وبالتوازي مع ذلك، قدّمت حزمة حوافز لتشجيع تصنيع السيارات الكهربائية محليًا.
وتتضمن إستراتيجية تطوير السيارات الكهربائية محليًا العمل على خفض تكلفة البطاريات (المكون الأبرز في تصنيع السيارات النظيفة والأكثر تكلفة)، وبدأت دراسة التركيز على تصنيعها بدلًا من الاستيراد، وقدّمت مغريات ومحفزات لعدد من شركات التصنيع العالمية لاستضافتها على أراضي نيودلهي وبناء مصانع خاصة.
الأسعار والمبيعات
يدور أعلى مستوى لأسعار السيارات الكهربائية في الهند بين 10 و18 روبية لاخ، ورغم ذلك يتوافر عدد قليل من النماذج في هذا النطاق.
(لاخ = وحدة في نظام الترقيم الهندي تعادل 100 ألف روبية)
(الروبية الهندية = 0.012 دولارًا أميركيًا)
وتوقّع رئيس شركة "جاتو ديناميكس"، رافي باتيا، اقتراب سعر السيارات الكهربائية في الهند من سعر السيارات العاملة بالوقود الأحفوري، مع انخفاض تكلفة البطارية.
وشكّلت السيارات الكهربائية في الهند نسبة قدرها 1.1% من إجمالي سيارات الركاب المبيعة خلال العام المالي المنتهي في مارس/آذار 2023، ارتفاعًا من نسبة مبيعات بلغت 0.6% في العام المالي السابق له.
(العام المالي في الهند يبدأ مطلع أبريل/نيسان من كل عام، وينتهي في 31 مارس/آذار من العام اللاحق له)
وتشير التوقعات إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية قد ترتفع إلى نسبة تتراوح بين 3 و4% بحلول العام المالي (2024- 2025)، لتقفز إلى 17% بحلول نهاية العقد (2030).
مرحلة التحول
أكد المدير التنفيذي لشركة ماروتي سوزوكي لتصنيع السيارات في الهند، شاشانك سريفاستافا، أن مستوى أسعار السيارات الكهربائية هو معيار انتشارها، مشيرًا إلى أن نقطة التحول الرئيسة تجاه التوسع في خطط نشرها على الطرق هي مدى اقتراب سعرها من السيارات العاملة بالبنزين.
وأوضح سريفاستافا أن الفجوة السعرية بين السيارات الكهربائية في الهند ومثيلاتها من العاملة بالبنزين في أدنى مستوياته بالنسبة لنماذج سيارات الدفع الرباعي، بمعدل أكبر من سيارات الهاتشباك.
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا، خلال المدة من عام 2015 حتى العام الماضي (2022):
من زاوية أخرى، قال المدير التنفيذي لشركة "تاتا موتورز" لسيارات الركاب والتنقل الكهربائي "شايليش شاندرا"، إن أسعار سيارات محرك الاحتراق الداخلي يغلب عليها طابع التضخم، بينما في المقابل يغلب الانكماش على أسعار السيارات الكهربائية.
وأضاف أنه في ظل انخفاض سعر البطاريات، من المتوقع أن تواصل أسعار السيارات الكهربائية انخفاضها أمام السيارات التقليدية، إذ تشكّل البطارية 40% من السعر الإجمالي للسيارات العاملة بالطاقة النظيفة، وبدأت أسعار المكون الرئيس في تصنيع هذه البطاريات (الليثيوم) في الانخفاض أيضًا.
بينما رجّح رئيس شركة إم جي موتور إنديا "راجيف تشابا" أن استمرار انخفاض أسعار معدن الليثيوم قد يدفع نحو المزيد من خفض تكلفة مكونات البطارية، وبالتبعية انخفاض سعر الوحدات الكهربائية بالكامل.
اقرأ أيضًا..
- الهند تعلن موقفها من شراء النفط الروسي بأعلى من السقف السعري
- أفضل أنواع الألواح الشمسية والعاكسات.. معايير تتيح لك الاختيار بعناية
- الطاقة النووية في ألمانيا تُشعل انقسامًا عميقًا بعد غلق المفاعلات الـ3
- هل يدعم أكبر حقل للغاز الطبيعي في تركيا أردوغان بانتخابات الرئاسة المقبلة؟
