أخبار النفطالنشرة الاسبوعيةرئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجلنفط

الهند تعلن موقفها من شراء النفط الروسي بأعلى من السقف السعري

أسماء السعداوي

دافعت الهند عن وارداتها من النفط الروسي، التي بلغت ذروتها مؤخرًا، مشددة على أنها تواجه أكبر تهديد اقتصادي لها.

وأكدت نيودلهي إمكان شراء الخام الروسي عند مستوى قريب أو يتجاوز سقف الأسعار الذي فرضه الغرب في أعقاب حرب موسكو على أوكرانيا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذي إيكونوميك تايمز" المحلية (The Economic Times)، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كانت دول الاتحاد الأوروبي قد حدّدت سقفًا سعريًا للنفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، مع مراجعته بانتظام للتأكد من أنه أقل 5% من متوسط أسعار النفط الروسي بالسوق.

إلا أن شحنات النفط الروسي إلى الهند تُباع بسعر أقل كثيرًا من سقف الأسعار الغربي، الذي وُضع بهدف القضاء على مصادر تمويل حرب روسيا على أوكرانيا.

أسعار شحنات النفط الروسي إلى الهند

بسؤالها عن إمكان مواصلة شراء النفط الروسي بأعلى من سقف الأسعار، قالت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيترامان: "نعم؛ وإلا سينتهي بي المطاف بالدفع أعلى مما أستطيع تحمله".

وأوضحت الوزيرة الهندية: "لدينا تعداد سكاني ضخم؛ ولذلك، سنضطر إلى البحث عن أسعار مناسبة لنا".

وتحتاج الهند إلى البحث باستمرار عن "أفضل صفقة"؛ إذ تستورد نحو 80% من احتياجاتها من النفط الخام من الخارج، بحسب وزيرة المالية.

وتابعت: "بالنسبة لنا، إنه عامل حاسم للغاية للاقتصاد".

موقف وزيرة المالية كان قد دعّمه وزير الشؤون الخارجية سوبرامانيام جايشانكار، أيضًا؛ إذ قال، في أغسطس/آب 2022، إنه من واجب الحكومة الأخلاقي توفير نفط أرخص لمواطنيها، حسبما أوردت منصة "ذا ناشيونال".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استهلاك النفط في الهند، منذ عام 2019 حتى عام 2022:

الطلب على النفط في الهند

أوبك+ والحرب الروسية.. عوامل مؤثرة

أكدت الوزيرة أن تأثير خفض إنتاج أوبك+ في أسعار الوقود وتداعيات كل القرارات المتعلقة بالحرب الروسية على أوكرانيا "كانا أهم عاملين أعتقد أنني سأكون قلقة بشأنهما أكثر من أي عامل داخلي آخر".

كانت المملكة العربية السعودية وعدّة دول في تحالف أوبك+ قد أعلنت، في 2 أبريل/نيسان الجاري، خفضًا طوعيًا في إنتاج النفط بدءًا من شهر مايو/أيار المقبل حتى نهاية هذا العام (2023).

وتمثل الخطوة إجراءً احترازيًا بهدف دعم استقرار أسواق النفط، بحسب بيان أصدرته وزارة الطاقة السعودية.

وبينما قال المسؤولون الهنود في الماضي إنه من غير المرجح أن تخرق نيودلهي العقوبات المفروضة على روسيا؛ بما في ذلك سقف الأسعار، يبدو أن الموقف قد تغيّر بعد قرار أوبك+ الأخير خفض الإنتاج.

وقالت سيثارامان، عندما سُئِلت عن هذه العقوبات: "أعتقد أننا يجب أن ننظر إلى الأمر أكثر مع مراعاة الإنسانية.. آمل في ألا يكون القصد إلحاق الضرر بالاقتصادات التي لا علاقة لها بالحرب".

وأضافت أن "العواقب غير المقصودة" لهذه الإجراءات لا ينبغي أن يتحملها جنوب الكرة الأرضية.

واردات الهند من النفط الروسي

برزت الهند والصين لتكونا أكبر مشتري النفط الروسي، وتعد روسيا أكبر مورد للنفط الخام إلى الهند متجاوزة العراق والمملكة العربية السعودية.

إذ ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي لتسجل 1.62 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط 2023، لتتجاوز حصة الهند الواردات المجمّعة من العراق والسعودية.

جاء الارتفاع في واردات الهند النفطية من روسيا على حساب السعودية، التي تراجعت إمداداتها بنسبة 16% على أساس شهري، والولايات المتحدة بنسبة 38%.

كما أعلنت موسكو، في نهاية مارس/آذار المنصرم، زيادة صادرات النفط الروسي إلى الهند 22 مرة خلال العام الماضي (2022).

وأفادت شركة الشحن فورتكسا بأن موسكو تمثّل -حاليًا- أكثر من النفط الذي اشتُرِيَ من العراق والسعودية مجتمعيْن، والذي يُعَد عند أدنى مستوى في 16 شهرًا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط الروسي منذ يناير/كانون الثاني 2022 حتى يناير/كانون الثاني 2023:

صادرات روسيا من النفط

اقتصاد مرهق وتوقعات متفائلة

يؤكد الموقف الحالي الحاجةَ الملحّة للحد من التضخم في الهند وتحفيز النمو، بعد الخفض المفاجئ للإنتاج الذي أعلنه تحالف أوبك+ بالإضافة إلى العقوبات الغربية على قطاع النفط الروسي في أعقاب غزو أوكرانيا.

ومن المتوقع أيضًا تباطؤ الاقتصاد الهندي للعام الثاني على التوالي، بسبب تشديد الأوضاع المالية ومشكلات سلاسل التوريد والحرب في أوروبا، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

إذ دفع انخفاض الطلب المحلي والأجنبي الناجم عن رفع أسعار الفائدة، الاقتصاد الهندي إلى التراجع، وسجل النمو خلال المدّة بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول نسبة نمو بلغت 4.4% مقارنة بـ6.3% عن الربع السابق؛ نظرًا إلى ضعف الاستهلاك والاستثمارات.

كما خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو في الهند إلى 5.9% للعام المالي الجاري الذي يبدأ في الأول من أبريل/نيسان، مقارنةً بتوقعات نمو بنسبة 6.1% في يناير/كانون الثاني.

ورغم ذلك؛ فإن وزيرة المالية تحمل رؤية إيجابية ترتكز على الإصلاحات السياسية في السنوات الأخيرة والرقمنة، قائلة: "سيستمر انتعاش الاقتصاد".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق