نفطأخبار النفطرئيسية

قطاع النفط الكندي على وشك التحرر من استغلال مصافي التكرير الأميركية

افتتاح توسعة خط ترانس ماونتن سيحرره من التسعير الأميركي البخس

رجب عز الدين

يسعى قطاع النفط الكندي للتحرر من استغلال مصافي التكرير الأميركية عبر محاولة فتح أسواق جديدة للخام في آسيا بدعم من رئيس الوزراء جاستن ترودو.

وتترقب شركات النفط في كندا افتتاح توسعة خط أنابيب ترانس ماونتن النفطي خلال الربع الأول من عام 2024، للانطلاق نحو أسواق جديدة في آسيا ومنافسة السوق الأميركية، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

ويواجه قطاع النفط الكندي تحديات ضعف سعة خط ترانس ماونتن منذ سنوات، ما جعل أغلب المنتجين في حالة اضطرار لبيع الخام إلى مصافي التكرير الأميركية بأسعار أقلّ من تقديراتهم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

شراء الخط 2018

اشترت حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو هذا الخط من شركة "كيندر مورغان" عام 2018، بقيمة 4.5 مليار دولار كندي (3.3 مليار دولار).

(الدولار الكندي = 0.74 دولارًا أميركيًا).

واستهدفت الحكومة من هذه الصفقة إنعاش قطاع النفط الكندي عبر إنجاز عمليات توسعته، ليصبح قادرًا على نقل 890 ألف برميل يوميًا، بمعدل 3 أضعاف السعة السابقة.

النفط الكندي
رئيس الوزراء الكندي جاستن توردو، الصورة من nbc news

وتعثَّر تنفيذ مشروع التوسعة أكثر من مرة منذ شرائه، ما أدى إلى تضاعف تكلفة التوسعة 5 أضعاف، بسبب اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع أسعار مواد البناء وغيرها.

وارتفعت تكلفة المشروع إلى 30.9 مليار دولار مقارنة بالتقدير الأولي المستقر في حدود 5.4 مليار دولار، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم ذلك، استمرت الحكومة الكندية في خطة التوسعة التي ستقلل من اعتماد منتجي الرمال النفطية الكنديين على مصافي التكرير الأميركية التي تجبرهم على قبول أسعار مخفضة لخامهم منذ سنوات.

آسيا تترقب الافتتاح

يترقب منتجو النفط الكندي لحظة افتتاح توسعة خط ترانس ماونتن بفارغ الصبر، ما سيفتح لهم خيارات شحن متنوعة للخام إلى الأسواق الآسيوية، ويحررهم من قبضة السوق الأميركية المتحكمة في التسعير -حاليًا- لضعف فرص المنافسة.

وقالت شركة كنديان ناتشورال ريسورسز، إن افتتاح هذا الخط بعد التوسعة سيتيح للشركة إرسال براميل النفط إلى مزيد من الأسواق الخارجية، ما سيمثّل فرصة كبيرة لكندا، وفقًا لرئيس القطاع المالي في الشركة مارك ستانثورب.

وتتوقع كنديان ناتشورال ريسورسز، أكبر منتج للنفط في كندا، زيادة قدرتها على الشحن إلى 94 ألف برميل يوميًا مع افتتاح توسعة خط ترانس ماونتن وتشغيله خلال الربع الأول من عام 2024.

وتعادل هذه الكمية وحدها 16% من إجمالي السعة المتاحة على الخط، وتخطط الشركة لإرسال جزء كبير منها إلى الأسواق الآسيوية لخلق حالة تنافسية مع مصافي التكرير الأميركية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الشركات تتوسع

أسهمت خطة التوسعة في دفع شركات النفط الكندي إلى تبنّي خطط موازية لزيادة إنتاج الرمال النفطية، للاستفادة من زيادة سعة النقل في خط الأنابيب.

وأعلنت شركة إمبريال أويل ليمتد -التابعة لشركة إكسون موبيل الأميركية- خطة لزيادة إنتاجها بمعدل 15 ألف برميل يوميًا.

وسارعت الشركة في إجراءات خطة توسعة منشآت كولد لايك بمقاطعة ألبرتا، على أمل إنجازها قبل الموعد المحدد خلال عام 2023.

وتدرس الشركة في الوقت الحالي استئناف مشروعات التوسع المتوقفة مؤقتًا في المنطقة مع بداية تشغيل خط ترانس ماونتن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويمتد مشروع توسعة الخط من مدينة أدمونتون، خامس أكبر المدن الكندية وعاصمة مقاطعة ألبرتا، إلى محطات الشحن بالقرب من مدينة فانكوفر جنوب غرب ولاية بريتش كولومبيا.

ومن المتوقع أن يستفيد من توسعة الخط شركات نفط أخرى لم تكن تستعمله في السابق، وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة كريسنت بوينت إنرجي كريغ بريكسا.

وتوقّع بريكسا أن يشهد قطاع النفط الكندي انتعاشة كبرى خلال السنوات المقبلة بفضل التوسعة التي أخذتها الحكومة الكندية على عاتقها بتكاليف باهظة.

ورغم تفاؤل أغلب شركات النفط الكندي بخط ترانس ماونتن، فإن شركة "إنبريدج" لن تستفيد من التوسعة لامتلاكها خطوط أنابيب منافسة خارج مقاطعة ألبرتا.

النفط الكندي
جانب من مشروع توسعة خط أنابيب ترانس ماونتن، الصورة من بلومبرغ

حل معضلة الخروج

افتتحت شركة إنبريدج الكندية الخط الثالث لنقل النفط الخام خارج مقاطعة ألبرتا في عام 2021، وتتفاوض الشركة في الواقع الحالي مع المستفيدين من خطوطها حول الخيارات المستقبلية التي ستقدمها لهم بعد افتتاح توسعة خط ترانس ماونتن.

وتقول الشركة، إن لديها خططًا لتعزيز السعة والتخزين على ساحل الخليج الأميركي، لكنها لا تستطيع القيام بعمليات توسعة مكلفة لخطوطها كما فعلت الحكومة في خط ترانس ماونتن، وفقًا للرئيس التنفيذي غريغ إيبل.

على الجانب الآخر، قالت رابطة منتجي النفط الكندية، إن توسعة خط ترانس ماونتن ستحلّ معضلة خروج النفط الكندي إلى أسواق بديلة ومنافسة الولايات المتحدة.

كما ستسمح للمنتجين بالتفكير في وسائل جديدة لتحسين إنتاجهم والتسويق لمنتجاتهم في الخارج بصورة أكثر تنافسية من أيّ وقت مضى، وفقًا لرئيسة الرابطة ليزا باتون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق