تطوير أول مصفاة لاستخراج المعادن الأرضية النادرة وفصلها في أميركا
في محاولة لإنهاء اعتمادها على الصين
محمد عبد السند
تعول الولايات المتحدة الأميركية على بناء أول مصفاة لاستخراج المعادن الأرضية النادرة وفصلها؛ لتحقيق استقلاليتها في ذلك القطاع الحيوي عبر إنهاء الاعتماد على الصين في استيراد تلك المواد القيّمة التي لا غنى عنها لتصنيع تقنيات الطاقة النظيفة.
وتُصنف معادن الليثيوم والنيكل والنحاس والمنغنيز والكوبالت في قائمة أهم المعادن الأرضية النادرة الداعمة لصناعة الطاقة المتجددة.
وفي إطار أجندة الرئيس بايدن، التي تحمل عنوان "الاستثمار في أميركا"، رصدت وزارة الطاقة الأميركية 16 مليون دولار بموجب قانون البنية التحتية الذي تبلغ قيمته تريليون دولار، بهدف دعم الجهود لتطوير سلاسل إمدادات محلية للمعادن الحرجة، وتقليل الاعتماد على منافسين مثل الصين، حسب بيان نشرته وزارة الطاقة الأميركية على موقعها الإلكتروني.
وسيدعم التمويل مشروعات في ولايتي ويست فيرجينيا، ونورث داكوتا لبناء أول مصفاة لاستخراج المعادن الأرضية النادرة وفصلها.
العناصر النادرة والحياد الكربوني
تُعَد العناصر الأرضية النادرة وغيرها من المواد والمعادن المهمة الأخرى أساسية لتصنيع تقنيات الطاقة النظيفة في أميركا، التي تُعول عليها في تحقيق مستهدف إدارة بايدن في الوصول إلى اقتصاد حيادي الكربون بحلول عام 2050.
وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم: "التمويل الممنوح سيدعم أول مصفاة لاستخراج المعادن الأرضية النادرة وفصلها، والتي ستحول نفايات الوقود الأحفوري إلى مصدر محلي للمعادن المهمة اللازمة لتعزيز سلاسل إمدادات الطاقة النظيفة لدينا".
وأضافت غرانهولم: "أجندة الاستثمار في أميركا للرئيس بايدن تساعد على خفض اعتمادنا المتزايد على الدول المعادية، وتعزيز وضع بلادنا كونها رائدًا عالميًا في قطاع التصنيع، مع دعم المجتمعات التي تساعد على تقوية بلدنا لأجيال عدة".
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- المعادن المستخدمة في بعض تقنيات الطاقة النظيفة:
الاعتماد على الاستيراد
تستورد الولايات المتحدة الأميركية أكثر من 80% من عناصرها الأرضية النادرة والمعادن الحرجة لإنتاج تقنيات الطاقة النظيفة، والمنتجات المهمة الأخرى المستعملة يوميًا، مثل الهواتف الذكية والحواسيب والأجهزة الطبية.
وتزخر أميركا بمليارات الأطنان من نفايات الفحم وغباره، ونفايات المناجم، والتصريف الحمضي للمناجم.
وتحوي تلك النفايات الناتجة عن أنشطة التعدين وإنتاج الكهرباء، مجموعة واسعة من العناصر الأرضية النادرة القيمة وغيرها من المعادن الحرجة الأخرى التي يمكن استعمالها لبناء تقنيات الطاقة النظيفة، والمساعدة -أيضًا- في خلق بيئات صحية للمجتمعات المنتشرة بالبلاد.
وستدرس المشروعات الثانوية المُعلنة -التي تأتي ضمن إطار مشروع أول مصفاة لاستخراج المعادن الأرضية النادرة وفصلها- آليات استخراج المعادن الحرجة من نفايات المناجم، ومن بينها المشروعان التاليان:
- ستُنجز جامعة نورث داكوتا دراسة لاكتشاف العناصر الأرضية النادرة والمعادن الحرجة وتنقيتها من نفايات تعدين الفحم البني.
ويستهدف المشروع تطوير تقنيات قادرة على إتاحة عملية حساسة بيئيًا بتكلفة تنافسية لإنتاج العناصر الأرضية النادرة والمعادن الحرجة من نفايات الفحم المحلية.
وتبلغ القيمة المادية المرصودة لتنفيذ هذا المشروع 8 ملايين دولار.
- ستُنجز جامعة ويست فيرجينيا دراسة لإنتاج العناصر الأرضية النادرة والمعادن الحرجة باستعمال التصريف الحمضي للمناجم، ومخلفات المعادن الخام، مع معالجة التلوث الناتج عن تلك العمليات.
وعلاوة على ذلك، تخضع المنتجات الوسيطة للمعالجة، تُحول على إثرها إلى أكاسيد وأملاح أو معادن وفق احتياجات السوق.
وتلامس القيمة المادية المرصودة لتنفيذ هذا المشروع 8 ملايين دولار.
تعليم متطور
قال عضو مجلس النواب الأميركي جو مانشين: "ويست فيرجينيا تتيح تعليمًا متطورًا في مجال هندسة التعدين إلى أجيال من الطلاب على مدار أكثر من 150 سنة؛ ما يساعد على بناء صناعة تعدين قوية وإبداعية تقوي دولتنا، وتجعلنا رائدين عالميًا في مجال الطاقة".
وأوضح مانشين: "سيساعد هذا التمويل الذي تبلغ قيمته 8 ملايين دولار، الممنوح بموجب قانون البنية التحتية (قانون صادر عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري) على تطوير تقنيات الطاقة في المستقبل، عبر إنشاء أول مصفاة لاستخراج المعادن الأرضية النادرة وفصلها من التصريف الحمضي للمناجم، ونفايات التعدين".
وأضاف: "من خلال تطوير تلك التقنية الإبداعية لاستعادة المياه من نفايات التعدين، سنضمن أننا ننتج تلك المواد بأنظف طريقة مع مواجهة التحديات البيئية المحتملة.. وتواصل ولاية ويست فيرجينيا وجامعتها قيادة المسار في إبداع الطاقة، ولا يسعني الانتظار لرؤية الفوائد تعم على البلاد كافة".
من جهته، قال عضو مجلس النواب كيفن كريمر: "بجانب شركائها في الصناعة ووزارة الطاقة الأميركية، تقف جامعة نورث داكوتا في طليعة مستقبل الطاقة بالبلاد".
وأوضح كريمر: "هذا المُخصص المالي يضيف إلى جهود المجموعة للبحث عن العناصر الأرضية النادرة والمعادن الحرجة في نورث داكوتا واستخراجها".
وستُدار المشروعات في المرحلة الأولى من قِبل مكتب إدارة الطاقة الأحفورية والكربون التابع لوزارة الطاقة الأميركية، والمختبر الوطني لتكنولوجيا الطاقة، بالتعاون مع مكتب التصنيع وسلاسل إمدادات الطاقة.
وعلى مدار نحو 15 شهرًا، ستضطلع تلك الدراسات الهندسية المفصلة بمهمة تحديد المخاطر والتكاليف، وستعزز خطط تطوير عمليات ذات جدوى اقتصادية لاستخراج العناصر الأرضية النادرة والمعادن الحرجة وفصلها وإنتاجها من كميات هائلة من مخلفات التعدين التي لن تترك آثارًا ضارة على البيئة.
وفي أعقاب الانتهاء من الدراسات ومدة المراجعة التقنية، ستكون لدى تلك المشروعات الفرصة للحصول على تمويل المرحلة الثانية لبناء المنشآت وتشغيلها.
موضوعات متعلقة..
- نفايات المناجم.. هل تحرر العالم من سيطرة الصين على المعادن الأرضية النادرة؟
- سيطرة الصين على المعادن الأرضية النادرة تهدد استقلال أميركا (تقرير)
- هذه خطط الصين لجني تريليون دولار من المعادن الأرضية النادرة في أفغانستان
اقرأ أيضًا..
- سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم تتراجع عالميًا.. الصين تغرد خارج السرب (تقرير)
- مشروعات الغاز المسال الأميركية تفسد التزام المصارف بالحياد الكربوني (تقرير)
- 6 خبراء: قرارات أوبك+ استباقية.. وأسعار النفط قد تتخطى الـ100 دولار (خاص)
العناصر الأرضي النادرة لا تحتوي النحاس والمنجنيز.. REE rare earth element عبارة عن ١٤ عنصر نادر بتواجد بتركيز آت ضئيلة جدا في صخور القشرة ....