صفقة الـ27 مليار دولار في العراق تشهد انفراجة.. وقطر للطاقة شريكة لتوتال إنرجي
شهدت صفقة الـ27 مليار دولار في العراق، التي تستهدف تنفيذ 4 مشروعات ضخمة في قطاع الطاقة بقيادة توتال إنرجي، انفراجة خلال الساعات الأخيرة بعد أشهر من المحادثات.
وأعلنت شركة "توتال إنرجي" الفرنسية، اليوم الأربعاء 5 أبريل/نيسان، التوصل إلى اتفاق لتنفيذ عقد في العراق -موقع عام 2021، وتأخر بسبب خلافات- يستهدف في مرحلته الأولى استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار.
وجاء إحياء صفقة الـ27 مليار دولار في العراق، بعد تراجع الحكومة عن رغبتها في الحصول على نسبة 40% من المشروع، بالإضافة إلى دخول شركة قطر للطاقة شريكة في المشروعات.
وقالت الشركة الفرنسية -في بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إن "الحكومة العراقية وتوتال إنرجي اتفقتا على الإسهام بنسبة 30% لشركة نفط البصرة في المشروع المعروف باسم (مشروع الغاز المتكامل)".
مشروعات توتال في العراق
وقّعت شركة توتال إنرجي، في سبتمبر/أيلول 2021، مع وزارة النفط العراقية اتفاقية لتنفيذ 4 مشروعات عملاقة، باستثمارات تصل إلى 27 مليار دولار.
ويتوقع العراق وصول العائد الإجمالي من الأرباح خلال مدة العقد -25 عامًا- إلى 95 مليار دولار، باحتساب سعر برميل النفط عند 50 دولارًا.
وتستهدف توتال استثمارًا مبدئيًا بقيمة 10 مليارات دولار في العراق خلال المرحلة الأولى، من خلال بدء تنفيذ الأعمال الهندسية لبعض المشروعات.
وتتضمّن صفقة الـ27 مليار دولار 4 مشروعات ضخمة تتمثل في:
- مدّ خط الأنبوب البحري الذي ينقل ماء البحر إلى الحقول النفطية، بطاقة تصميمية قدرها 7.5 مليون برميل مياه يوميًا، بهدف إدامة الإنتاج من الحقول النفطية.
- تطوير حقل أرطاوي وزيادة الإنتاج من 80 ألف برميل يوميًا -حاليًا- إلى 200 ألف برميل يوميًا.
- إنشاء مجمّع غاز أرطاوي بسعة 600 مليون قدم مكعبة قياسية، بغرض استثمار حرق الغاز من حقول النفط.
- إنشاء محطة لتوليد الكهرباء تعتمد على الطاقة الشمسية بقدرة إجمالية تصل إلى 1000 میغاواط.
وأشارت توتال، في بيانها، إلى أن المشروع يهدف الى تنمية موارد العراق الطبيعية من أجل تحسين إمدادات الكهرباء في البلاد.
مباحثات الأشهر الماضية
أشارت الشركة الفرنسية إلى أن التوصل إلى اتفاق في صفقة الـ27 مليار دولار جاء بفضل محادثات جرت في الأشهر الماضية خصوصًا لـ4 مرات بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والمدير العام للشركة باتريك بويانيه.
وأكدت الحكومة العراقية وتوتال إنرجي كل بنود العقد الموقع عام 2021، وحددت بصورة مشتركة الشروط والضمانات المتبادلة اللازمة للمضي قدمًا بالمشروع.
وخلال العام الماضي (2022)، أثارت بنود الاتفاق -التي لم تُعلن أو يُبلغ عنها من قبل- مخاوف السياسيين العراقيين، وكانت غير مسبوقة بالنسبة إلى العراق.
وهدّدت الخلافات والشروط بإلغاء المشروع، بعد أن فشلت وزارة النفط العراقية في التوصل إلى اتفاق بشأن التفاصيل المالية للصفقة، مع جميع الإدارات الحكومية التي كانت بحاجة إلى الموافقة عليها.
وكان رئيس توتال باتريك بويانيه قد أكد بعد إعلان الصفقة أن العراق كان جزءًا أساسيًا من تركيز شركة توتال إنرجي في الشرق الأوسط، وأن الصفقة كانت بمثابة "مكسب للطرفين"، بغداد وشركته.
وتُعَد توتال إنرجي من كبرى الشركات التي لها نشاط في العراق، إذ بدأت أنشطتها في عشرينيات القرن الماضي باكتشاف حقل كركوك.
وتمتلك الشركة -حاليًا- حصة 22.5% في حقل الحلفاية النفطي، وبلغ إنتاجها في العراق نحو 14 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا عام 2021.
وكانت توتال قد رفضت دخول شركة النفط الوطنية العراقية شريكة في المشروع، إذ إن وضعها القانوني لم يُوَضّح بالكامل من قبل الحكومة العراقية الجديدة والبرلمان، وهو الأمر الذي ترى فيه الشركة الفرنسية أنه يمثل خطرًا عليها.
وأُنشِئَت شركة النفط الوطنية العراقية -المعاد تشكيلها- لمحاكاة شركة أرامكو السعودية، وقد حصلت على موافقة مجلس الوزراء وفق القرار (361) لسنة 2021 بإسهام وزارة النفط في مشروع تطوير البنى التحتية الذي أُحِيلَ إلى توتال وبنسبة لا تقل عن 40%، على أن تسترد المبالغ من الأموال المتحققة من تصدير النفط، للإسهام بنسبة 40% من حصة توتال البالغة 100%، ما يعظّم الإيرادات المالية للشريك الوطني.
موافقة العراق
وافق مجلس الوزراء العراقي، خلال اجتماعه أمس الثلاثاء، على إقرار توصية المجلس الوزاري للطاقة بشأن عقد مشروع تنمية الغاز المتكامل، وأقر تعديل مشاركة الجانب الحكومي لتصبح 30% بدلًا من نسبة 40% لأهمية حسم الصفقة.
وأشار إلى أن تمويل حصّة الجانب الحكومي، البالغة 1.4 مليار دولار، يُقرض من شركة توزيع المنتوجات النفطية، على أن يكون الشريك الحكومي هو شركة نفط البصرة، بدلًا من شركة النفط الوطنية التي أُلغيت خطوات تأسيسها بحسب قرار المحكمة الاتحادية.
وتم تضميـن مشروع تنمية الغاز المتكامل بعهدة شركة (توتال إنرجي) ضمن عقود جولات التراخيص، على أن يشمل القرار مقدار الجانب العراقي، كما تُدفع مستحقات الشركة الفرنسية والشريك الحكومي عينيًا بناءً على طلب شركة تسويق النفط لتوقيع اتفاقية بيع النفط المصدر، كونه أحد شروط تفعيل العقد.
كما وافق المجلس على تهيئة التخصيص المالي لتنفيذ الجزء الثاني من مشروع أنابيب ماء البحر المشتـرك الذي يُقدّر بنحو 3 مليارات دولار، يكون على دفعات لمدة 4 سنوات (640 و1570 و600 و190) مليون دولار، والمتمثل بشبكة الأنابيب الناقلة للحقول النفطية، مع الإشارة إلى أن الجزء الأول من مشروع ماء البحر المشترك هو من مسؤولية شركـة توتال إنرجي الذي يُقدّر بنحو 3 مليارات دولار.
وجرت الموافقة على إعارة موظفي شركتي (نفط البصرة، وغاز الجنوب) للعمل مع شركة (توتال إنرجي) على أن تتحمل الأخيرة راتب الموظف المُعار ومخصصاته، بحسب اتفاقية الإعارة التي ستوقع بين الشركات.
دخول قطر للطاقة
أكدت الشركة الفرنسية أنه وبالاتفاق مع الحكومة العراقية دعت توتال إنرجي شركة قطر للطاقة إلى المشاركة بنسبة 25% في هذا المشروع.
وستكون ملكية المشروع موزعة على التحالف كالتالي: توتال إنرجي (45%)، وشركة نفط البصرة (30%)، وشركة قطر للطاقة (25%).
من جانبها، أعلنت قطر للطاقة موافقتها على تملك حصة تبلغ 25% في مشروع الغاز المتكامل، وهو مشروع بمليارات الدولارات يهدف إلى تطوير موارد الغاز الطبيعي في العراق.
وقال وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، المهندس سعد بن شريده الكعبي: "نشكر شركة توتال على دعوتها لنا للشراكة معهم، كما نشكر الحكومة العراقية على ترحيبها بنا عضوا في هذه الشراكة".
وأضاف: "يسعدنا أن نكون جزءًا من المشروع المهم والحيوي لقطاع الطاقة في العراق، ونتطلع إلى العمل مع شركائنا من أجل إنجاح هذا المشروع".
مشروع نمو الغاز المتكامل، الذي تم التوقيع عليه في سبتمبر/أيلول 2021، هو مشروع إستراتيجي يتضمن استثمارات بنحو 10 مليارات دولار لتصميم وإنشاء مرافق لاستعادة كميات كبيرة من الغاز الذي كان يُحرق سابقُا في منطقة البصرة وتزويده إلى محطات توليد الكهرباء، بالإضافة إلى بناء منظومة متكاملة لمعالجة وتوزيع مياه البحر لحقنها في المكامن النفطية للحفاظ على الضغط في تلك المكامن.
ورحّبت توتال إنرجي باستمرار الحكومة العراقية في هذا العقد، مشيرة إلى أنه يوجه إشارة قوية وإيجابية إلى الاستثمارات الأجنبية في البلاد.
وذكرت المجموعة بأنها ستستثمر مع شركائها نحو 10 مليارات دولار، خصوصًا لاستعادة الغاز المحترق في 3 حقول نفطية لتغذية محطات كهربائبة بالغاز، وبناء مصنع لمعالجة مياه البحر، بهدف إبقاء الضغط في حقول النفط وزيادة الإنتاج المحلي.
ودعت توتال إنرجي شركة أكوا باور السعودية إلى المشاركة في مشروع الطاقة الشمسية الذي تعتزم تطويره ضمن مكونات المشروع بقدرة 1 غيغاواط لتغذية شبكة الكهرباء في منطقة البصرة.
موضوعات متعلقة..
- وزير النفط العراقي: الالتزام بقرارات أوبك+ ضرورة.. وصفقة الـ27 مليار دولار تتقدم
- مشروعات توتال في العراق تواجه شبح الانهيار.. وسحب موظفي صفقة الـ27 مليار دولار
- هل تنقذ قطر للطاقة صفقة الـ27 مليار دولار في العراق؟.. مصادر تجيب
اقرأ أيضًا..
- سونلغاز: توربينات الغاز الجزائرية تتجه إلى دولة في الشرق الأوسط (فيديو)
- واردات أوروبا من المشتقات النفطية الأدنى منذ 2016.. والسعودية مورّد رئيس
- الإمارات قد تمول مشروع المغرب لأطول خط كهرباء بحري في العالم