أستراليا تتوقع ارتفاع إيرادات تصدير المعادن الأرضية النادرة إلى 33 مليار دولار
ستعادل صادرات جميع أنواع الفحم بحلول 2028
رجب عز الدين
تتجه أستراليا لتعزيز صادرات المعادن الأرضية النادرة المطلوبة بشدة في الصناعات النظيفة كافة، لا سيما صناعة السيارات والبطاريات الكهربائية.
وتوقّع تقرير حكومي أن ارتفاع عائدات أستراليا من تصدير المعادن المهمة، مثل الليثيوم والنيكل، بصورة تدريجية متصاعدة، قد يجعلها تتساوى مع عائدات الفحم- أهم الصادرات الأسترالية- بحلول عام 2028، وفقًا لوكالة رويترز.
وتصنّف أستراليا أكبر مصدّر لفحم الكوك عالميًا، وثاني أكبر مصدّر للفحم الحراري بعد إندونيسيا، إلّا أنها تتمتع بثروات كبيرة من المعادن الأرضية النادرة.
الطلب على الليثيوم
تتوقع وزارة الصناعة الأسترالية تسارع معدلات الطلب العالمي على المعادن الأرضية النادرة، مثل الليثيوم والنيكل والنحاس، بحلول عام 2028، في إطار خطط انتقال الطاقة العالمية التي تشهد تنافسًا متسارعًا بين أكبر دول العالم.
وتتنافس الولايات المتحدة وأوروبا والهند مع الصين المتربعة على عرش إنتاج ومعالجة أغلب المعادن الأرضية النادرة المستعملة في صناعات الطاقة النظيفة -حاليًا-.
وتستند وزارة الصناعة الأسترالية في تقديراتها إلى التوجهات العالمية الواسعة لتعزيز استبدال مصادر الطاقة المتجددة بالفحم، أشد أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة والمناخ.
وما زال الطلب العالمي على المعادن الأرضية النادرة في مراحل نامية لم تصل إلى الذروة بعد، مقارنة بالفحم الذي تجاوز ذروة الطلب العالمي منذ سنوات طويلة، ويتعرض لهجمات بيئية شرسة للتخلص منه خلال العقود المقبلة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
توقعات صادرات الفحم
تتوقع أستراليا انخفاض عائدات تصدير الفحم الحراري -المستعمل في توليد الكهرباء- بنسبة 33% بحلول العام المالي 2027-2028، لتسجل 19 مليار دولار أسترالي (12.67 مليار دولار).
(الدولار الأسترالي =0.68 دولارًا أميركيًا).
كما تشير التوقعات إلى انخفاض عائدات تصدير فحم الكوك بنسبة 50% خلال السنوات الـ5 المقبلة، لتسجل 30 مليار دولار أسترالي.
وترجح هذه التقديرات تساوي عائدات أستراليا من صادرات الليثيوم والمعادن الأساسية ومدخلات المواد الخام المرتبطة بها، مع عائدات جميع صادراتها من أنواع الفحم بحلول العام المالي 2027-2028، وفقًا لتقرير دوري صادر في مارس/آذار 2023.
13 مليار دولار
من المتوقع تضاعف عائدات صادرات المعادن الأرضية النادرة في أستراليا إلى 19 مليار دولار أسترالي (13 مليار دولار أميركي تقريبًا) خلال السنة المالية المقرر انتهاؤها في 30 يونيو/حزيران 2023، مقارنة بـ5 مليارات دولار أسترالي فقط في العام المالي السابق، مدفوعًة بزيادة الطلب العالمي على الليثيوم.
كما يتوقع التقرير ارتفاع عائدات النحاس والألومينا والليثيوم والنيكل إلى 49 مليار دولار أسترالي بحلول العام المالي 2027-2028، وفقًا لتقديرات وزارة الصناعة الأسترالية.
ولم يشمل تقرير وزارة الصناعة أيّ تقديرات بشأن التوقعات لعائدات تصدير الكوبالت والمعادن النادرة الأخرى، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
312 مليار دولار
من المتوقع ارتفاع إجمالي صادرات أستراليا من موارد المعادن ومصادر الطاقة (الفحم والغاز المسال) إلى مستوى قياسي جديد يقترب من 464 مليار دولار أسترالي (312 مليار دولار) خلال العام المالي الحالي (ينتهي يونيو/حزيران 2023).
وأسهمت الحرب الأوكرانية في اشتعال أسعار الطاقة على مستوى العالم، لا سيما الفحم والغاز المستعمَلَين بكثافة في توليد الكهرباء، وتحديدًا في آسيا، ما أدى إلى مضاعفة عائدات الدول المصدّرة عالميًا، في مقابل مضاعفة التكاليف على الدول المستوردة.
واستفادت أستراليا من العام الأول للحرب الأوكرانية عبر تسجيل رقم قياسي في صادرات الطاقة والمعادن، بلغ 421.6 مليار دولار أسترالي خلال العام المالي المنتهي يونيو/حزيران 2022.
وحققت أستراليا عائدات قياسية من صادرات الغاز المسال خلال عام 2022، لتسجل 90 مليار دولار لأول مرة في تاريخها، مقارنة بعائدات بلغت 48 مليار دولار خلال عام 2021.
ولم تحقق كانبرا هذه العوائد بسبب ارتفاع كميات التصدير، بل بسبب اشتعال أسعار الطاقة العالمية، إذ بلغ حجم الصادرات 81.4 مليون طن متري في 2022، مقارنة بـ81.1 مليون طن متري خلال عام 2021، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
صادرات المعادن والطاقة
تتوقع الحكومة الأسترالية أن تعود أسعار وعائدات الفحم والغاز إلى وضعها الطبيعي خلال السنوات المقبلة، مع انتهاء ظروف الحرب الأوكرانية المرجح انتهاؤها بصورة أو بأخرى خلال عام أو أكثر.
وتعوّل الحكومة على ارتفاع عوائد صادرات المعادن الأرضية النادرة المستعملة في صناعات الطاقة النظيفة، لتعويض الانخفاض في عائدات مصادر الوقود الأحفوري.
وترجح الحكومة وصول إيرادات صادرات المعادن والطاقة إلى 289 مليار دولار أسترالي (بالأسعار الحقيقة) بحلول العام المالي 2027-2028، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
والأسعار الحقيقية مصطلح متداول في مجالات المحاسبة الوطنية والعالمية، ويعني أخذ معدلات التضخم في الحسبان خلال إعداد تقديرات الأجور أو التكاليف أو الأرباح والعائدات، سواء على مستوى الشركات أو الدول.
الصين أكبر مستورد
تراهن أستراليا على زيادة صادراتها إلى الصين، أكبر مستورد للفحم والحديد الأسترالي عالميًا، بعد عودة العلاقات الدبلوماسية المتوترة منذ عام 2020.
ورفعت وزارة الصناعة توقعاتها لإيرادات صادرات خام الحديد بمعدل 8 مليارات دولار، لتسجل 97 مليار دولار أسترالي خلال السنة المالية الحالية، مع زيادة طلب الصين، أكبر شريك تجاري للبلاد.
وما زال هذا الرقم لصادرات خام الحديد مرتفعًا، رغم عدم بلوغه مستوى العام المالي الماضي الذي سجل 119 مليار دولار أسترالي، إلّا أن عودة الطلب الصيني ستُنعش الطلب العالمي على المعادن، بعد تخفيف إجراءاتها الاحترازية من كورونا.
وتعدّ الصين أكبر دولة مستوردة للفحم الأسترالي، إذ تستحوذ منفردة على 25% من صادرات أستراليا العالمية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
واستأنفت الشركات الصينية استيراد الفحم الأسترالي منذ يناير/كانون الثاني 2023، بعد حظر حكومي غير رسمي استمر لمدّة 3 سنوات، على خلفية توتّر دبلوماسي بين الحكومتين في عام 2020.
موضوعات متعلقة..
- موارد الليثيوم في أستراليا تنتظر طفرة استثمارية عالمية (تقرير)
- الهند تختار أستراليا للاستثمار في الليثيوم والكوبالت
- أكبر منتجي الليثيوم في أميركا اللاتينية يقترحون منظمة على غرار أوبك
اقرأ أيضًا..
- اتفاقية جديدة لزيادة قدرات تخزين النفط في سلطنة عمان
- خطوة مفاجئة.. أكبر حقل غاز في أوروبا يبدأ رحلة الإغلاق اليوم
- الطاقة الكهرومائية في كوسوفو تسقط من حسابات الحكومة.. ما السبب؟