أخبار الكهرباءأخبار منوعةرئيسيةكهرباءمنوعات

شركات صينية تكثف شراء الفحم الأسترالي بعد انفراج العلاقات الباردة بين البلدين

بكين فرضت حظرًا لمدة عامين وأكثر

رجب عز الدين

تتزايد معدلات الطلب الصيني على الفحم الأسترالي منذ مطلع عام 2023، بدعم انفراج العلاقات الباردة بين البلدين منذ أكثر من عامين على خلفية نشوب نزاع في أثناء تفشي فيروس كورونا عام 2020.

وأظهرت بيانات حديثة تكثيف الشركات الصينية مشترياتها من الفحم خلال شهر فبراير/شباط 2023، بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأستراليا جزئيًا منذ الشهر الماضي، وفقًا لوكالة رويترز.

ومنحت الحكومة الصينية الإذن لـ4 شركات حكومية أوائل يناير/كانون الثاني 2023، باستئناف شراء الفحم الأسترالي، في أول علامة لتخفيف الحظر (غير الرسمي) الذي فرضته بكين في أعقاب تدهور العلاقات مع كانبرا أواخر عام 2020.

سبب الحظر السابق

الفحم الأسترالي
الرئيس الصيني يلتقي رئيس الوزراء الأسترالي خلال قمة العشرين في بالي نوفمبر الماضي - الصورة من موقع Xinhua

فرضت الصين حظرًا على استيراد بعض السلع الأسترالية، في مقدمتها الفحم الأسترالي في عام ذروة انتشار فيروس كورونا 2020، على خلفية مشادة دبلوماسية بين البلدين.

ويعود سبب النزاع الدبلوماسي إلى مطالبة الحكومة الأسترالية بإجراء تحقيق دولي حول منشأ فيروس كورونا وملابسات ظهوره في بكين، وسط افتراضات روّجتها بعض الجهات البحثية حول العالم تفيد باحتمال تصنيع الفيروس في معامل بشرية.

كما انتقدت حكومة أستراليا الصين في مسائل تتعلق بحقوق الإنسان والأمن القومي، ما دفع الحكومة الصينية إلى الرد بلغة حادة، واصفة هذا السلوك بالتدخل في شؤونها الداخلية.

واستبشرت الشركات الصينية المستوردة لكميات كبيرة من الفحم الأسترالي (قبل الحظر)، بأول لقاء بين وزيري الخارجية في البلدين ديسمبر/كانون الأول 2022، إذ اتفقا على إعادة العلاقات الدبلوماسية مرة أخرى.

على أثر هذا اللقاء، أذنت الصين لعدد من الشركات الصينية المستهلكة للفحم باستئناف واردات الفحم الأسترالي جزئيًا، منذ يناير/كانون الثاني 2023.

4 شركات تحصل على إذن

تضم الشركات الحاصلة على الإذن كلًا من تشاينا داتاتغ غروب، وتشاينا هواننغ غروب، وتشاينا إنرجي إنفستمنت، بالإضافة إلى أكبر شركة صينية منتجة للصلب "باوو ستيل غروب".

ويمكن لاستئناف التجارة بصورة كاملة بين أكبر بلد مستهلك للفحم والمصدر الثاني له في العالم، دعم الأسعار العالمية للوقود المستهجن استعماله في توليد الكهرباء وصناعة الطلب.

وتُعد أستراليا أكبر مصدر عالمي لفحم الكوك، إذ تستحوذ على 30% من صادراته العالمية، في حين تحتل إندونيسيا المركز الأول في تصدير الفحم الحراري عالميًا.

الصين أكبر مستوردة

الفحم الأسترالي
نقل الفحم عبر القطارات في الصين - الصورة من سي إن إن

تُصنّف الصين بوصفها أكبر مستوردة للفحم الأسترالي بنسبة 25% من إجمالي ما تصدره، وتعادل هذه النسبة قرابة 5% من استهلاك بكين المحلي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وانخفضت واردات الصين من الفحم الأسترالي بصورة حادة بعد الحظر، لتصل إلى 70.6 مليون طن متري في 2020، مقارنة بنحو 92.1 مليون طن متري من الفحم الحراري وفحم الكوك في عام ما قبل الأزمة 2019.

وبدأت شحنات الفحم الأسترالي في التوجه إلى المواني الصينية واحدًا تلو الآخر منذ حصول الشركات الصينية على إذن التعامل مع نظيرتها الأسترالية، كما انتعشت التجارة خلال الأيام الـ3 الماضية بعد تصريحات وزارة التجارة الصينية.

تصريحات مبشّرة

قالت متحدثة الوزارة الصينية، في وقت سابق، إن عمليات استيراد الفحم الأسترالي لا تعدو أن تكون نشاطًا تجاريًا عاديًا، يسمح بتداوله بمجرد الحصول على التراخيص اللازمة للاستيراد.

وأكدت المتحدثة حرية الشركات والتجار الصينيين في اتخاذ قراراتهم التجارية بشأن استيراد الفحم الأسترالي من عدمه، وفقًا لاحتياجاتهم وأوضاع السوق.

ورغم ذلك، ما يزال بعض التجار حذرين بشأن التأخيرات البيروقراطية المحتملة التي قد تعترض طلباتهم في الاستيراد، وسط مخاوف من وجود عقبات جمركية أخرى.

كما تخشى الشركات الصينية تغير وجهة ناقلات الفحم الأسترالية بعيدًا عن الصين، إلى أسواق أخرى منافسة في حالة وجود عراقيل بيروقراطية أو جمركية.

15 سفينة متجهة إلى الصين

أكد هذا الاحتمال الرئيس التنفيذي لشركة "بي إتش بي" الأسترالية مايك هنري، عبر قوله إن شركته ترحب بفرص التواصل مع العملاء في الصين إلى جانب عملاء الأسواق الأخرى.

وتتجه 15 سفينة على الأقل تحمل قرابة 1.4 مليون طن من الفحم الأسترالي إلى الصين خلال شهر فبراير/شباط 2023، وفقًا لبيانات منصتي ريفينتف وكبلر المتخصصتين في رصد حركة الناقلات والسفن العالمية.

ومن المتوقع توريد مليون طن أخرى من الفحم الحراري الأسترالي إلى إحدى الشركات الصينية خلال شهر مارس/آذار 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق