تحول الطاقة في أستراليا يواجه تحديات محتملة مع خسارة الحكومة
وتنحي وزير الطاقة في نيو ساوث ويلز
نوار صبح
يواجه تحول الطاقة في أستراليا، انتكاسة محتملة، مع خسارة الائتلاف الوطني الليبرالي السلطة في نيو ساوث ويلز الأسترالية، والتكهنات بشأن تنحّي وزير طاقة الولاية، مات كين.
ومعروف عن تحالف الائتلاف الوطني الليبرالي في أستراليا، عادة، إنكاره للمناخ ومهاجمة التكنولوجيا، في ضوء الحملات المناهضة لطاقتي الرياح والشمس والبطاريات الكبيرة والسيارات الكهربائية، بجانب كفاءة الطاقة وإدارة الطلب، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتمكَّن وزير الطاقة في ولاية نيو ساوث ويلز، مات كين، من تجاوز هذه النمطية والتطلع إلى المستقبل وتخطّي الفجوة الأيديولوجية داخل الائتلاف، لوضع واحدة من أكثر خطط تحول الطاقة، والانتقال إلى الطاقة النظيفة طموحًا في العالم، وفق ما نشر موقع رينيو إيكونومي الأسترالي (Renew Economy).
إنجازات مات كين
سعى مات كين إلى دعم تحول الطاقة، من خلال تحويل أسطول محطات توليد الكهرباء بالفحم، الأكبر والأقلّ موثوقية في البلاد، إلى شبكة تهيمن عليها طاقة الرياح والطاقة الشمسية والتخزين، وذلك خلال 10 سنوات.
وتُعدّ خطة تحول الطاقة هذه قيد التنفيذ الآن، في حين انتهت أعمال إنشاء 5 مناطق للطاقة المتجددة، بينما من المقرر إعلان نتائج أول مناقصة من نحو 20 مناقصة للتوليد الجديد وسعة التخزين قريبًا.
علاوة على ذلك، يجري بناء بطارية واراتاه سوبر -الأكبر من نوعها في العالم- وعقد المناقصات الخاصة بإنشاء المزيد من البطاريات الكبيرة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولم يكن جميع المسؤولين في الحكومة الأسترالية وشركات الوقود الأحفوري راضين عن تصميم الخطة التفصيلية للبنية التحتية المتجددة هذه، وأن ترقى إلى المستوى الوطني، لتحقيق تحول الطاقة
ويُرجح محللون أن تلك الخطة مثّلت الرؤية الأكثر شمولًا خارج خطة النظام المتكامل لمشغّل سوق الطاقة الأسترالية، واعتُمدت الآن بصفتها نموذجًا وطنيًا بحكم الواقع.
ويُنسَب الفضل في ذلك إلى وزير الطاقة بولاية نيو ساوث ويلز، مات كين، لأن رؤيته ومهاراته السياسية وقدرته على "فعل شيء ما" هي التي جعلت ذلك حقيقة واقعة.
موقف الحكومة الجديدة
ما زال ما يحدث الآن في أستراليا غير واضح؛ إذ يرسل حزب العمال إشارات متضاربة بشأن موقفه من تغير المناخ والطاقة، ولدى وزير الطاقة الجديد المرتقب، جهاد ديب، قصة يرويها عن دوره بصفته مديرًا ومعلمًا في المدارس المغمورة، إذ تدور تساؤلات بشأن ما يعرفه عن تحوّل الطاقة.
فما يعرفه المراقبون والمحللون عن رئيس الوزراء الجديد بولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، كان مقلقًا، إذ تتطلع الولاية ومشغل السوق إلى إغلاق آخر وحدات توليد الكهرباء بالفحم "ليدل" في شهر أبريل/نيسان المقبل، وأكبر مولد للفحم في البلاد، منشأة إرارينغ بقدرة 2.88 غيغاواط، في وقت متأخر من عام 2025.
ويعتقد القائمون على السوق أن هناك فرصة لأن تظل منشأة إرارينغ مفتوحًة لمدة أطول قليلًا، وربما الاستمرار في تشغيل وحدة أو وحدتين حتى صيف 2025-2026.
في المقابل، كان رئيس الوزراء الجديد بولاية نيو ساوث ويلز مينز يتحدث عن شيء مختلف، وهو شراء عملاق توليد الكهرباء بالفحم وتشغيله أصلًا للولاية، وتشغيله لمدة أطول، وليس من الواضح ما إذا كان مينز ومستشاروه قد فكروا في الأمر.
التحول عن انتقال الطاقة
ثمّة سؤال كبير بشأن ما يجب على الولاية القيام به فيما يتعلق بالتزامات إعادة التأهيل والمعالجة المستمرة لمنشأة إرايينغ. وفي حالة تمديد تشغيل المنشأة، تظهر تساؤلات بشأن تحفيز الاستثمار في طاقة الرياح والطاقة الشمسية والتخزين الجديدة.
وربما أبرم حزب العمال صفقة مماثلة لتلك التي أبرمتها ولاية فيكتوريا مع شركة إنرجي أستراليا بشأن منشأة الفحم البني في يالورن، حسبما نشره موقع رينيو إيكونومي (Renew Economy) في 26 مارس/آذار الجاري.
ولم يكن خطاب حزب العمال في ليلة الانتخابات مريحًا، إذ قالت المتحدثة باسم شؤون البيئة، بيني شارب، التي أكدت أن حزب العمال يتطلع إلى إطالة عمر منشأة إرارينغ: "نحن نواجه أزمة، ولا يمكننا إطفاء الأنوار".
ويرى المحللون أن هذا هو بالضبط نوع الخطاب الذي تسمعه من لوبي الوقود الأحفوري، وستكون مجموعات مثل مجلس المعادن في أستراليا مسرورة بالنتيجة.
وعبّرت صناعة النفط والغاز عن سرورها، وأفادت أنها تتطلع إلى المزيد من الموافقات على مشروع الغاز، بالإضافة إلى مشروع "قنبلة الكربون" التي وافقت عليه شركة نارابي غاز، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وشنّ مجلس المعادن في أستراليا حملة صغيرة ضد خطة وزير الطاقة بولاية نيو ساوث ويلز، مات كين، ما يوضح مدى الاستياء من رؤيته لتحول الطاقة والطاقة النظيفة، ومدى صعوبة العمل لوقف أيّ نتائج سياسية تقترب من الحفاظ على حرارة الكوكب عند 1.5 درجة مئوية.
موضوعات متعلقة..
- أستراليا تتوسع بإجراءات تحول الطاقة في 2023
- الطاقة المتجددة في أستراليا تسجل أطول أداء تشغيلي في العالم
- الطاقة الشمسية في أستراليا تنتعش باستثمارات يونانية وفلبينية
اقرأ أيضًا..
- هل تدعم الصفقات الجديدة سهم أرامكو السعودية في الجلسات القادمة؟
- تحديات تحرم النفط العراقي من الوصول إلى 8 ملايين برميل يوميًا (تحليل)
- مسؤول مصري: الطاقة المتجددة تشغل محطات تحلية مياه البحر حتى 2050 (حوار)
- أبرز 6 صفقات غاز جزائرية في 2022