أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

هل الغزو الأميركي للعراق استهدف الحصول على النفط؟ أنس الحجي يجيب (صوت)

أحمد بدر

كشف مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، الحقيقة بشأن ارتباط الغزو الأميركي للعراق بمحاولات الولايات المتحدة الحصول على نفط بغداد.

وأوضح الحجي -خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها بعنوان "‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏دور النفط في غزو العراق ومفاجآت أميركية لمستقبل أسواق الطاقة"-، أن هناك انطباعًا عامًا في العالم العربي ومختلف أنحاء العالم أن الولايات المتحدة غزت بغداد لإرواء عطشها للنفط.

وأضاف: "هناك أدلة كثيرة على ارتباط الغزو الأميركي للعراق بالنفط، إذ إن الرئيس الأسبق جورج بوش، ووزراءه ديك تشيني وكونداليزا رايس وكولن باول، جميعهم كانوا يتحدثون عن النفط ويهتمون به دونًا عن غيره".

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أنه بعد الغزو الأميركي للعراق اهتمت الولايات المتحدة بصورة أكبر بحماية وزارة النفط في بغداد، وحفظ الأوراق والعقود وغيرها، ولكنها في الوقت نفسه تركت المتحف العراقي عرضة للنهب، بكل ما يحتويه من ثروات وكنوز تاريخية وإنسانية تمتد إلى آلاف السنين.

الغزو الأميركي للعراق والنفط

الغزو الأميركي للعراق
القوات الأميركية في العاصمة العراقية بغداد - الصورة من "أ.ف.ب"

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الحديث عن ارتباط الغزو الأميركي للعراق بالنفط ليس رأيًا شخصيًا، وإنما هناك تقارير ودراسات محكمة أُجريت على مدار سنوات طويلة، ومنشورة في مجلات عالمية، تناولت الأمر.

وتابع: "الولايات المتحدة الأميركية لم تذهب إلى العراق لإرواء عطشها للنفط، لأن هذا الأمر يتنافى مع كل أسس أمن الطاقة والأمن القومي، التي تتطلب تنويع الواردات ومصادر الطاقة، لذلك فإن اهتمام الأميركيين المثبت بالنفط أمر له تفسير".

وأوضح أن تفسير اهتمام الأميركيين بالنفط هو أنه بعد طرد جنود الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين من الكويت وتحريرها، كانت هناك بعض الآراء على طاولة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، باستمرار المعارك حتى الوصول إلى بغداد وإنهاء الحكم العراقي، ولكن الأميركيين توقفوا عند الحدود.

وأضاف: "الفكرة كانت أن العقوبات الاقتصادية ستمنع حكومة صدام حسين من الحصول على إيرادات كافية من النفط، ومن ثم يمكن أن تنهار اقتصاديًا دون الحاجة إلى مواصلة العمليات العسكرية والوصول بالجيش إلى بغداد".

السيطرة على النفط العراقي

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إنه مع مرور الزمن تبيّن أن الإشكالية تكمن في السيطرة على الاحتياطيات النفطية، ومن ثم أصبح من الضروري -من ناحية إستراتيجية بحتة- السيطرة على هذه الاحتياطيات، وذلك بهدف إضعاف الخصم، الذي هو العراق، والقضاء عليه.

وأردف: "نحن نعرف أن العراق يعتمد بصورة كبيرة على إيرادات النفط، فإذا كانت هذه الإيرادات غير كافية فلن يمكن الإنفاق على الجيش، ومن ثم يمكن أن ينهار أو ينشق".

يُشار إلى أن إيرادات صادرات النفط العراقي بلغت خلال العام المنصرم 2022، أكثر من 115 مليار دولار، وهو رقم قياسي، مقارنة مع إيرادات العام السابق له 2021، البالغة 75 مليار دولار.

ويشير الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- إلى إيرادات النفط العراقي، بنهاية العام 2022، أي بعد نحو 20 عامًا من الغزو الأميركي للعراق:

إيرادات النفط العراقي تساعد على تطوير قطاع التكرير لوقف استيراد الوقود

لذلك -بحسب الدكتور أنس الحجي- فإن الفكرة كانت السيطرة على احتياطيات النفط في الجنوب قبل الذهاب إلى بغداد، وأن ذلك سيمنع حكومة صدام حسين من امتلاك القدرة الكافية على الإنفاق، ما يؤدي إلى انهيار النظام تلقائيًا في هذه الحالة.

وأشار الحجي إلى أن الغزو الأميركي للعراق اعتمد على فكرة أخرى، وهي أنه حال انهيار النظام، فبدلًا من استغلال أموال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة، لإعادة بناء الدولة، يمكن استغلال إيرادات النفط العراقي لتمويل النظام الجديد.

وأوضح أن هذا الفكر يتناسق بصورة كاملة مع تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين، كما يتناسق مع كل تصرفات القوات الأميركية التي غزت العراق، فيما يتعلق بحماية حقول النفط والاحتياطيات النفطية في البلاد، وكذلك مقر وزارة النفط وأوراقها.

وأضاف: "اتصالًا مع هذه الفكرة، نجد أن تدمير وزارة النفط بعد الغزو الأميركي للعراق، وتدمير الأوراق والوثائق، وكذلك الحقول، يعني أنه لا يمكن دعم الحكومة الجديدة في بغداد من إيرادات النفط، التي تولت الحكم بعد سقوط النظام القديم بقيادة صدام حسين".

توقعات حتى عام 2050

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الرؤية الأميركية لمستقبل النفط حتى عام 2050، التي أعلنتها إدارة معلومات الطاقة الأميركية -وهي الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة- حملت مفاجآت عديدة.الغزو الأميركي للعراق

وأوضح الحجي أن إدارة معلومات الطاقة -بصورة عامة- من المفترض أنها تعد مستقلة، فرغم كونها مرتبطة بوزارة الطاقة الأميركية، فإنها لا تتبع حزبًا سياسيًا ولا تتأثر بالعوامل السياسية، ومن ثم فإن توقعاتها لا تتأثر بالسياسة على الإطلاق.

وأضاف: "أهم المفاجآت، أن إدارة معلومات الطاقة الأميركية افترضت أن كل ما تريده إدارة الرئيس جو بايدن سوف يتحقق، وأن قانون خفض التضخم الأخير -الذي يقضي بإنفاق مئات المليارات من الدولارات على الطاقة المتجددة وسياسات التغير المناخي والسيارات الكهربائية ومحطات الشحن- سيحقق أهدافه بالكامل".

ومع ذلك -وفق الحجي- فإن الإدارة توقعت، مع كل هذا الإنفاق على الطاقة المتجددة وغيرها، أن ينخفض الطلب الأميركي على النفط بنسبة 2.1% فقط، أي أن كل هذا الحديث عن السيارات الكهربائية وتحسن سيارات البنزين والديزل، على مدى 28 عامًا، مع الأخذ في الاعتبار كل القوانين الجديدة والإنفاق الجديد، لن يخفض الطلب على النفط سوى بهذا القدر الضئيل.

وتابع: "إذا نظرنا إلى البنزين فقط نجد أن الانخفاض 9.1%، وهو شيء لا يُذكر، لأن كل داعمي السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة وغيرها، خاصة بلومبرغ والشركات الاستشارية التابعة لها، جميعهم يتنبأون بأن النفط سينتهي من قطاع المواصلات، في حين إدارة معلومات الطاقة الأميركية تتنبأ بأنه بعد 28 عامًا سيكون الانخفاض بهذا القدر البسيط".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق