صناعة الطاقة الشمسية في أوروبا تستعيد نشاطها بعد غياب 15 عامًا (تقرير)
نوار صبح
- أحد الأسباب الرئيسة لمشكلات الطاقة في أوروبا الاعتماد المفرط على النفط والغاز الروسييْن.
- القرارات السياسية تسببت في الاعتماد المفرط على النفط والغاز الروسييْن.
- كانت التركيبات الكهروضوئية في عام 2022 الأعلى على الإطلاق في أوروبا.
بعد تلاشي هيمنة أوروبا على صناعة الطاقة الشمسية طيلة الأعوام الـ15 الماضية، تستعدّ بعض الشركات الأوروبية العملاقة لإعادة بناء مصانع الألواح الشمسية محليًا.
وكانت قارة أوروبا مهد حركة قطاع الطاقة الشمسية بحكم الواقع، على مدى سنوات طويلة، قبل أن تتراجع أمام تنامي الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ويبدو جليًا أن تلاشي القدرة الإنتاجية للخلايا الكهروضوئية في أوروبا تسبب في تدهور أمن الطاقة، بحسب ما نشرته مجلة إنرجي غلوبال ماغازين (Energy Global) في 22 مارس/آذار الجاري.
وكان الغزو الروسي غير المتوقع لأوكرانيا كافيًا لوضع أسواق الطاقة في القارة في حالة من الفوضى، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن الصعب إنكار أن القرارات السياسية لم تتسبب في الاعتماد المفرط على النفط والغاز الروسييْن، خصوصًا عند النظر إلى بيانات صناعة الطاقة الشمسية في أوروبا، التي تشير إلى انهيار واضح في بداية العقد الماضي.
ويعود أحد الأسباب الرئيسة لمشكلات الطاقة في أوروبا إلى الاعتماد المفرط على النفط والغاز الروسييْن، وعلى الرغم من أن حجم هذا الخطر كبير؛ فإنه لا يحظى بالاهتمام المناسب.
في المقابل؛ فإن الحملة العنيفة ضد صناعة الطاقة الشمسية الصينية ليست الحل الملائم لمواجهة التحديات. بدلًا من ذلك، يجب ألا تستهدف صناعات الطاقة الشمسية الإقليمية الأكثر شمولًا أوروبا فقط، وإنّما مناطق عديدة في أنحاء العالم.
بداية أوروبية في صناعة الطاقة الشمسية
لا تشهد أوروبا نموًا في السعة المركبة السنوية فحسب، بل ربما يشهد القطاع بداية صناعة أوروبية متجددة في قطاع الطاقة الشمسية.
في الشهر الماضي، أعلنت شركة المرافق الإيطالية العملاقة إينل غرين باور، أنها ستوسع مصنع الألواح الشمسية "3 صن" في صقلية إلى 3 غيغاواط سنويًا، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وسيمثل هذا أول مصنع عملاق للطاقة الشمسية في أوروبا، وسيكون بمثابة إثبات لمفهوم إنتاج ألواح متقدمة تقنيًا يمكنها المنافسة على أساس التكلفة والأداء.
ولا يُعَد هذا المشروع الطموح الوحيد في صناعة الطاقة الشمسية في القارة؛ فقد أعلنت شركة الطاقة الإسبانية العملاقة إيبردرولا، أنها تعتزم الدخول في شراكة مع إكسيوم سوليوشن لبناء مصنع لوحدات الطاقة الشمسية في لانغريو بإسبانيا.
وعلى الرغم من عدم الإفصاح عن تفاصيل السعة الدقيقة حتى الآن؛ فإن الشركة أفادت بأنه سيكون واحدًا من أوائل مصانع الطاقة الشمسية "على نطاق صناعي" في أوروبا.
ويُعَد التصنيع جزءًا من الحلول، ولكن بالنظر إلى السنوات العديدة الماضية، يمكن توقّع أن بناء مصانع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في أوروبا يمثل الخطوة الثانية.
زيادة مذهلة في أوروبا
على صعيد آخر، كانت التركيبات الكهروضوئية في عام 2022 هي الأعلى على الإطلاق في أوروبا؛ حيث وصلت إلى 41.4 غيغاواط في القارة، بزيادة مذهلة بنسبة 47% عن عام 2021.
ومن الواضح وجود رغبة في بناء المزيد من الألواح الشمسية والانتقال إلى نظام طاقة أكثر استدامة من أي وقت مضى.
ويأمل المحللون في أن تبدأ أرقام التصنيع في أوروبا قريبًا في التوافق مع أرقام تركيب الألواح الشمسية.
ويبدو في الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أوروبا من عام 1997 حتى 2021:
وسيؤدي تزايد تصنيع الألواح الشمسية في أوروبا إلى منح القارة قدرًا أكبر من أمن الطاقة، بحسب ما نشرته مجلة إنرجي غلوبال ماغازين (Energy Global) في 22 مارس/آذار الجاري.
إن من شأن نظام أكثر تكاملًا للطاقة الشمسية الكهروضوئية، الذي يتميز بسلسلة قيمة محلية بالكامل، حماية القارة من التقلبات الخارجية، وهذه ليست سوى واحدة من الفوائد العديدة المرجوّة.
ولن تكون صناعة الطاقة الشمسية الأوروبية المتطورة أكثر استدامة من تلك التي ما زالت تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، ولكنها ستكون أكثر استدامة من الاستمرار في توريد الألواح من الخارج.
ويشير المراقبون إلى فوائد لا حصر لها تعود على أوروبا لدى إعادة بناء صناعة الطاقة الشمسية ذات المستوى العالمي.
ويمكن أن يساعد التكامل المُحكَم في تمكين نشر أسرع وأوسع لتصنيع ألواح الطاقة الشمسية في جميع أنحاء أوروبا؛ ما يساعد على إزالة الكربون من إمدادات الطاقة النهائية.
وكان فصل الشتاء هذا بمثابة مرحلة مراجعة مهمة من حيث فهم الاحتياجات طويلة الأجل والقيود المفروضة على نظام الطاقة في أوروبا.
خطورة الاعتماد على آسيا
تتيح الطاقة الشمسية فرصة مميزة لبناء نظام طاقة أكثر مرونة واستدامة في أوروبا، ومن المهم التأكد من أن القارة لا تقع في مشكلة اعتماد مفرط مماثلة على الألواح المصنوعة في آسيا كما حدث مع النفط والغاز الروسييْن.
ولطالما مثّلت إحدى الفوائد العظيمة للطاقات المتجددة فرصة لتحقيق اللامركزية والسماح لمزيد من المناطق بالاستقلال الذاتي عن مصادر الطاقة لديها، يمكن أن تفعل صناعة الطاقة الشمسية الأوروبية المعاد تنشيطها ذلك بالضبط.
وتُعَد الخطوات الكبيرة المتمثلة في التركيبات الشمسية الأوروبية على مدى السنوات العديدة الماضية، فضلًا عن الرغبة المتزايدة في إعادة الإنتاج إلى القارة، علامات واعدة للمستقبل.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن يدفع فصل الشتاء القاسي الذي تمر به أوروبا أهمية أمن الطاقة إلى الواجهة، وأن يدعم اتجاهات الاستثمار في القارة.
ويمكن أن تقدم صناعة الطاقة الشمسية الأوروبية المعاد تنشيطها فوائد اقتصادية بعيدة المدى في القارة، انطلاقًا من هذه البداية.
اقرأ أيضًا..
- تقرير يكشف توقعات أسعار النفط والمعادن في 2023
- لؤي الخطيب: الاتفاق السعودي الإيراني يحتاج إلى ضمانات.. وطهران تعاني أزمة طاقة
- منجم إيقات.. 8 معلومات عن أحدث مواقع إنتاج الذهب في مصر (إنفوغرافيك)
