توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية يتصدر اهتمامات أميركا
نوار صبح
- • الطاقة الحرارية الأرضية يمكن أن تؤدي دورًا مهمًا في انتقال الطاقة النظيفة
- • محطات الطاقة الحرارية الأرضية توفر مصدرًا ثابتًا للكهرباء عند الطلب
- • الطاقة الحرارية الأرضية يمكن أن تنتج الكهرباء دون تهديد الغابات والمزارع
- • تحديات الترخيص على مستوى الولاية والمستوى الفيدرالي تعمل على إبطاء نمو الطاقة الحرارية الأرضية
تُولي ولاية كولورادو والولايات الغربية الأميركية الأخرى اهتمامًا بتوظيف الطاقة الحرارية الأرضية "الجَوْفية" لتشغيل محطات الكهرباء والانتقال إلى الطاقة المتجددة.
وقال حاكم ولاية كولورادو الديمقراطي جاريد بوليس: "نحن متحمسون لفعل أيّ شيء يمكننا القيام به لتقليل الوقت والتكلفة المرتبطة بالقدرة على الحفر لأغراض الطاقة الحرارية الجوفية"، مشيرًا إلى الاهتمام الكبير لدى حكام الولايات الغربية الآخرين.
ويقود بوليس، الذي يرأس رابطة حكام الولايات الغربية المكونة من 22 عضوًا، مبادرة لزيادة استعمال الطاقة الحرارية الأرضية في المنطقة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
في الشهر الماضي، عقدت رابطة حكام الولايات الغربية ورشة عمل بالمختبر الوطني الفيدرالي للطاقة المتجددة في مدينة غولدن، بولاية كولورادو، إذ جمعت العشرات من المسؤولين المحليين والفيدراليين وقادة الصناعة وممثلي المرافق لمناقشة مستقبل الطاقة الحرارية الجوفية.
ويعتقد المؤيدون أن الطاقة الحرارية يمكن أن تؤدي دورًا مهمًا في الانتقال للطاقة النظيفة، لكنهم يقولون، إن إمكاناتها لن يجري إطلاقها دون استثمارات حكومية ولوائح المرافق والسياسات الأخرى لمساعدة الصناعة على أن تصبح أكثر تنافسية من حيث التكلفة بمرور الوقت.
تجدر الإشارة إلى أن معظم إمكانات الصناعة الأميركية لتوليد الكهرباء -التي تعتمد على الصخور النفاذة تحت الأرض والشقوق التي تحتوي على السوائل الساخنة- موجودة في الولايات الغربية، حسبما نشره موقع فاست كامباني (Fast Company) في 14 مارس/آذار الجاري.
وقد جذبت الصناعة اهتمامًا كبيرًا من شركات النفط والغاز، التي ترى إمكان تحويل آبار الوقود الأحفوري الحالية إلى مواقع للطاقة الحرارية الأرضية وتحويل خبراتها ومعدّاتها وقوتها العاملة إلى مشروعات طاقة نظيفة.
تطوير مشروعات الطاقة الحرارية
يُعدّ تطوير مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية حاليًا أكثر تكلفة من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، لكن المؤيدين يشيرون إلى أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية أصبحتا منافستين تجاريًا بعد عقود من الدعم الحكومي.
توفر محطات الطاقة الحرارية الأرضية مصدرًا ثابتًا للكهرباء عند الطلب، يُعرف باسم التوليد القابل للتوزيع. وتضخ هذه المحطات البخار أو الماء الساخن من الآبار على بعد مئات أو آلاف الأقدام تحت الأرض لتشغيل التوربينات.
ويعتقد بعض قادة الولايات الغربية الأميركية أن مثل هذه المشروعات ستتمّم مهام مزارع الرياح والطاقة الشمسية، التي يمكن أن يختلف إنتاجها بناءً على الظروف الجوية أو الوقت من اليوم، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال المدير التنفيذي لمكتب الطاقة في كولورادو، ويل تور، إن التحول إلى الطاقة النظيفة بالكامل، في الوقت الذي نقوم فيه بتزويد النقل والمباني والصناعة بالكهرباء، اعتمادًا على طاقة الرياح والطاقة الشمسية فقط، يستوجب تعزيز نظام الطاقة بشكل كبير".
ويرى خبراء الطاقة أن التوسع في مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية يمكن أن يؤدي إلى نزاعات في استعمال الأراضي، في حين إن الطاقة الحرارية الأرضية -رغم وجود أثر بيئي يكون في الغالب تحت الأرض- يمكن أن تنتج الكهرباء دون تهديد الغابات والمزارع.
وقد أثار التنقيب عن الطاقة الحرارية الأرضية بعض المخاوف البيئية، بما في ذلك استنفاد الخزانات الجوفية وزيادة مخاطر الزلازل، حسبما نشره موقع فاست كومبني (Fast Company) في 14 مارس/آذار الجاري.
وتوفر محطات الطاقة الحرارية الأرضية حاليًا دون 0.5% من كهرباء البلاد، ويتركز معظمها في ولايتي كاليفورنيا ونيفادا.
تكلفة بناء المشروعات الجديدة
في الوقت الحاضر، يعدّ بناء مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية الجديدة أكثر تكلفة من بناء مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، مثل مزارع الرياح والطاقة الشمسية.
في المقابل، يعتقد بعض قادة الولايات والصناعة أن الطاقة الحرارية الأرضية يجب أن تنمو بشكل كبير لتلبية الحاجة إلى كهرباء مستقرة وقابلة للتوزيع، التي توفرها حاليًا محطات الغاز الطبيعي والفحم.
وأشاروا إلى أن الطاقة الحرارية الأرضية لم تتمتع بالمستوى نفسه من الدعم الحكومي والاستثمارات التي ساعدت طاقة الرياح والطاقة الشمسية على الانطلاق.
وقال المدير التنفيذي لجيوثرمال رايزينغ، وهي جمعية تجارية تدافع عن هذه الصناعة، براينت جونز: "لم يجرِ توسيع نطاق تكنولوجيا الطاقة أو تسويقها دون دعم حكومي".
وأوضح أن "الطاقة الحرارية الأرضية تسعى إلى اللحاق بالركب، ونحن بحاجة إلى صانعي السياسات للتفكير في الاحتياجات المحددة للطاقة الحرارية الأرضية عندما ينظرون في سياسة الطاقة".
وقال المدير التنفيذي لمكتب الطاقة في ولاية كولورادو، ويل تور، إن الولاية تسعى لتلبية تلك الاحتياجات، من خلال مجموعة من المشروعات التشريعية التي ستُقَدَّم في الأسابيع المقبلة.
وأوضح أن من بين مشروعات القوانين المقترحة من جانب إدارة الولاية معيار "الشركة النظيفة" الذي من شأنه أن يوجّه المرافق للاستثمار في توليد منخفض الكربون قابل للتوزيع، مثل الطاقة الحرارية الأرضية.
ويتوافق مشروع قانون ولاية كولورادو مع أمر صدر عام 2021 من لجنة المرافق العامة في كاليفورنيا، الذي وجّه المرافق في تلك الولاية لبناء المزيد من مشروعات الطاقة النظيفة من موارد "ثابتة" عند الطلب.
ودعا مشروع القانون إلى بناء 1000 ميغاواط من مشروعات الكهرباء القابلة للتوزيع مثل الطاقة الحرارية الأرضية، بالإضافة إلى توفير كهرباء أقلّ تكلفة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت نائبة رئيس الإستراتيجية في شركة فيرفو إنرجي، مطورة الطاقة الحرارية الأرضية، سارة جيويت: "مع توجّه كل هذه الولايات نحو إزالة الكربون من الشبكة بنسبة 100%، تصبح الموثوقية في مرحلة ما مشكلة كبيرة".
وأضافت "لم تشعر بقية الولايات الغربية بالمعاناة بشأن الموثوقية بالطريقة التي هي عليها ولاية كاليفورنيا، لكن في مرحلة ما، ستشعر بذلك".
وألمحت إلى أن مشروع قانون كولورادو هو أول اقتراح جديد خارج كاليفورنيا يفرض تطوير كهرباء محايدة كربونيًا "دون انقطاع"، لكنها تأمل في رؤية متطلبات مماثلة في جميع أنحاء المنطقة.
تحديات تطوير الطاقة الحرارية الأرضية
لا يزال يتعين على بعض الولايات الأميركية توضيح ما إذا كانت الطاقة الحرارية الجوفية تُصنَّف موردًا مائيًا أو موردًا معدنيًا أو موردًا تحت السطح، ما يخلق حالة من الضبابية لدى المطورين.
ويقول قادة صناعة الطاقة الحرارية الأرضية والمسؤولون الحكوميون، إن تحديات الترخيص على مستوى الولاية والمستوى الفيدرالي تعمل على إبطاء نمو الطاقة الحرارية الأرضية، ويعدّ تذليل هذه العقبات محور التركيز الرئيس لمبادرة رابطة حكام الولايات الغربية.
في 18 مارس/آذار الجاري، قالت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، في تغريدة بموقع تويتر: "الذهاب إلى أعماق الأرض للعثور على الحرارة تحت أقدامنا يولّد طاقة متجددة للكثيرين".
Going to the depths of the Earth to find the heat beneath our feet is already generating renewable energy for many. And with @POTUS’ clean energy plan, we're working to advance this technology even further.
Read more here: https://t.co/GqXnOsfvZ7 pic.twitter.com/FdPk5ZMsRw
— Secretary Jennifer Granholm (@SecGranholm) March 18, 2023
وأضافت غرانهولم: "بموجب خطة الرئيس الأميركي جو بايدن للطاقة النظيفة بالولايات المتحدة، فإننا نعمل على تطوير هذه التكنولوجيا إلى أبعد من ذلك".
وقال القائم بأعمال مدير مكتب تقنيات الطاقة الحرارية الجوفية في وزارة الطاقة الأميركية، لورين بويد: "إذا قمنا بتبسيط تصاريحنا، فيمكننا مضاعفة كمية هذه الطاقة الموجودة على الشبكة غدًا".
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الحرارية الأرضية.. سوق واعدة تضمن توليدًا مستقرًا للكهرباء (تقرير)
- استخدام الطاقة الحرارية الأرضية لتدفئة البيوت الزجاجية.. تركيا تتصدر دول العالم (تقرير)
- الطاقة الحرارية الأرضية.. إثيوبيا تختبر 4 آبار جوفية جديدة (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تعلن أسعار وطرازات أول سيارة هجينة من "فيات" الإيطالية
- محطات الطاقة الشمسية العائمة.. كهرباء نظيفة وحل لأزمة المياه في مصر والخليج
- قدرات مشروعات الهيدروجين في أوروبا تنتظر قفزة في 2023.. ودور مهم لشمال أفريقيا
- شركات النفط الكبرى توقف تمويل وقود الطحالب الحيوي.. هل كان غسلًا أخضر؟ (تقرير)