التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

انتشار طاقة الرياح البرية السريع يحقق منافع مناخية واقتصادية (تقرير)

نوار صبح

تتمثل إحدى أكثر الطرق فعالية لمكافحة تداعيات تغير المناخ ودعم الاقتصادات النامية بزيادة وتسريع انتشار طاقة الرياح البرية في الأسواق الناشئة، ويتطلب ذلك معالجة بعض المعوقات الشائعة.

وتحتاج الوعود المتعلقة بتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة لدى نحو 200 دولة، وقعت في قمم المناخ الأخيرة، التي انعقدت في فرنسا وإسكتلندا ومصر، إلى أن تتحقق بشكل عاجل، وهذا يعني معالجة التحديات التي تواجه مشروعات طاقة الرياح المتنامية، حسبما نشرته مجلة ريتشارج نيوز (Recharge News).

ويوفر إنشاء وتشغيل هذه السعة منخفضة التكلفة، القادمة من طاقة الرياح البرية، فرصًا اجتماعية واقتصادية وبيئية واسعة وغير مستغَلة إلى حدّ كبير، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

فوائد تسريع تركيب طاقة الرياح

قال التحليل الأخير لتقرير صادر عن مجلس طاقة الرياح العالمي (جي دبليو إي سي) وشركة الاستشارات بي في جي أسوشيتس البريطانية، إن 5 اقتصادات نامية تتمتع بموارد رياح معقولة، هي: الأرجنتين وكولومبيا ومصر وإندونيسيا والمغرب.

طاقة الرياح البرية
محطة رأس غارب لطاقة الرياح في مصر – الصورة من إيجبت أويل آند غاز

ومن المقرر أن يؤدي تسريع تركيب طاقة الرياح البرية، في الأرجنتين وكولومبيا ومصر وإندونيسيا والمغرب، إلى توفير 3.5 غيغاواط إضافية من السعة في السنوات الـ5 من 2023 إلى 2027، التي من شأنها أن تولّد دعمًا اقتصاديًا قدره 12.5 مليار دولار، وفق التقرير.

ويخلق ذلك 130 ألف فرصة عمل مكافئة بدوام كامل، مقارنة بالعمل المعتاد، كما يعزز دائرة فعّالة ذات سعة واستفادة أكبر بكثير في السنوات التالية، وسيحقق الانتشار السريع لطاقة الرياح البرية العديد من الفوائد الأخرى.

وخلال السنوات الـ5، تحقق تجنُّب 243 مليون طن من انبعاثات الكربون وتوفير 25 مليون لتر من المياه من الاستعمال في محطات الطاقة الكهروحرارية، وبحلول عام 2027، سيُشَغَّل 7.7 مليون منزل إضافي بالطاقة المتجددة.

وتتوافق نتائج التقرير الصادر عن مجلس طاقة الرياح العالمي (جي دبليو إي سي) وشركة الاستشارات بي في جي أسوشيتس البريطانية مع الأعمال السابقة التي نُفِّذَت في أوائل عام 2022.

3 معوقات أمام تسريع طاقة الرياح البرية

سلّطت نتائج التقرير الضوء على الفوائد المماثلة للنشر السريع في البرازيل والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا والفلبين، في حين أدّت اضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن تفشّي جائحة كوفيد-19 والزيادات الأخيرة في أسعار السلع الأساسية إلى تقييد الإجراءات لتسريع انتشار طاقة الرياح.

ويسلّط التقرير الصادر عن مجلس طاقة الرياح العالمي (جي دبليو إي سي) وشركة الاستشارات بي في جي أسوشيتس البريطانية، الضوء على 3 معوقات مشتركة تمنع الانتشار السريع لطاقة الرياح البرية في هذه الأسواق، والتي يمكن للدول التغلب عليها.

يتمثل العائق الأول في الضبابية وضعف الطموح فيما يتعلق الأمر بطاقة الرياح البرية، ويتجلى ذلك في الافتقار إلى أطر السياسات التمكينية والتنظيمات للاستثمار في طاقة الرياح، مما يؤدي دون مبرر إلى ربط الحكومات بالأساليب القائمة على الوقود الأحفوري.

والثاني، هو الخطط غير الفعالة للسماح واستئجار وشراء طاقة الرياح، وغالبًا ما تكون هناك إجراءات معقدة محددة بجداول زمنية طويلة، وتعاني من ضعف التنسيق بين عدد لا يُحصى من الوكالات والسلطات القضائية المشاركة في تطوير مشروعات طاقة الرياح البرية.

وينتج عن هذا تأخيرات غير ضرورية في المشروع وارتفاع معدلات الاستنزاف، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

طاقة الرياح البرية
مزرعة رياح برية في الهند - الصورة من موقع "إنفينتيفا"

ويكمن العائق الثالث في البنية التحتية الضعيفة وغير الفعالة للشبكة، إذ لا يمكن دائمًا بناء مشروعات الرياح البرية في المناطق التي طُوِّرَت فيها شبكة الكهرباء بشكل جيد، لذا يلزم إضافة سعة نقل جديدة.

علاوة على ذلك، يُعدّ تخطيط الشبكة معقدًا وبطيئًا ومكلفًا، وغالبًا ما يقوم بتنسيقه مؤسسات منفصلة عن تلك المشاركة في تطوير وتخطيط مشروعات طاقة الرياح.

عدم التطوير في أفضل المناطق

يتسبب هذا الانفصال في عدم تطوير نظام النقل بكفاءة في أفضل مناطق طاقة الرياح، ويؤدي عدم توفر الشبكة في الوقت المناسب إلى تأخير انتشار مشروعات طاقة الرياح، ويزيد من مخاطر الاستثمار، ويهدد الأهداف.

وتتيح زيادة الاستثمار العام والخاص في شبكات آمنة وذكية ومرنة حصصًا أكبر من الطاقة المتجددة، حسبما نشرته مجلة ريتشارج نيوز (Recharge News) في 13 مارس/آذار الجاري.

ويُعدّ الانتشار السريع لمشروعات طاقة الرياح ممكنًا إذا تمكنت الحكومات وصناعة الرياح وأصحاب المصلحة المعنيون من تحديد هذه العوائق التي تحول دون الانتشار ومعالجتها.

في المقابل، ستدعم التنمية المتسارعة لمشروعات طاقة الرياح البرية العمل المناخي، وستتيح للبلدان النامية خلق وظائف أكثر استدامة، وتعزيز التنمية الاقتصادية، وزيادة أمن الطاقة والمياه في المستقبل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق