المكسيك تكتفي ذاتيًا من المشتقات النفطية في 2024.. رغم ديون بيمكس
وفق تصريحات رئاسية
هبة مصطفى
تُخطط المكسيك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية والتوقف عن تلقّي وارداتها بحلول العام المقبل 2024، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ عن تصريحات للرئيس "أندريس مانويل لوبيز أوبرادور".
واستند أوبرادور في طموحه إلى زيادة النشاط النفطي في البلاد، بدءًا من قطاع المنبع حتى المصب، طبقًا لما ورد في خطابه الجمهوري إحياءً لذكرى الاحتفال بالاستحواذ الحكومي على صناعة النفط خلال العقد الثالث من القرن الماضي.
ويأتي هذا رغم مرور أيام قليلة على طرح توقعات بشأن قدرة شركة النفط المكسيكية "بيمكس" على سداد ديونها، بحلول العام المقبل 2024 أيضًا، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتحتفل المكسيك، في 18 مارس/آذار من كل عام، بذكرى استيلاء الحكومة بصورة جبرية على قطاع النفط، ويتجمهر المواطنون في أحد الميادين الرئيسة بالبلاد للاستماع لكلمة رئاسية يشير خلالها إلى تطورات قطاع الطاقة.
كما تتخذ شركة بيمكس من التاريخ ذاته موعدًا لإعلان مشروعاتها وتطورات اكتشافاتها.
طموح المشتقات النفطية في المكسيك
أرجع الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور تعهّده حول تحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية في المكسيك، بحلول العام المقبل، إلى التوسع في أعمال التنقيب، وكذلك زيادة استثمارات مصافي التكرير المحلية.
ورحّب بالاستحواذ الحكومي الإجباري على الصناعة -قبل قرن كامل بقليل-، مشيرًا إلى أن المكسيك تتجه لمعالجة خامها والتوقف عن استقبال أيّ واردات من الغاز أو الديزل، في 2024.
يشار إلى أن أوبرادور اتّبع سياسة من شأنها تحجيم انفتاح قطاع الطاقة، وخاصة النفط، على الاستثمارات الخاصة التي أتاحها الرئيس السابق له، بعد أن ظلت شركة النفط الحكومية "بيمكس" تمارس الاحتكار للصناعة طوال 8 عقود.
وبعد أن وصل إلى منصبه نهاية عام 2018، تعهَّد أوبرادور بتطوير بيمكس وإحكام القبضة عليها مرة أخرى، بجانب بناء المصفاة الـ7 في المكسيك، بهدف تأهيل القطاع لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية والوقود.
وكان وزير الطاقة المكسيكي، روسيو ناهل، قد كشف تركيز بلاده على تطوير 225 مشروعًا يتعلق بإعادة تأهيل مصافي تكرير المشتقات النفطية، خلال العام الجاري (2023).
وأوضح ناهل أن مخصصات أعمال الصيانة والتطوير ارتفعت خلال الأعوام الـ4 الأخيرة -منذ عام 2019- إلى 62.9 مليار بيزو مكسيكي.
(البيزو المكسيكي = 0.053 دولارًا أميركيًا)
أداء بيمكس
يتطلب الطموح الرئاسي حول قدرة مصافي التكرير المحلية لتلبية الطلب على المشتقات النفطية تمتُّع شركة النفط الوطنية "بيمكس" بحالة من الصلابة، غير أن هذا يبدو أمرًا صعبًا في الآونة الحالية؛ نظرًا لتراكم ديونها.
وتوصف الديون المستحقة على شركة بيمكس بأنها الأعلى ضمن الشركات المنتجة للنفط على الصعيد العالمي، إذ سجلت حتى نهاية العام الماضي (2022) ما يُقدَّر بنحو 107.7 مليار دولار.
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور إنتاج النفط الخام والمكثفات في المكسيك منذ عام 1965 حتى عام 2021، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي:
وبجانب ذلك، سجل إنتاج الشركة انخفاضًا خلال 3 من الأعوام الـ4 التي قضاها الرئيس أوبرادور في منصبه حتى الآن، بمواصلة لإتمام إنتاجها عقدًا كاملًا من التراجع.
وعلى صعيد مستهدفات الشركة، سبق أن أعلنت بيمكس أن هدفها الإنتاجي للعام الجاري من النفط الخام والمكثفات يصل إلى 1.97 مليون برميل يوميًا، وتُخطط لرفعه -بحلول عام 2028- إلى 2.5 مليون برميل يوميًا.
ويبدو أن الخلاف حول سياسات الطاقة المتصاعد بين المكسيك من جهة، وأميركا وكندا من جهة أخرى، قد عزز من تركيزها على السعي إلى الاكتفاء بتكرير المشتقات النفطية محليًا والاستغناء عن الواردات.
اقرأ أيضًا..
- اكتشافات الغاز في أفريقيا خلال 2023.. فرص واعدة للجزائر ومصر
- أكبر مشروع للألواح الشمسية في سلطنة عمان.. معلومات وأرقام (إنفوغرافيك)
- تقنية مصرية غير مسبوقة لتحسين محركات السيارات بالطاقة الشمسية
- تقرير جديد يكشف توقعات أسعار النفط حتى عام 2024
