طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةحصاد 2022رئيسية

تركيب الألواح الشمسية في بريطانيا يتضاعف خلال 2022 (تقرير)

في مواجهة الارتفاع الصاروخي لأسعار الكهرباء

محمد عبد السند

تمضي عمليات تركيب الألواح الشمسية في بريطانيا على قدم وساق، في إطار حرص الحكومة في البلد الأوروبي على التحول إلى الطاقة المتجددة، وتحصين مواطنيها ضد الصعود الصاروخي لأسعار الكهرباء.

ويأتي التوجه القوي البريطاني لتبني الطاقة الشمسية، متسقًا مع التزامات لندن المناخية المنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ (2015)؛ ما يقود في النهاية للوصول إلى أهداف الحياد الكربوني.

وفي ترجمة عملية لتلك المساعي، تضاعف معدل تركيب الألواح الشمسية في بريطانيا في العام المنصرم (2022)، قياسًا بالعام السابق (2021)، حسبما ذكر موقع "يورونيوز".

وارتفع تركيب الألواح الشمسية في بريطانيا، خلال يناير/كانون الثاني (2023)، والمضافة إلى الشبكة الوطنية بنحو 15 ألف وحدة، وهو الأعلى منذ عام 2016، وفق ما دلّت عليه أحدث البيانات الصادرة عن "إم سي إس"، والتي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال رئيس قسم الأصول والبنية التحتية والشبكات في مؤسسة "كورنوال إنسايت" توم فولكنر، إن سوق الطاقة الشمسية شهدت تغيرًا جذريًا في السنوات القليلة الماضية، موضحًا أن أسعار الكهرباء المرتفعة غذت -بدورها- التحوّل صوب تركيب الألواح الشمسية في بريطانيا.

ارتفاع أسعار الكهرباء

ارتفعت أسعار الكهرباء في بريطانيا بنسبة 67%، في شهر يناير/كانون الثاني (2023)، مقارنة بالمدة ذاتها من العام السابق (2022)؛ ما دفع المواطنين إلى البحث عن بدائل وقود نظيفة، وأبرزها الألواح الشمسية في بريطانيا، وفق أرقام مكتب الإحصاءات البريطاني.

وفي هذا الصدد، قال توم فولكنر: "تاريخيًا، كان بمقدورك أن ترى معدلات تصدير مرتفعة تجلب عليك الخير في النهاية، وبناء عليه كنت سترى أنك قادر على تصدير الكهرباء إلى الشبكة".

ويوضّح التصميم أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أهم الفروق بين الألواح الشمسية أحادية البلورة والألواح متعددة البلورات:

أنواع الخلايا الشمسية
أهم الفروق بين الخلايا الشمسية أحادية البلورة ومتعددة البلورات

وأضاف: "الآن الكثير من تلك الوفورات في الكهرباء يأتي من التكاليف التي يتجنبها المواطنون؛ نظرًا إلى أن أسعار الطاقة أو الكهرباء مرتفعة جدًا من وجهة نظرهم ".

وتابع: "بينما هناك خُطط قائمة لتحصين هؤلاء من التكاليف الفعلية للكهرباء؛ فإن سداد 2500 جنيه إسترليني (3010 دولارات أميركية)، سنويًا من قبل أسرة متوسطة لا يزال مبلغًا مرتفعًا جدًا على أساس متوسط الأسعار التاريخية".

وواصل: "ونتيجة لذلك؛ فإنك ترى الآن وفورات؛ لأنك تستطيع تجنب تلك التكاليف، وهذا يقلل من مدة الاسترداد".

وتعني مدة الاسترداد -ببساطة- المدة الزمنية اللازمة لاسترجاع قيمة الاستثمار المبدئية (التكلفة الرأسمالية) للمشروع، بعد مدة من تركيب الألواح الشمسية في بريطانيا.

خفض أسعار التصدير

خفّضت "أوفغيم"، منظم الطاقة الرسمي في المملكة المتحدة، السعر الرسمي لتصدير الكهرباء إلى (صفر) جنيه إسترليني في عام 2019؛ ما يتيح لشركات الطاقة شراء الكهرباء بأسعار مخفضة جدًا من ممن ركَّبوا الألواح الشمسية في بريطانيا.

وأظهرت الأسعار التي جمعتها شركة "سولار إنرجي يو كيه" في يناير/كانون الثاني (2023)، أن أعلى سعر لتصدير الكهرباء لامس 0.15 جنيهًا إسترلينيًا (0.18 دولارًا)، لكل كيلوواط/ساعة، بينما ترتفع تكاليف شراء الكهرباء بواقع 3 مرات، في ظل وصول سقف أسعار الكهرباء -حاليًا- إلى 0.34 جنيهًا إسترلينيًا (0.41 دولارًا) لكل كيلوواط/ساعة.

أرباب المعاشات يدفعون الثمن

يدفع أرباب المعاشات البريطانيون -الآن- 600 جنيه إسترليني سنويًا، على فواتير الطاقة، أكثر من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، حسبما ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية.

وخلصت نتائج دراسة حديثة لشركة "بي أند كيو" للتجزئة إلى أن الأشخاص ممن تزيد أعمارهم على 65 عامًا، هم الأكثر تضررًا جراء ارتفاع أسعار فواتير الطاقة؛ ويُعزى هذا أساسًا إلى أن أكثر من 6 من بين كل 10 أشخاص من أرباب المعاشات يعيشون في منازل تفتقر إلى الكفاءة في استهلاك الطاقة.

ووجدت الدراسة التي أجرتها "بي أند كيو" بالتعاون مع مركز "سيبر" لأبحاث الاقتصاد والأعمال البريطاني، أن 62% من أرباب المعاشات الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا -يُقدر عددهم بـ7.8 مليون شخص- يعيشون في منازل أو مبانٍ تُصنف شهادة أداء الطاقة الخاصة بهم عند D أو أقل، مقارنة بـ48% بالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا.

وبناءً على مستوى "ضمان سعر الطاقة الحالي" المُحدد من قبل الحكومة البريطانية عند 2500 جنيه إسترليني، يعني هذا أن عدم كفاءة الطاقة في المنازل يدفع من هم فوق سن 65 لدفع مبلغ أكبر بواقع 611 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا، لسداد فواتير الطاقة المستحقة عليهم.

ويُقارَن هذا المبلغ بما يدفعه جيل الألفية و-أيضًا- المجموعة الديموغرافية التي تلي هذا الجيل (الجيل زد) عند تركيب الألواح الشمسية في بريطانيا.

تركيب الألواح الشمسية في بريطانيا
عامل يركّب ألواحًا شمسية على منزل - الصورة من بلومبرغ

صعود مُحتمل

من المتوقع أن يرتفع هذا المبلغ إلى 713 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا، حال مضت الحكومة البريطانية قُدمًا في تطبيق زيادة مُخططة في سقف الأسعار، لتصل إلى 3 آلاف جنيه إسترليني، رعم أنه من المفهوم أن تلك الزيادة ستُلغى في الموازنة المُزمع الكشف عنها في الأسبوع المقبل.

من جهته، قال المسؤول في شركة "كينغفيشر" المختصة بإدخال تحسينات على المنازل العالمية تيري غارنيير: "المنازل في المملكة المتحدة من بين أقل المنازل كفاءة على الإطلاق في أوروبا، وهذا يجعل بدوره فواتير الطاقة أعلى بالنسبة للكثير من الأسر، في وقت تسجل فيه الأسعار ارتفاعات قياسية بالفعل".

وأوضح غارنيير: "وجد بحثنا أن الأجيال القديمة هي التي تعيش على الأرجح في منازل ذات معايير طاقة منخفضة؛ ما يعني أن بعضًا من أكثر الأشخاص العُرضة للخطر في المجتمع هم أولئك الذين يواجهون تكاليف كهرباء مرتفعة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًأ..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق