الصين تراهن على وقود الميثانول لخفض الانبعاثات.. ومشروعات عربية لإنتاجه (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- مزايا عديدة لاستعمال وقود الميثانول في قطاع النقل
- معظم إنتاج الميثانول في العالم يأتي من الوقود الأحفوري
- الصين تعزز جهودها للاستفادة من المزايا الكبيرة لوقود الميثانول
- الدول العربية تشهد عدّة مشروعات لإنتاج الميثانول بقيادة الإمارات
تعزز الصين جهودها لاستعمال وقود الميثانول، لخفض انبعاثات قطاع النقل، بالتوازي من الطفرة الكبيرة التي تحققها البلاد في مبيعات السيارات الكهربائية.
ويوضح تقرير حديث صادر عن منتدى الطاقة الدولي، أنه حال تزايد الاعتماد على وقود الميثانول في قطاع النقل، فإن إنتاجه يمكن أن يشهد إنتاجه طفرة كبيرة عالميًا خلال السنوات المقبلة، خاصة مع مزاياه المتعددة.
وبالتزامن مع جهود الصين لتعزيز استعمال وقود الميثانول، تشهد المنطقة العربية العديد من المشروعات الجديدة لإنتاجه، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وقود الميثانول
الميثانول عبارة عن مادة كيميائية متعددة الاستعمالات، ولديها خصائص مشابهة للإيثانول، ويمكن إنتاجه من مجموعة متنوعة من المواد الأولية -من الوقود الأحفوري إلى الكتلة الحيوية والكربون المحتجز- واستعماله وقودًا نظيفًا نسبيًا للسيارات، إمّا نقيًا أو ممزوجًا بالبنزين، وهى الطريقة الأكثر شيوعًا.
ويُعتمد على الميثانول في الوقت الراهن بشكل أكبر في إنتاج مواد كيميائية مثل (الفورمالديهايد)، ولكنه نادرًا ما يُستعمل وقودًا.
ويشهد العالم إنتاج كميات كبيرة من الميثانول مع وجود نحو 90 مصنعًا بطاقة إنتاجية مجمعة تبلغ 110 ملايين طن متري سنويًا، بحسب التقرير.
ويؤكد التقرير أن هناك مزايا متعددة لاستعماله في النقل، أبرزها انخفاض تكاليف إنتاجه مقارنة بأنواع الوقود الأخرى، وقابلية أقلّ للاشتعال؛ ما يجعله أكثر أمانًا، بالإضافة إلى سهولة تخزينه وتوزيعه.
وفي حالة إنتاج وقود الميثانول من خلال الكتلة الحيوية أو الكربون المحتجز، يصبح عندها وقود منخفض الكربون، ويسهم بصورة كبيرة في خفض الانبعاثات.
الصين تراهن على وقود الميثانول
من أجل الاستفادة من المزايا سالفة الذكر، تكثّف الصين جهودها استعمال الميثانول وقودًا للسيارات.
ورغم أنه من الصعب عَدّ الميثانول المنتج في الصين حاليًا وقودًا مستدامًا، إذ ينتج بصورة رئيسة من الفحم، فإن هناك علامات تشير إلى حدوث تغيير.
وفي هذا الصدد، شهدت مقاطعة خنان الصينية بدء أول مصنع في العالم لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى ميثانول على نطاق تجاري، وتقوم فكرته على إنتاج وقود الميثانول من الكربون الملتقط خلال إنتاج الجير والهيدروجين الناتج من أفران فحم الكوك.
ورأى التقرير أن المصنع يعكس بشكل رئيس تحول الطاقة في الصين، والابتعاد عن مركبات البنزين والديزل إلى بدائل أكثر استدامة، ومنها السيارات التي تعمل بالميثانول.
وكانت الحكومة الصينية قد أصدرت في عام 2019 إرشادات بشأن استعمال الميثانول وقودًا للمركبات، متضمنة الدفع نحو اعتماده في السيارات الحكومية والأجرة وحافلات المسافات القصيرة.
وهو ما دفع إلى طرح العديد من المركبات التي تعمل بالميثانول، واتجاه مقاطعات مثل شانشي إلى بناء أكثر من 200 محطة لتزويد السيارات بالميثانول بحلول نهاية العام الجاري (2023).
ويوضح التقرير أن مزج الميثانول بصفته وقودًا للمركبات في الصين حاليًا يكون بنسبة تتراوح بين 5% و100%، بهدف التشجيع على استعمال الميثانول بشكل كامل.
وفي المقابل، تعمل دول أخرى على استعمال الميثانول بشكل محدود، منها الولايات المتحدة، رغم التجارب التي شهدتها في الثمانينيات والتسعينيات، كما تفكر دول أخرى في تعزيز وقود الميثانول مثل مصر والهند وإيطاليا ونيوزيلندا.
وقود مكمل لطفرة المركبات الكهربائية
يرى منتدى الطاقة الدولي أنه يمكن استعمال الميثانول وقود نقل مستدام ومكملًا لدور المركبات الكهربائية في خفض الانبعاثات، مؤكدًا على وجود اهتمام بالتوسع في اعتماده بديلًا للوقود الأحفوري، خصوصًا مع سهولة التعامل معه ومتطلبات السلامة التي يوفرها في التشغيل.
تجدر الإشارة إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا قفزت بنسبة 60% في العام الماضي، لتصل إلى 10.8 مليون حدة، وفق وكالة الطاقة الدولية.
ولكي يكون استعمال وقود الميثانول أكثر استدامة، يجب الابتعاد عن مصادر الوقود الأحفوري، التي تمثّل في الوقت الراهن 95% من إنتاجه.
ورغم تنوع المواد الأولية التي يمكن إنتاجه من خلالها، لم يستبعد التقرير حدوث بعض المشكلات بسبب الطلب المتزايد عليه، مثل التنافس على المواد المستدامة المحدودة، إلّا أن الحصول عليه من الكربون المحتجز يعدّ طريقًا واعدًا في تحقيق عنصر الاستدامة ومواجهة عقبة نقص المواد.
ووفقًا للتقرير، توجد العديد من البحوث التي تدرس إيجاد طرق فعالة لتقليل تكلفة إنتاجه، لكن يتطلب ذلك قيام الحكومات بوضع السياسات التي تحفّز الطرق الأكثر استدامة للإنتاج.
مشروعات عربية
تشهد المنطقة العربية تنفيذ العديد من مشروعات إنتاج الميثانول، إذ تواصل دول المنطقة جهودها في تلبية الطلب العالمي من أنواع الوقود منخفضة الكربون.
ومن أحدث تلك المشروعات المعلنة مؤخرًا، توقيع شركة أبوظبي للمشتقات الكيماوية المحدودة "تعزيز"، في يناير/كانون الثاني 2023، اتفاقية مع شركة "برومان إي جي" (برومان) لتطوير أول منشأة لإنتاج الميثانول في الإمارات، بقدرة 1.8 مليون طن سنويًا.
كما شهد الشهر نفسه إعلان تحالف يضم شركات مصدر وتوتال إنرجي وسيمنس إنرجي وماروبيني اليابانية بدء إجراءات الحصول على التراخيص اللازمة للتصديق على المسار الجديد لإنتاج وقود الطيران المستدام من الميثانول.
وفي السياق ذاته، يسعى الأردن إلى إنتاج وقود الميثانول الأخضر في إطار التوسع نحو مصادر الطاقة النظيفة.
وشهد مؤتمر المناخ كوب 27 الذي عُقِد العام الماضي في شرم الشيخ توقيع وزارة الطاقة الأردنية مذكرة تفاهم مع شركة (إيه بي مولر ميرسك) الدنماركية، للتعاون بمجال إنتاج الميثانول الأخضر في منطقة العقبة، وذلك من خلال تحلية مياه البحر واستغلال مصادر الطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
- تطوير أول منشأة لإنتاج الميثانول في الإمارات
- تحويل الميثانول إلى وقود طائرات مستدام بقيادة توتال ومصدر الإماراتية
- قمة المناخ.. وزارة الطاقة الأردنية تتعاون مع ميرسك العالمية في إنتاج الميثانول الأخضر
اقرأ أيضًا..
- انخفاض صادرات الغاز المسال الجزائري في 2022.. وأوابك تكشف السر بالأرقام
- صادرات مصر من الغاز المسال تتفوق على قطر في معدل النمو
- الغاز النيجيري يؤجّج الصراع بين المغرب والجزائر (تقرير)