عام على حرب أوكرانياالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الطاقة المتجددةتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةنفطوحدة أبحاث الطاقة

بعد عام من حرب أوكرانيا.. 10 رسومات بيانية تكشف ملامح أسواق الطاقة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

يكتمل اليوم (24 فبراير/شباط) العام الأول من حرب أوكرانيا، التي لم تضع أوزارها حتى الآن، بل تشتد وطأتها يومًا بعد يوم، لتستمر في إرباك أسواق الطاقة العالمية، وتثير المزيد من الشكوك حول التوقعات المستقبلية.

وأمام ذلك، فإن الأمر اليقين الآن هو أن موازين أسواق الطاقة العالمية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا لن تكون مثلما كانت قبله؛ إذ تقود أوروبا تحولًا كبيرًا في ظل سعيها للابتعاد عن واردات الوقود الأحفوري من موسكو.

ومع اندلاع حرب أوكرانيا، لامست أسعار النفط مستويات لم تشهدها منذ 14 عامًا، وانعكس ذلك على تكاليف الوقود عالميًا وأثار موجة تضخمية أربكت الاقتصاد العالمي، الذي قد بدأ تنفُّس الصعداء بعد أزمة وباء كورونا.

ومع انخفاض الطلب العالمي ونجاح تحالف أوبك+ في تحقيق التوازن بالأسواق، عادت أسعار النفط إلى مستويات ما قبل حرب أوكرانيا، وهو المسار نفسه، الذي شهدته أسعار الغاز بعدما بلغ ذروتها العام الماضي (2022)، بدعم من زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال، خاصة من الولايات المتحدة.

وطالت تداعيات حرب أوكرانيا الطاقة المتجددة أيضًا، لكن بصورة إيجابية دفعت العالم نحو حشد استثمارات ضخمة، حتى لا يظل تحت رحمة تقلبات أسعار الوقود الأحفوري.

وترصد وحدة أبحاث الطاقة، في السطور التالية، أبرز 10 رسومات بيانات ترسم صورة واضحة لملامح أسواق الطاقة العالمية بعد عام من حرب أوكرانيا.

أسعار النفط

اتخذت أسعار النفط مسارًا صعوديًا منذ بداية عام 2022، لتبني على مكاسبها المحققة خلال عام 2021؛ إذ كسرت حاجز 90 دولارًا للبرميل لكل من خام برنت وخام غرب تكساس الأميركي أوائل 3 فبراير/شباط 2022، لأول مرة منذ عام 2014، مع التزام أوبك+ بسياسة الزيادة التدريجية للإنتاج والتوترات الجيوسياسية.

ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تجاوز خام برنت مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى في 8 سنوات خلال جلسة (24 فبراير/شباط 2022)، ليكتب بذلك بداية صعود تاريخي للأسعار عند 139.13 دولارًا للبرميل في (7 مارس/آذار 2022)، وهو مستوى لم يشهده الخام القياسي منذ عام 2008.

ومنذ ذلك الحين، شهدت أسعار النفط تقلبات بين الصعود والهبوط، إلى أن استقرت في الاتجاه الهابط خلال النصف الثاني من 2022، مع مخاوف تباطؤ الطلب ومرونة الإمدادات الروسية أمام العقوبات الغربية، لكن ذلك لم يمنعها من تحقيق مكاسب سنوية العام الماضي بنحو 10% و7% تقريبًا لخامي برنت وغرب تكساس على التوالي.

وبعد مرور عام حرب أوكرانيا، تُتداول أسعار برنت والخام الأميركي حول مستويات 80 دولارًا و75 دولارًا للبرميل، لتكون أقلّ من مستوياتها أوائل 2022، قبل بدء الغزو الروسي.

ويوضح الرسم البياني التالي تحركات أسعار النفط يوميًا منذ يناير/كانون الثاني 2022 وحتى فبراير/شباط 2023:

أسعار النفط اليومية منذ بدء حرب أوكرانيا

أسعار الوقود في الدول العربية

كما هي الحال في العالم، انعكس ارتفاع أسعار النفط خلال حرب أوكرانيا على تكاليف الوقود في المنطقة العربية في الـ12 شهرًا الماضية، بعدما أقرّ العديد من الدول زيادات عديدة؛ على رأسها فلسطين.

وسجّل سعر لتر بنزين 95 -الأكثر استعمالًا- في فلسطين 6.59 شيكلًا (1.86 دولارًا)،خلال فبراير/شباط 2023، مقابل 6.33 شيكلًا (1.78 دولارًا) في شهري فبراير/شباط ومارس/آذار 2022، ليصبح بذلك متوسط سعر البنزين في البلاد خلال عام من حرب أوكرانيا نحو 6.80 شيكلًا (1.91 دولارًا).

وفي المغرب، بلغ متوسط سعر لتر البنزين 15.93 درهمًا مغربيًا (1.55 دولارًا)، خلال العام الأول لغزو أوكرانيا، مقارنة مع 12.50 درهمًا (1.22 دولارًا) في فبراير/شباط 2022، بعدما شهد ارتفاعات كبيرة على مدار العام.

كما شهدت أسعار البنزين في الأردن ارتفاعًا ملحوظًا من 850 فلسًا (1.20 دولارًا) خلال فبراير/شباط 2022، إلى 945 فلسًا (1.33 دولارًا) في فبراير/شباط 2023، في حين زاد سعر لتر البنزين في لبنان إلى 1.34 دولارًا خلال الشهر الجاري، ارتفاعًا من 0.69 دولارًا قبل عام واحد.

وعلى النقيض من ذلك، كانت السعودية ضمن أبرز الدول التي شهدت استقرارًا في سعر البنزين منذ اندلاع حرب أوكرانيا، ليظل دون تغيير تقريبًا عند 2.33 ريالًا (0.62 دولارًا) للتر بنزين 95، في حين كانت الجزائر ومصر من بين أرخص الدول في أسعار الوقود على مدار العام.

ويوضح الرسم البياني التالي متوسط أسعار الوقود في الدول العربية خلال العام الأول من حرب أوكرانيا:

أسعار الوقود في الدول العربية

إنتاج النفط العالمي

أظهرت إنتاج النفط العالمي مرونة كبيرة بعد عام من حرب أوكرانيا، إذ كانت زيادة إمدادات الولايات المتحدة والنرويج والبرازيل وغيرها من الدول خارج أوبك كافية لتعويض تراجع الإنتاج الروسي؛ جراء العقوبات الغربية.

وبحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، بلغ إنتاج العالم من النفط الخام والوقود السائل 100.95 و100.79 مليون برميل يوميًا خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2023، على التوالي، مقابل 98.07 و98.98 مليونًا في الشهرين نفسيهما من 2022.

وزاد المعروض النفطي من خارج أوبك إلى 67.10 مليون برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني 2023، ارتفاعًا من 64.63 مليونًا خلال الشهر نفسه من العام الماضي، في حين شهد إنتاج أوبك من الخام والوقود السائل ارتفاعًا طفيفًا خلال المدّة المقارنة، ليسجّل 33.85 مليون برميل يوميًا خلال الشهر المنصرم.

ويُظهر الرسم الآتي إنتاج النفط الخام والوقود السائل عالميًا بين يناير/كانون الثاني 2022 وفبراير/شباط 2023:

إنتاج العالم من النفط والوقود السائل منذ اندلاع حرب أوكرانيا

الطلب العالمي على النفط

فاقمت الحرب الروسية الأوكرانية الضغوط الاقتصادية، مع ارتفاع معدلات التضخم حول العالم واضطرار البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة بوتيرة قوية، وهو ما انعكس على استهلاك النفط عالميًا.

وكان الطلب العالمي على النفط عند مستوياته الطبيعية خلال الأشهر الأولى من حرب أوكرانيا، قبل أن يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي في النصف الثاني من 2022 إلى الضغط على استهلاك الخام، لكن بدأت الأمور تتحسن أوائل العام الجاري (2023)، مع التفاؤل بتعافي اقتصاد الصين من تداعيات وباء كورونا.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى 100.70 مليون برميل يوميًا خلال فبراير/شباط 2023، مقابل 100.52 مليونًا الشهر نفسه من 2023.

ويوضح الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، استهلاك النفط في العالم على أساس شهري بين يناير/كانون الثاني 2022 وفبراير/شباط 2023:

الطلب العالمي على النفط

إنتاج النفط الروسي

لم يتأثر إنتاج النفط الروسي كثيرًا بالعقوبات الغربية التي انهالت على موسكو منذ بدء حرب أوكرانيا، والمتمثلة في الحظر الأوروبي لصادرات الخام ومشتقاته وفرض سقف سعري عند 60 دولارًا للخام الروسي، وآخر على أسعار المنتجات المكررة وصل إلى 100 دولار للبرميل، لوقود الديزل والبنزين.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، انخفض إنتاج النفط الخام الروسي بمقدار 160 ألف برميل يوميًا فقط خلال يناير/كانون الثاني 2023، مقارنة مع مستويات ما قبل الحرب، بعدما بلغ إجمالي الإمدادات في 2022 مستوى 9.7 مليون برميل يوميًا.

وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن إنتاج روسيا من النفط الخام والوقود السائل قد يبلغ 10.48 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط 2023، مقارنة مع 11.33 مليونًا خلال الشهر نفسه من 2022، كما يرصد الرسم أدناه:

إنتاج روسيا من النفط والوقود السائل منذ حرب أوكرانيا

صادرات النفط الروسي

بلغت صادرات النفط الروسي 8.2 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، لكنها انخفضت في الأشهر التالية لبدء غزو أوكرانيا، بعدما اتجهت أوروبا إلى الابتعاد عن الإمدادات الروسية وفرض عقوبات كبيرة.

واتجهت روسيا للبحث عن أسواق بديلة بعيدًا عن دول الاتحاد الأوروبي، وتمكنت من زيادة صادراتها إلى الهند والصين وتركيا، ما قلّل من تداعيات العقوبات الغربية.

وبعد مرور عام على حرب أوكرانيا، تُظهر أحدث البيانات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية أن صادرات النفط الروسي تقف عند مستويات ما قبل الغزو، إذ بلغت 8.2 مليون برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني 2023.

ويُظهر الرسم الآتي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، صادرات روسيا من الخام والمشتقات النفطية خلال العام الأول لحرب أوكرانيا:

صادرات روسيا من النفط

صادرات الغاز الطبيعي الروسية

على عكس النفط، كانت صادرات الغاز الروسية عبر خطوط الأنابيب الأكثر تضررًا من حرب أوكرانيا، بعدما قررت موسكو نفسها تقييد وصول الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي عمّلت فيه الكتلة على خفض الاستهلاك وزيادة الواردات من الغاز الطبيعي المسال.

وأغلقت موسكو خط أنابيب نورد ستريم (طريق التصدير الرئيس للغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة) بدءًا من أغسطس/آب 2022، لأجل غير مسمى، فضلًا عن توقف إمداد الغاز من خلال خط أنابيب يامال عبر بولندا، منذ مايو/أيار 2022.

ومع تراجع تدفقات الغاز إلى أوروبا، انخفض إجمالي صادرات غازبروم الروسية -المورد الوحيد للغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب- إلى 100.9 مليار متر مكعب في ديسمبر/كانون الأول 2022، مقابل 181.1 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من 2021، ليستمر الهبوط الذي بدأ منذ غزو أوكرانيا، كما يُظهر الرسم التالي:

صادرات الغاز الطبيعي الروسية

صادرات الغاز المسال الأميركية

كانت تداعيات حرب أوكرانيا نعمة على صناعة الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، إذ استفادت من الطلب الأوروبي المتزايد على الغاز، لتكون لاعبًا رئيسًا في تخفيف نقص الإمدادات الروسية.

وعلى أساس شهري، تجاوزت صادرات الغاز المسال الأميركية 11 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال الأشهر الأولى من حرب أوكرانيا، مقارنة مع متوسط 9.76 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2021.

وتربعت الولايات المتحدة على عرش أكبر الدول المصدّرة للغاز المسال عالميًا، خلال النصف الأول من 2022، بعدما زادت صادراتها بنسبة 12%، مسجلةً متوسط ​​11.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، إلّا أن إغلاق محطة فريبورت للغاز المسال، بعد نشوب حريق بها، أدّى إلى هبوط الصادرات في النصف الثاني من العام، قبل أن تعاود الصعود فوق 11 مليارًا في أوائل 2023.

ويُظهر الرسم البياني التالي صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال خلال عام من حرب أوكرانيا:

صادرات الغاز المسال الأميركية منذ بدء حرب أوكرانيا

الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا

أدّى أسعار الغاز المرتفعة ونقص الإمدادات إلى إجبار أوروبا على خفض الاستهلاك، خلال الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأقرّ الاتحاد الأوروبي خطة لخفض استهلاك الغاز بنسبة 10%، تصل إلى 15% خلال ساعات الذروة بين أغسطس/آب 2022 ومارس/آذار 2023، مقارنة بمتوسط الـ5 سنوات للمدّة نفسها، وهو ما أدّى إلى انخفاض الطلب أكثر من 13% خلال العام الماضي، وفق بيانات هيئة الإحصاء الأوروبي "يوروستات".

وخلال يناير/كانون الثاني 2023، واصل استهلاك الغاز في أوروبا هبوطه بنسبة 19%، ليصل إلى 40 مليار متر مكعب، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2022، أي قبل حرب أوكرانيا، وفق بيانات منتدى الدول المصدّرة للغاز.

وحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، انخفض الطلب الأوروبي على الغاز خلال 2022، بمقدار 56 مليار متر مكعب على أساس سنوي، ليسجّل 548 مليار متر مكعب، مثلما يوضح الرسم أدناه:

الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا

استثمارات الطاقة المتجددة

حقّق التوسع في الطاقة المتجددة طفرة ملحوظة خلال العام الأول من حرب أوكرانيا، مع اتجاه الدول للهروب من تكاليف الوقود الأحفوري المرتفعة.

وبقيادة إضافات الطاقة الشمسية في أوروبا والصين، ارتفعت سعة الطاقة المتجددة المركبة عالميًا إلى مستوى قياسي جديد أعلى من 352 غيغاواط العام الماضي، مقابل 285.8 غيغاواط عام 2021، وفق وكالة الطاقة الدولية.

ومن المرجح أن تشهد السعة المزيد من التوسع، مع اتجاه العالم إلى تعزيز استثمارات الطاقة المتجددة، التي ارتفعت إلى مستوى قياسي قرب 0.5 تريليون دولار العام الماضي.

ويرصد الرسم التالي استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا بين عامي 2004 و2022، وفق مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس:

استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا خلال 2022

 

اقرأ أيضًا.. تغطية منصة الطاقة المتخصصة للذكرى الأولى لاندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق