أصبح أسطول ناقلات الظل موضع اهتمام متزايد بعد العقوبات الغربية على النفط الروسي، في سياق شهد تغيرات في مجرى الشحنات.
ويتكوّن هذا الأسطول من مجموعة كبيرة من الناقلات التي تسافر عبر محيطات العالم سرًا دون لفت الانتباه، في محاولة لتجنب العقوبات المفروضة على دول مثل فنزويلا وإيران وكوريا الشمالية، ومؤخرًا روسيا.
وقد تباينت الأرقام التي كُشفت، خلال شهر فبراير/شباط 2023، بصورة كبيرة حول حجم أسطول ناقلات الظل، بدءًا من نحو 300 سفينة إلى تقدير عملاقة السلع الأساسية "ترافيغورا" بـ600 سفينة.
إلا أن تحقيقًا مفصلًا -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- حول حجم هذه الظاهرة المتنامية، أظهر أن أسطول ناقلات الظل بلغ 421 سفينة بحلول يوم 20 فبراير/شباط.
حجم أسطول ناقلات الظل
أوضح التقرير -الذي أجرته منصة "سبلاش" المعنية بالأخبار البحرية (Splash)- أنه بالنسبة إلى الناقلات غير النظيفة -التي تنقل النفط الخام وزيت الوقود-، هناك 150 ناقلة أفرامكس، و49 من ناقلات السويس، و104 ناقلات كبيرة جدًا.
بينما تضم الناقلات النظيفة -التي تنقل المنتجات المكررة- 5 ناقلات صغيرة "هاندي"، و17 ناقلة "إل آر 1"، و3 ناقلات "إل آر 2"، و93 ناقلة "إم آر".
وتوصل التقرير إلى ما إذا كان أسطول الظل كبيرًا بما يكفي لنقل الصادرات الروسية إلى وجهاتها الجديدة البعيدة، مشيرًا إلى أن روسيا لديها الآن قدرة الوصول إلى ناقلات نفط كافية، لكن توافر أسطولها النظيف بالكاد يكفي لتلبية أهدافها التصديرية.
وقد سجلت الصناعة سباقًا محمومًا على طلب ناقلات النفط الضخمة في الـ12 شهرًا منذ غزو روسيا لأوكرانيا، مع تضاعف قيمة مخزونات العديد من شركات النقل 4 مرات، في حين سجلت أسعار الناقلات القديمة ارتفاعات تاريخية، فضلًا عن تحطيم الأرقام القياسية من حيث حجم المبيعات.
وسجًل مؤشر أسعار الناقلات المستعملة لشركة "كلاركسون ريسيرش" أكبر حركة صعودية على الإطلاق خلال العام الماضي (2022)، إذ ارتفع بنسبة 52% إلى أعلى مستوى منذ عام 2008.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط الروسي منذ يناير/كانون الثاني 2022 حتى يناير/كانون الثاني 2023:
تداعيات استعمال ناقلات الظل
أدى أسطول الظل المتنامي إلى تقادم أسطول الناقلات في المواني الروسية، وفق ما أكده التقرير.
وعلى سبيل المثال، في يناير/كانون الثاني 2022، نُفذت 40% من رحلات الناقلات "أفراماكس" خارج روسيا على ناقلات يقل عمرها عن 10 سنوات، و28% فقط على السفن التي مضى عليها أكثر من 15 عامًا، وفقًا لبيانات من "بوتن آند بارتنرز".
ولم تُستعمل أي سفن يزيد عمرها على 20 عامًا، ولكن بحلول ديسمبر/كانون الأول، تغير هذا الملف العمري بدرجة كبيرة.
وكان هناك 22% فقط من ناقلات أفراماكس أقل من 10 سنوات، و50% فوق 15 سنة، في حين أجريت العديد من الرحلات على متن سفن يزيد عمرها على 20 عامًا، وكانت هناك ناقلة أفراماكس أكبر من 25 عامًا.
كما أدى الاستعمال المتزايد لأسطول ناقلات الظل إلى وقوع حوادث، مثل جنوح ناقلة النفط الكبيرة جدًا "يونغ يونغ" في جنوب شرق آسيا.
ومع انضمام روسيا إلى إيران وفنزويلا في السعي للحصول على سفن قديمة لنقل البضائع مع انطلاق العقوبات، وابتعاد شركات التأمين عن العملاء السابقين في موسكو، تواجه السفن دون المستوى القياسي مشكلات في العديد من الوجهات حول العالم، التي تفاقمت بسبب الاستعمال المتزايد لعمليات النقل من سفينة إلى سفينة.
ومن المقرر أن تنضم "صن شيب مانجمنت" إلى القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي، بعد فرض المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا عقوبات على الشركة.
وصن شيب مانجمنت هي شركة فرعية مقرها دبي تابعة لشركة الشحن الروسية المدعومة من الدولة "سوفكوم فلوت"، التي تدير أسطولًا يضم أكثر من 90 ناقلة منتجات ونفط وكيماويات.
وأُدرجت شركة "سوفكوم فلوت" على القائمة السوداء من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا، ولكن مع استمرار الحرب، فإن الدول تتخوف بصورة متزايدة تجاه فرعها في دبي.
عقوبات جديدة على النفط الروسي
في سياقٍ متصل، قال نائب وزيرة الخزانة الأميركية والي أدييمو -في وقت سابق هذا الأسبوع- إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيفرضان عقوبات جديدة وضوابط تصدير على روسيا في الأيام المقبلة.
وأوضح أدييمو أنه من بين مجموعة العقوبات الجديدة سيكون هناك تركيز على خفض حجم النفط المنقول.
وكان الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة الـ7 قد فرضوا حظرًا على إمدادات النفط الروسي المنقولة بحرًا دخل حيز التنفيذ يوم 5 ديسمبر/كانون الأول 2022؛ بالإضافة إلى حد أقصى لسعر الخام الروسي عند 60 دولارًا للبرميل.
كما فرضوا سقفًا سعريًا جديدًا على المشتقات النفطية الروسية، الذي دخل حيز التنفيذ بدءًا من 5 فبراير/شباط 2023؛ إذ تحدد سعر المنتجات الأعلى جودة، مثل وقود الديزل والبنزين، عند 100 دولار للبرميل، في حين بلغت قيمة المنتجات الأقلّ جودة 45 دولارًا للبرميل.
موضوعات متعلقة..
- 7 خبراء لـ"الطاقة": الغزو الروسي لأوكرانيا أقل تأثيرًا بعد عام.. وهذه توقعات أسعار النفط
- أنس الحجي: استثمارات النفط الروسي تتراجع.. وموسكو لا تثق في الهند (صوت)
- مسؤول أميركي: نجحنا في خفض تدفقات النفط الروسي والغاز بنسبة 50%
اقرأ أيضًا..
- عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. غياب غاز موسكو يزيد اعتماد أوروبا على الطاقة المتجددة
- الحرب في أوكرانيا.. كيف أنقذ النفط السعودي الأسواق الآسيوية خلال عام؟
- بعد عام من حرب أوكرانيا.. 10 رسومات بيانية تكشف ملامح أسواق الطاقة
- وزن السيارات الكهربائية يفاقم الوفيات الأميركية.. ومفاجأة من شركة أوروبية