المغرب يخسر إيرادات نقل الغاز.. وإسبانيا تجمع 2.1 مليون دولار سنويًا
ياسر نصر
خسر المغرب إيرادات رسوم نقل الغاز لصالح إسبانيا، منذ توقُّف الصادرات من الجزائر عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي.
لم تتوقف الخسارة فقط عند حرمان خزينة الدولة من رسوم النقل، والكميات اللازمة لتشغيل عدد من محطات الكهرباء، بل إن المملكة بدأت تتحمل تكلفة رسوم الضخ العكسي من إسبانيا باتجاه الرباط.
تتوقع الحكومة الإسبانية أن يدفع المغرب مليوني يورو سنويًا (2.14 مليون دولار) مقابل رسوم نقل الغاز الذي بدأ ضخه في يونيو/حزيران من العام الماضي إلى الرباط عبر خط الأنابيب المغاربي.
تفاصيل رسوم نقل الغاز
كشف خطاب حكومة مدريد ردًا على سؤال برلماني من الحزب الشعبي، عن تفاصيل قيمة رسوم نقل الغاز من إسبانيا إلى المغرب.
وأشار الخطاب إلى أن الرباط عقدت اتفاقية مع مدريد للحصول على إمدادات من الغاز عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي بإجمالي مالي يصل إلى مليوني يورو (2.14 مليون دولار) سنويًا، مقابل النقل فقط، وليس تكلفة الغاز.
ودفعت الأزمة الدبلوماسية بين الرباط والجزائر إلى قطع الأخيرة إمدادات الغاز عبر أنبوب الغاز المغاربي -الذي بدأ عام 1996 بعقد مدّته 25 عامًا- من حقل حاسي الرمل في الجزائر إلى إسبانيا والبرتغال عبر المغرب.
ويبلغ طول خط الأنابيب 325 ميلًا، بقدرة تصدير 390 مليار قدم مكعبة سنويًا، حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
الضخ في الاتجاه العكسي
بدأت الرباط، خلال العام الماضي، استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي في الاتجاه المعاكس لأول مرة على مدار 25 عامًا الماضية.
ويمدّ الغاز الذي يشتريه المغرب من الأسواق الدولية محطتي الكهرباء الوحيدتين اللتين تعملان بالدورة المركبة في المغرب (عين بني مطهر بالقرب من الحدود الجزائرية، وتهدارت بالقرب من طنجة التي تمتلك شركة إنديسا الإسبانية حصة فيها)، باحتياجاتهما من الوقود.
وتنتج المحطتان 10% من الكهرباء في المغرب، وظلّتا متوقفتين منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021 – موعد توقُّف ضخ الغاز الجزائري عبر الأراضي المغربية، حتى الصيف الماضي.
وفي يونيو/حزيران من العام الماضي، بدأت إسبانيا بـ60 غيغاواط/ساعة، وهي كمية نمت تدريجيًا على مدار الأشهر الماضية، ثم ارتفعت في نوفمبر/تشرين الثاني إلى 553 غيغاواط/ساعة.
وعادةً ما تستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس غيغاواط وتيراواط في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).
صادرات الغاز من إسبانيا
دفعت صادرات الغاز من إسبانيا إلى المغرب نحو زيادة مبيعات الهيدروكربونات إلى الرباط بنسبة 821% في المدة من يونيو/حزيران إلى نوفمبر/تشرين الثاني.
وتقدّر الحكومة الإسبانية، في ردّها على النواب، أنه في حالة الحفاظ على المستوى الحالي للصادرات، فإن الفواتير السنوية لرسوم الوصول إلى شبكات النقل والشبكات المحلية وإعادة تحويل الغاز الطبيعي إلى غاز مسال ستصل إلى مليوني يورو (2.14 مليون دولار).
وأشارت إسبانيا إلى أن مسوق الغاز الطبيعي المسؤول عن تصدير الغاز إلى المغرب يدفع الرسوم الحالية للوصول إلى محطات إعادة تحويل الغاز إلى سائل.
وعلى الرغم من عدم إعلان إسبانيا عن مصدر الغاز المصدّر إلى المغرب عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي، فإن هناك العديد من الدلائل تشير إلى أنه غاز جزائري.
وكان مدير تحرير منصة الطاقة المتخصصة، عبدالرحمن صلاح، قد أوضح في مقال له 3 دلائل تكشف أن الغاز المتدفق من إسبانيا إلى المغرب جزائري.
وشدد صلاح على أنه رغم مرور 15 شهرًا على الوقف الرسمي لتدفّق الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر المغرب، لم ينقطع الحديث بين الحين والآخر عن صدق هذه الرواية.
وأشار إلى خسارة المغرب ملياري متر مكعب من الغاز كان يحصل عليها سنويًا، إلى جانب مبلغ معين من المال، وبناءً عليه توقّف تشغيل محطتي كهرباء "تهدارت" و"عين بني مُطهر" -اللتين تعتمدان على الغاز- لمدة 8 أشهر كاملة.
للاطّلاع على الدلائل التي تشير إلى نقل الغاز الجزائري للمغرب طالع من هنا.
وكانت تقارير قد أفادت بأن إسبانيا تفضّل تصدير الغاز إلى المغرب عن الدول الأوروبية، في إطار التزاماتها بتأمين احتياجات الرباط من إمدادات الوقود.
وحافظت إسبانيا خلال الأشهر الـ7 الماضية على شحنات مستمرة إلى المغرب، على الرغم من أنها توقفت عن تصدير الغاز إلى شمال أوروبا بعض الأوقات.
موضوعات متعلقة..
- احتياطيات الغاز.. أرقام عن 6 دول من بينها الجزائر والمغرب والسعودية (إنفوغرافيك)
- لأول مرة في تاريخه.. المغرب على أبواب دخول سوق الغاز المسال العالمية
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي: مستعدون لتعديل سياسة إنتاج أوبك+ في هذه الحالة (فيديو)
- إعلان موعد ظهور أول بطارية لتخزين الطاقة الشمسية في الجزائر (تحديث)
- أنس الحجي: سعر النفط الأميركي قد ينخفض إلى 30 دولارًا في هذه الحالة (صوت)
لقد تجاوز المغرب بفضل الله تعالى أزمة قطع الغاز المار على ترابه إلى إسبانيا ولم يتأثر قطاع الكهرباء بهذا الحدث الذي كان الغرض منه إلحاق الضرر باقتصاد البلد حيث استطاع تأمين احتياجاته من الغاز من السوق الدولية موظفا ذات الأنبوب لتأمين تلك الاحتياجات ولكن باتجاه عكسي هذه المرة ليضرب عصفورين بحجر واحد.
المغرب في ورطة حقيقية بعد إلغاء الجزائر تجديد اتفاقية خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي
تحتاج المملكة إلى 2 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا لتشغيل محطتي كهرباء تهدارت وعين بني مُطهر
يحصل المغرب الآن على الغاز لكن لا أدلة موثقة على أنه غاز جزائري بينما تؤكد المملكة أنها استوردته من "السوق الدولية"