أكبر شركات التكرير الهندية تشتري كميات قياسية من النفط الروسي والخليجي خلال شهر
العراق والسعودية موردان أساسيان
رجب عز الدين
ما زالت أكبر شركات التكرير الهندية تشتري كميات قياسية من النفط الروسي المحاصر، المعروض على نيودلهي بأسعار مغرية، إضافة إلى مشترياتها من النفط الخليجي.
وأظهرت بيانات مجمعة ارتفاع مشتريات شركة ريلاينس إندستريز ليمتد من النفط الروسي إلى 455.6 ألف برميل يوميًا، خلال شهر يناير/كانون الثاني (2023)، وفقًا لوكالة رويترز.
وتزيد هذه الكميات بنسبة 32% على واردات أكبر شركات التكرير الهندية المسجلة خلال الشهر السابق ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خصومات موسكو مغرية
تشتري "ريلاينس إندستريز ليمتد"، وهي أكبر شركات التكرير الهندية، النفطَ الروسي بخصومات كبيرة غير معلنة، في إطار تفاهمات ثنائية بين رئيس الوزراء ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحولت روسيا وجهة صادراتها النفطية من أوروبا إلى القوى الكبرى في آسيا، بعد أن أغلقت القارة العجوز أبوابها رسميًا أمام النفط الروسي المنقول بحرًا بداية من 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.
كما تستعد موسكو لتغيير دفة المشتقات النفطية الروسية إلى آسيا، ولا سيما الديزل الروسي، الذي تعرّض لحظر أوروبي جديد دخل حيز التنفيذ منذ 5 فبراير/شباط 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتقدم روسيا تخفيضات مغرية للصين والهند -إحدى كبريات مستهلكي النفط في العالم- لتحفيزهما على شراء النفط الروسي المحاصر غربيًا؛ حيث وصل السعر المقدم للهند إلى 49 دولارًا للبرميل في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
أكبر مجمع تكرير في العالم
تدير أكبر شركات التكرير الهندية، أكبر مجمع في العالم، إضافة إلى مشروعات أخرى في قطاع الغاز داخل الهند وخارجها، كما يمتد نشاطها إلى مجال الصناعات البتروكيماوية والمنسوجات وتجارة التجزئة والاتصالات.
كما تصنف على أنها أكبر شركة مدرجة في بورصة الأوراق المالية الوطنية الهندية (إن إس إي)، وبورصة مومباي (بي إس إي)، من حيث القيمة السوقية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتستورد ريلاينس إندستريز النفط من عشرات الدول حول العالم؛ بما فيها روسيا، في إطار خططها لتنويع مصادر الاستيراد من الخارج.
وارتفع حجم ما استوردته ريلاينس إندستريز ليمتد من دول العالم المختلفة إلى 1.36 مليون برميل يوميًا خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، بنسبة نمو 8.5% عن الشهر السابق.
العراق والسعودية
انخفض حجم ما استوردته أكبر شركات التكرير الهندية العملاقة من دول الخليج والشرق الأوسط إلى 487.2 ألف برميل يوميًا خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، مقارنة بنحو 529 ألف برميل يوميًا خلال الشهر السابق له ديسمبر/كانون الأول.
وجاء العراق في مقدمة المصدرين إلى كبرى شركات التكرير الهندية بمتوسط 226.9 ألف برميل يوميًا خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وهو المستوى نفسه المسجل تقريبًا خلال الشهر السابق (227.3 ألف برميل يوميًا).
بينما ارتفع معدل الشراء من السعودية إلى 210.7 ألف برميل يوميًا خلال الشهر نفسه، مقارنة بـ177 ألف برميل يوميًا خلال الشهر السابق، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
واستقرت المشتريات من كل من قطر والكويت في حدود 29 ألف برميل يوميًا، و20 ألف برميل يوميًا على التوالي، دون تغيير كبير عن الأرقام المسجلة خلال الشهر السابق.
الإمارات وعمان ومصر
لم تسجل الشركة مشتريات نفطية من الإمارات وسلطنة عمان للشهر الثاني على التوالي، بينما بلغت المشتريات من مصر 15.6 ألف برميل يوميًا، منخفضة بنسبة 110% عن شهر ديسمبر/كانون الأول 2020 الذي باعت فيه مصر 34.2 ألف برميل يوميًا للشركة الهندية.
أما على مستوى أميركا الشمالية؛ فقد أظهرت البيانات قفزة ضخمة في الشراء من كندا، بلغت 275.9 ألف برميل يوميًا خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، مقارنة بنحو 66.7 ألف برميل يوميًا خلال الشهر السابق.
ويشير الرسم البياني التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، إلى حجم إنتاج مصافي التكرير حول العالم حتى عام 2023:
ولم تسجل البيانات -التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- مشتريات من الولايات المتحدة خلال هذا الشهر، مقارنة بالشهر السابق الذي باعت فيه واشنطن قرابة 66.7 ألف برميل يوميًا إلى الشركة الهندية "ريلاينس إندستريز".
قازاخستان والبرازيل
أما على مستوى آسيا؛ فقدت شهدت المشتريات من قازاخستان قفزة ضخمة تجاوزت نسبتها 100% لتسجل 60.3 ألف برميل يوميًا خلال الشهر الأول من 2023، مقارنة بـ30.3 ألف برميل يوميًا خلال الشهر الأخير من عام 2022.
ولم تسجل كبرى شركات التكرير الهندية مشتريات من إندونسيا، كما لم تستورد أى كميات من الدول النفطية المطلة على بحر الشمال الأوروبي للشهر الثاني على التوالي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
واتجهت الشركة في المقابل لتعزيز بعض المشتريات من بعض دول أميركا اللاتينية، ولا سيما من البرازيل التي ضاعفت مبيعاتها مرتين تقريبًا إلى 67.3 ألف برميل يوميًا خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، مقارنة بنحو 22.1 ألف برميل يوميًا خلال الشهر السابق.
في المقابل، لم تسجل كولومبيا أو المكسيك أي مبيعات لأكبر شركات التكرير الهندية خلال شهر يناير/كانون الثاني، مقارنة بمستويات كبيرة مسجلة خلال الشهر السابق (68.4 ألف برميل يوميًا و97.6 ألف برميل يوميًا على التوالي).
كما لم تسجل أنغولا والغابون (من أفريقيا)، أي مبيعات للشهر الثاني على التوالي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة من بيانات رويترز المجمعة.
اختلال الترتيب
أظهرت بيانات أخرى متصلة، تسجيل واردات الهند من النفط الروسي رقمًا قياسيًا بلغ 1.4 مليون برميل يوميًا خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، بزيادة 9.2% عن الواردات المسجلة في الشهر السابق.
وتحتل روسيا بهذه الأرقام المتصاعدة المركز الأول في قائمة موردي النفط العالميين للهند، يليها العراق والسعودية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت العراق متصدرة خلال الأشهر الـ9 الممتدة من أبريل/نيسان حتى ديسمبر/كانون الأول 2022، بينما كانت روسيا في المركز الثاني، ثم انقلب الترتيب لتصبح موسكو في الصدارة يليها العراق ثم السعودية في المركز الثالث.
واستحوذ النفط الروسي وحده على 27% من إجمالي واردات الهند البالغة 5 ملايين برميل يوميًا خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023.
وغالبًا ما ترتفع واردات الهند -ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم- خلال شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني من كل عام، حيث تستعد أغلب المصافي التابعة لشركات التكرير الهندية لموسم الصيانة الدوري في الربع الأول من كل عام.
وأدت مشتريات الهند من النفط الروسي إلى انخفاض وارداتها من الشرق الأوسط لأدنى مستوى لها على الإطلاق بنسبة 48% خلال الأشهر الـ10 الممتدة من أبريل/نيسان 2022 إلى يناير/كانون الثاني 2023، وفقًا لوكالة رويترز.
كما انخفضت الواردات من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
موضوعات متعلقة..
- شركات التكرير الهندية الخاصة تحقق أرباحًا قياسية بدعم من النفط الروسي
- الهند تبدأ شراء نوعية جديدة من النفط الروسي لأول مرة (تقرير)
- أين تذهب شحنات النفط الروسي بعد سريان الحظر الأوروبي وتطبيق سقف الأسعار؟
اقرأ أيضًا..
- واردات بريطانيا من الوقود الأحفوري الروسي تتجاوز 2.5 مليار دولار في 2022
- خط أنابيب شرق أفريقيا في مرمى نيران نشطاء المناخ.. وشكوى جديدة إلى الخارجية الأميركية
- تيسلا تواجه أزمة بسبب برنامج القيادة الذاتية.. وشبكات الشحن تمنحها دعمًا مشروطًا