مبادلة الإماراتية: مصر دولة جاذبة للاستثمارات في النفط والغاز والطاقة المتجددة
داليا الهمشري
أكد مدير المرافق والعمليات في شركة مبادلة للبترول ناصر الهاجري، أن مصر تُعد وجهة جاذبة للاستثمارات، سواء في قطاع النفط والغاز أو في مصادر الطاقة المتجددة.
وقال الهاجري -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، على هامش مشاركته في مؤتمر ومعرض مصر للبترول إيجبس 2023-: "دخلنا مجال الاستثمار في مصر منذ عام 1992، وتوسعنا خلال المدة الأخيرة بالاستحواذ على 10% من حصة شركة إيني الإيطالية في حقل ظهر -أكبر حقل استكشافي للغاز في البحر الأبيض المتوسط-".
وأضاف أن "مبادلة" شاركت باستثمارات في حقلين استكشافيين آخرين مع شركتي شل وإيني، أحدهما في البحر الأبيض المتوسط والآخر في البحر الأحمر.
وتُعد مبادلة شركة عالمية رائدة في مجال استكشاف النفط والغاز وتطويرهما وإنتاجهما، وتتخذ من أبوظبي مقرًا لها.
اقتصاد نشط
أوضح الهاجري أن الاقتصاد المصري متنوع ونشط، وهناك كثافة سكانية مرتفعة، ما يرفع الطلب على مصادر الطاقة، مؤكدًا أن شركته خبيرة في هذا المجال، وتتطلع دائمًا إلى مزيد من الشراكة مع مصر في المشروعات، لأن البلاد في حاجة إلى مثل هذه الاستثمارات.
وأشار الهاجري إلى استثمارات مبادلة طويلة الأجل، واستعرض تجربتها في ماليزيا، قائلًا: "دخلنا المنطقة الاستثمارية في ماليزيا خلال عام 2010، ثم قمنا بالدراسات الجيولوجية لحقل هناك، بعد ذلك بدأنا الحفر في عام 2013، واكتشفنا أنه من أكبر الحقول في ماليزيا، ثم قمنا بعملية تطوير، وخلال شهر مارس/آذار من العام الماضي (2022) سلمنا أول إنتاج من حقلنا إلى المستثمرين في ماليزيا".
وشدد مدير المرافق والعمليات في مبادلة للبترول، على أن شركته تتبنّى إستراتيجية طويلة الأجل قائمة على دراسات ونظريات عميقة.
مصر مركز إقليمي للطاقة
أكد ناصر الهاجري أن مصر نجحت في أن تكون مركزًا إقليميًا لتصدير الطاقة، مشيرًا إلى أنها تمكّنت -خلال العام الماضي (2022)- من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وصدرت إلى الخارج.
وقال إن حقل ظهر قد غيّر الواقع المصري في قطاع الطاقة 180 درجة، وحوّل مصر من مُستورد للغاز إلى مُصدر له.
وأضاف الهاجري أن مصر قد أصبحت أسهل الخيارات لتصدير الطاقة إلى أوروبا، مشيرًا إلى أن تصدير الطاقة إلى أوروبا ارتفع منذ عام 2020 نحو 170% بفضل مصر.
وتابع أن صادرات مصر من الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال قد بلغت 8 مليارات دولار خلال (2021 -2022).
واستطرد موضحًا أن توقيع اتفاقية تصدير الغاز ونقله بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي أسهمت في جعل مصر مركزًا لإنتاج الطاقة وتصديرها إلى أوروبا من دول الجوار.
التوسع في الهيدروجين الأخضر
أبرز ناصر الهاجري أن مبادلة لديها حافظة استثمارية ضخمة، لافتًا إلى أنها بلغت العام الماضي نصف مليون برميل من مكافئ النفط.
ولفت إلى أن استثمارات مبادلة متنوعة وموزعة، بعضها تحت إدارتها والبعض الآخر تحت إدارة المُشغلين، موضحًا أنها تدير المشروعات في دول شرق آسيا (تايلاند وماليزيا وإندونيسيا)، في حين يتولى شركاؤها الإدارة في مصر وقطر وعمان.
كما أفاد بأن مبادلة قد استحوذت على جزء من حصة شيفرون في إسرائيل، ولديها استثمارات في روسيا -كذلك-.
وأكد أن "مبادلة" تتبنّى سياسة جديدة -حاليًا- تقوم على التوسع في مصادر الطاقة وليس استكشافات الغاز فقط، لا سيما في مجال الهيدروجين الأخضر والتقاط الكربون وحقنه.
جهود خفض الانبعاثات
شدد مدير المرافق والعمليات في شركة مبادلة للبترول ناصر الهاجري، على أن شركته تولي اهتمامًا كبيرًا -حاليًا- لخفض الانبعاثات الكربونية في عملياتها، لافتًا إلى أن الشركة كوّنت لجنة بالتعاون مع الشركاء للنظر في كيفية تحقيق الاستدامة في الإنتاج، سواء في المناطق التي تقوم مبادلة بتشغيلها أو تحت إدارة الشركاء.
وأوضح أن شركته لديها خطط تتعلق بخفض البصمة الكربونية، وهدف أكبر في تحقيق الحياد الكربوني.
وحول نية مبادلة التوسع في مشروعاتها بمصر خلال المدة المقبلة، أكد الهاجري أن مصر دولة جاذبة للاستثمارات، مشيرًا إلى أن مبادلة تدرس -حاليًا- التوسع في مزيد من المشروعات بالمنطقة.
كما استبعد الهاجري خروج الوقود الأحفوري من مزيج الطاقة خلال العقود المقبلة، واصفًا ذلك بأنه "مجرد شعارات"، مشيرًا إلى أن أحدث الدراسات تؤكد أن الوقود الأحفوري سيمثّل 50% من الإنتاج العالمي للطاقة بحلول عام 2050.
مشروعات الطاقة المتجددة
أكد ناصر الهاجري أن النفط والغاز مستمران لعقود طويلة في المستقبل، ولكن ما يجب عمله هو تخفيف البصمة الكربونية، وابتكار تقنيات جديدة للإنتاج بصورة مستدامة للحد من الانبعاثات الكربونية في هذا القطاع.
وأشار الهاجري إلى أن شركة مصدر المملوكة لمبادلة تدرس إقامة مشروعات جديدة للطاقة المتجددة في مصر بقطاعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.
وسلّط الضوء على أن محفظة مشروعات مصدر من الطاقة المتجددة في مصر قد تجاوزت 20 غيغاواط، وما تزال تعمل على التوسع في المشروعات.
يُذكر أن مصدر شركة مملوكة لـ3 شركات رائدة في قطاع الطاقة، هي مبادلة، وبترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة".
موضوعات متعلقة..
- إكسون موبيل: إيجبس 2023 نجح في تسليط الضوء على تحديات قطاع الطاقة
- إيجبس 2023.. شل: أوروبا في حاجة ماسة إلى غاز شرق المتوسط
- صفقة مبادلة النفط والغاز بين روسيا وإيران تصل لمرحلة "التفاصيل التقنية"
اقرأ أيضًا..
- هل يستطيع العراق الاستقلال عن الغاز الإيراني بمساعدة أميركا؟
- أدنوك الإماراتية تستهدف جمع ملياري دولار بطرح 4% من أعمال الغاز
- 5 دول تستحوذ على نصف إنتاج الغاز في أفريقيا بحلول 2038.. المغرب وموريتانيا بالقائمة
- الإمارات تقترب من شراء شركة الوقود التابعة للجيش المصري (خاص)
