أسعار البنزين في لبنان خلال عام.. حرب أوكرانيا تضاعفها 5 مرات (تقرير)
أحمد بدر
تواجه أسعار البنزين في لبنان أزمات تسبق عمر الحرب في أوكرانيا بسنوات، ولكن هذه الأزمات تعمّقت أكثر مع أزمة الطاقة العالمية التي أعقب الغزو في فبراير/شباط الماضي (2022).
ويواجه لبنان أزمة اقتصادية طاحنة، منذ عدة سنوات، خلّفتها حالة عدم الاستقرار السياسي مع عجز البلاد عن اختيار رئيس للحكومة لأشهر طويلة، بعد استقالة رئيس الوزراء السابق سعد رفيق الحريري؛ ما أدخل البلاد في حالة إفلاس، اقتصادية وسياسية.
ولم تسلم أسعار البنزين في لبنان من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، في توقيت ضربت العالم كله أزمة طاقة في أيام الحرب الأولى، دفعت بأسعار النفط العالمية إلى حاجز الـ140 دولارًا للبرميل؛ خوفًا من نقص الإمدادات، بجانب أزمة "دولار" داخلية.
وترصد منصة الطاقة المتخصصة تقلبات أسعار البنزين في لبنان على مدار عام كامل، هو عمر الحرب في أوكرانيا حتى الآن، من خلال اختيار يوم من كل شهر، ولا سيما أن هذه الأسعار تتغير بشكل يومي، وربما تتغير أكثر من مرة في اليوم الواحد.
زيادة أسعار واحتجاجات
شهد شهر فبراير/شباط 2022 مظاهرات واسعة، مع إعلان مديرية النفط العامة زيادة جديدة في أسعار البنزين في لبنان؛ حيث ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان إلى 377 ألفًا و800 ليرة (13.96 دولارًا أميركيًا)، أي 0.69 دولارًا للتر، بينما ارتفع سعر الديزل إلى 410 آلاف ليرة.
(صفيحة البنزين = 20 لترًا)
وفي 11 مارس/آذار 2022، سجّلت أسعار الوقود في لبنان أعلى مستوياتها -حينها- مع بلوغ سعر صفيحة بنزين 95 أوكتان 463 ألف ليرة (17.14 دولارًا)، أي 0.85 دولارًا للتر، بينما بلغ سعر صفيحة الديزل 489 ألف ليرة (18.11 دولارًا)، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وواصلت أسعار الوقود في لبنان صعودها، مع بلوغ سعر صفيحة بنزين 95 أوكتان 482 ألف ليرة (17.85 دولارًا) أي 0.89 دولارًا للتر، في 26 أبريل/نيسان الماضي، بينما ارتفعت صفيحة الديزل إلى 547 ألف ليرة (20.25 دولارًا أميركيًا)، بحسب ما نشره موقع وزارة الطاقة اللبنانية.
(الدولار الأميركي = 1510.72 ليرة في السوق الرسمية و27 ألف ليرة في السوق السوداء حينها).
استمرار الصعود لأعلى
في مايو/أيار الماضي، كانت أسعار النفط العالمية قد بدأت التراجع من مستوى 120 دولارًا للبرميل إلى مستوى 100-105 دولارات، ومع ذلك واصلت أسعار البنزين في لبنان ارتفاعها؛ حيث سجّلت مستويات قياسية جديدة بلغت معها صفيحة بنزين 95 أوكتان 559 ألف ليرة (20.70 دولارًا)، أي 1.03 دولارًا للتر.
وبالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار من 27 ألفًا إلى 30 ألف ليرة لبنانية في يونيو/حزيران، قفزت أسعار البنزين ليبلغ سعر الصفيحة 95 أوكتان 674 ألف ليرة (22.46 دولارًا)، بقيمة 1.12 دولارًا للتر، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
صعود وهبوط مفاجئان
تراجعت أسعار البنزين في لبنان من أعلى مستوى لها في يوليو/تموز 2022، حتى بلغ سعر صفيحة بنزين 95 أوكتان نحو 609 آلاف ليرة (20.30 دولارًا)، بقيمة 1.01 دولارًا للتر، قبل أن تسجل مزيدًا من التراجع في 26 أغسطس/آب ليبلغ سعر صفيحة البنزين من النوع نفسه 584 ألف ليرة (19.46 دولارًا)، أي 0.97 دولارًا للتر.
ولكن التراجع لم يدُم؛ ففي سبتمبر/أيلول 2022، أعلن البنك المركزي في لبنان وقف توفير الدولار لشراء واردات الوقود؛ الأمر الذي دفع بأسعار البنزين إلى أعلى، ليسجل سعر صفيحة بنزين 95 أوكتان نحو 638 ألف ليرة (21.26 دولارًا)، ليبلغ سعر اللتر 1.06 دولارًا.
وواصلت الأسعار ارتفاعها في أكتوبر/تشرين الأول، حتى بلغ سعر صفيحة بنزين 95 أوكتان نحو 699 ألف ليرة (23.30 دولارًا)، أي 1.16 دولارًا للتر، في توقيت شهدت فيه أسعار العملة الأميركية ارتباكًا في الأسواق المحلية لمدة قصيرة، قبل أن تتراجع إلى حدود 30 ألف ليرة.
وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني، حقّقت أسعار البنزين في لبنان قفزة جديدة، مع ارتفاع سعر صفيحة بنزين 95 أوكتان إلى 814 ألف ليرة (27.13 دولارًا)، أي 1.35 دولارًا للتر، قبل أن تتراجع في 16 ديسمبر/كانون الأول إلى 734 ألف ليرة (24.46 دولارًا)، ليصل سعر اللتر إلى 1.22 دولارًا.
ارتفاع قوي للدولار
في منتصف شهر يناير/كانون الثاني 2023، حقق الدولار الأميركي قفزة في السوق السوداء في لبنان؛ حيث بلغ مستوى 64 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، بينما حافظ على سعره الرسمي عند 1510 ليرات، قبل أن يسجل سعر صفيحة بنزين 95 أوكتان قبل نهاية الشهر مليونًا و147 ألف ليرة (24.93 دولارًا)، أي 1.24 دولارًا للتر.
وشهد يوم 2 فبراير/شباط الجاري، أقوى قفزة حققتها أسعار البنزين في لبنان على الإطلاق، مع تسجيل سعر صفيحة البنزين نحو مليون و200 ألف ليرة (26.8 دولارًا) ليصل سعر اللتر إلى 1.34 دولارًا.، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- أسعار البنزين في لبنان.. ارتفاع جديد يُزيد من معاناة المواطنين
- مقال - هؤلاء لا يريدون تحمل مسؤولية أزمة الوقود في لبنان
- أسعار المحروقات.. قطع الطرق الرئيسة في لبنان احتجاجًا على غلاء الوقود
اقرأ أيضًا..
- المجلس العربي للطاقة المستدامة: 9 دول عربية تقود الهيدروجين الأخضر عالميًا (حوار)
- زلزال تركيا يترك آلاف السوريين دون كهرباء.. وتصدع مصفاة بانياس
- ميناء جيهان النفطي في تركيا يعلق عملياته بعد الزلزال المدمر
- هل يتدفق الغاز الجزائري سرًا إلى المغرب؟.. 3 شواهد منطقية (مقال)