هل تنخفض واردات الهند من النفط الخليجي؟ الوزير هارديب يجيب
أحمد بدر
على الرغم من استغلال نيودلهي التخفيضات الضخمة التي عرضتها موسكو عليها، ما تزال واردات الهند من النفط الخليجي المصدر الأكبر الذي يلبّي احتياجات البلاد من الطاقة.
وقال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، اليوم الأربعاء 8 فبراير/شباط (2022)، إن بلاده تُعد ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، لذلك نوّعت مصادر وارداتها من الطاقة، إلا أنها ستستمر في شراء معظم النفط من دول الشرق الأوسط لمدة طويلة، وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز.
وأضاف بوري -في حديث مع الصحفيين على هامش أسبوع الطاقة الهندي- أن واردات الهند من النفط الخليجي ستظل مصدرًا رئيسًا للإمدادات التي تحتاج إليها بلاده لمدة طويلة مقبلة، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
واردات الهند من النفط الخليجي
أوضح وزير النفط هارديب سينغ بوري، أن بلاده تسعى إلى دعم وارداتها من النفط من خلال تنويع مصادر الطاقة، إذ إنها زادت مصادرها من 27 دولة قبل عامين إلى 39 دولة حاليًا.
إلا أن بوري شدد على أن واردات الهند من النفط الخليجي ستظل في المقدمة، حتى مع توجه بلاده إلى دراسة شراء النفط من إيران وفنزويلا، في حالة رفع العقوبات عنهما، بجانب مواصلة الشراء من روسيا، إذا استمرت الأسعار على حالها الآن.
كان الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" هيثم الغيص، قد وجه دعوة إلى الهند للمشاركة في اجتماع تحالف "أوبك+" المقبل، وفق تصريحات وزير النفط هارديب سينغ بوري على هامش أسبوع الطاقة.
وتعتمد مصافي التكرير الهندية بصورة كبيرة على المشتريات من دول الخليج وروسيا وبعض الدول الأفريقية، لتأمين مشتقات الوقود من البنزين والديزل للاستهلاك المحلي، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال أسبوع الطاقة الهندي المنعقد حاليًا، التقى هارديب سينغ بوري وزير الصناعة والتكنولوجيا الإماراتي، رئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" سلطان الجابر.
وجرى خلال اللقاء، بحث أوجه التعاون المشترك، لا سيما فيما يتعلق بالنفط والغاز، وتعزيز الصادرات الإماراتية إلى الهند.
مشتريات الهند من نفط أوبك
يُشار إلى أن واردات الهند من النفط الخليجي ومشترياتها من إنتاج "أوبك" قد تراجعت إلى أدنى مستوى لها خلال أكثر من 16 عامًا، بسبب توجه نيودلهي إلى شراء النفط الروسي الرخيص، وفق ما اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وسجلت كميات نفط أوبك، التي اشترتها الهند، أدنى مستوياتها منذ عام 2006 خلال العام المنصرم 2022، في حين احتلت روسيا مرتبة ثالث أكبر موردي النفط إلى نيودلهي خلال العام نفسه، إذ شكّلت صادرات موسكو نحو 15% من إجمالي واردات الهند من النفط، ما أدى إلى انخفاض حصة أوبك.
يُشار إلى أن واردات الهند من النفط الخليجي بلغت مستوى مرتفعًا للغاية في عام 2021، في توقيت احتلت فيه روسيا المركز الـ17 بقائمة الموردين إلى الهند، إذ لم تتخطَ مشاركتها في واردات النفط نسبة 1%.
وقفزت مشتريات الهند من النفط الروسي إلى 1.25 مليون برميل يوميًا في 2022، في حين تراجعت حصة دول أوبك إلى 64.5% عام 2022، من ذروة بلغت 87% في 2008.
وعلى الرغم من تراجع النسبة بصورة واضحة، ظلّت واردات الهند من النفط الخليجي في المقدمة، لا سيما من كل من دولتي السعودية والعراق، اللتين ظلتا أكبر موردتيْن للنفط إلى نيودلهي خلال العام المنصرم 2022.
حقيقة تراجع صادرات الخليج
في حلقة من برنامجه "أنسيّات الطاقة" في 27 ديسمبر/كانون الأول 2022، كشف مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، عن حقيقة تراجع واردات الهند من النفط الخليجي، لا سيما أن شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، شهدا خسارة الدول الخليجية جزءًا من الحصة السوقية هناك.
وقال الحجي إن النظر إلى البيانات يختلف عن النظر للعام بأكمله، إذ إن بيانات العام كله تكشف عن أن واردات النفط الهندي من روسيا أكلت من الحصة الأميركية، وليس على حساب واردات الهند من النفط الخليجي.
وأوضح خبير اقتصادات الطاقة، أن التفسير المنطقي لتراجع الحصة الخليجية هو أن ما حدث ليس خسارة، لأن تحالف أوبك+ بدأ تخفيض إنتاجه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبالتالي المنطقي أن تتراجع واردات الهند من النفط الخليجي مع تراجع إنتاج دول الخليج النفطي.
موضوعات متعلقة..
- حقيقة انخفاض واردات الهند من النفط الخليجي بسبب روسيا (صوت)
- بالأرقام.. هل تستغني الهند عن نفط الخليج العربي؟
- بهارات بتروليوم الهندية تستعين بنفط الخليج لتجنب نقص الإمدادات
اقرأ أيضًا..
- قفزة قياسية في أرباح توتال إنرجي إلى 20.5 مليار دولار خلال 2022
- بعيدًا عن النفط.. استثمارات سعودية وإماراتية ضخمة حول العالم لإنقاذ كوكب الأرض
- 3 شواهد منطقية تشير إلى تدفق الغاز الجزائري للمغرب سرًا (مقال)
- أكبر مصنع للألواح الشمسية في أوروبا يترقب قفزة إلى 3 غيغاواط