وصفت موسكو "إعفاءات" سقف أسعار النفط الروسي بأنها بمثابة دليل ملموس على استمرار الطلب على الإمدادات الروسية.
إذ نشرت المفوضية الأوروبية، يوم الثلاثاء 7 فبراير/شباط (2023)، تفسيرًا لقرار فرض حد أقصى لسعر المنتجات النفطية الروسية، وحدّدت فيه الحالات التي لا ينطبق عليها السقف السعري.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن تحركات الاتحاد الأوروبي لإضافة ما سماه "إعفاءات" إلى سقف الأسعار أظهرت أن النفط الروسي ما يزال مطلوبًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وأضاف: "هذا يؤكد مرة أخرى أن منتجاتنا النفطية مطلوبة في أوروبا، إذ أشار السياسيون الأوروبيون إلى أن أفعالهم تتحدى أي منطق، وأنهم يتخذون مثل هذه القرارات ويفكرون في كيفية الخروج من هذا الوضع".
إعفاءات سقف أسعار النفط الروسي
أعلن الاتحاد الأوروبي -الأسبوع الماضي- موافقته على تحديد سقف لأسعار منتجات النفط الروسية المكررة، للحدّ من قدرة موسكو على تمويل حربها في أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، قدّم الاتحاد الأوروبي العديد من الإعفاءات للطريقة التي يعمل بها السقف السعري.
وأوضح -في آخر تحديث توجيهي له- أن السقف السعري لن يُطبق بعد إطلاق النفط الخام أو المنتجات النفطية للتداول في منطقة قضائية خارج روسيا وتسليمها إلى المشتري.
ولم يعد السقف السعري ساريًا على المنتجات النفطية الروسية، عندما تؤدي عمليات المزج في بلد ثالث "إلى تحول في التعرفة" أو تغييرات في نوع المنتج النفطي.
وكان الحظر الأوروبي على إمدادات النفط الروسي المنقولة بحرًا قد دخل حيز التنفيذ يوم 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، كما اتفق الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الـ7 وكذلك أستراليا، على حد أقصى لسعر الخام الروسي المنقول بحرًا عند 60 دولارًا للبرميل.
وبدءًا من 5 فبراير/شباط 2023، دخلت قيود مماثلة على توريد المنتجات النفطية من روسيا حيز التنفيذ، مع تحديد سقف سعري عند 100 دولار و45 دولارًا للبرميل، اعتمادًا على فئة المنتجات النفطية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط الروسية إلى الاتحاد الأوروبي في الأشهر الـ10 الأولى من عام 2022:
الإمدادات الروسية لا غنى عنها
في سياقٍ متصل، صرّح نوفاك بأن الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على إمدادات المنتجات النفطية الروسية قد يؤدي إلى اختلال التوازن ونقص الإمدادات في السوق العالمية.
وقال -في تصريحات نقلتها وكالة تاس واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة-: "عند الاسترشاد بقرارات مثل الحظر وفرض حدود قصوى للأسعار، فقد يكون هناك اختلال كبير في التوازن، ونقص في موارد الطاقة، وتراجع الاستثمار في هذا المجال".
وعلّق نوفاك على وثيقة المفوضية الأوروبية بشأن استثناءات السقف السعري، قائلًا: "بهذا القرار، أكدوا مرة أخرى أن المستهلكين الأوروبيين لن يكونوا قادرين على الاستغناء عن المنتجات النفطية الروسية، لأننا نحتل حصة كبيرة في أسواقهم".
وأضاف: "دون منتجاتنا النفطية، سيكون هناك نقص كبير وارتفاع في الأسعار، وبهذا، أظهر ساسة الاتحاد الأوروبي مرة أخرى تناقض قراراتهم السابقة وانعدام المنطق".
ومن خلال اتخاذ مثل هذا القرار، شرّع المسؤولون الأوروبيون المخططات "الرمادية" لتوريد المنتجات النفطية الروسية إلى أوروبا، بحسب ما أكده نوفاك.
وقال: "من ناحية، يريدون إرضاء ناخبيهم بصفتهم سياسيين من خلال الإدلاء بتصريحات صارمة حول موارد الطاقة لدينا، ومن ناحية أخرى، فهم يدركون أن هذا سيؤدي إلى عواقب سلبية، وهنا سيتعيّن عليهم -أيضًا- الرد على الناخبين".
إنتاج النفط الروسي
أكد نوفاك أن إنتاج النفط الروسي في يناير/كانون الثاني 2023، وخلال الأسبوع الأول من فبراير/شباط، ظل ثابتًا عند مستوى نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2022، البالغ 9.9-9.8 مليون برميل يوميًا.
وأضاف: "في فبراير/شباط، ما زال الإنتاج عند مستوى يناير/كانون الثاني"، وفق ما أوردته وكالة تاس الروسية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج روسيا من النفط والوقود السائل منذ عام 2019 حتى 2022:
وكان نوفاك قد صرّح -مطلع الشهر الجاري- بأن إنتاج النفط الروسي وصادراته مستقران على الرغم من العقوبات الغربية وسقوف الأسعار، إذ يجد النفط الروسي مشترين بديلين في ظل هذه الظروف.
وقال نوفاك: "اتخذت شركاتنا جميع الإجراءات اللازمة -أولًا وقبل كل شيء- لإيجاد سلاسل إمداد جديدة، وأسواق، ونقل نفطنا.. إنه يجد الطلب عليه في أسواق أخرى".
ولم يذكر هذه الأسواق على وجه التحديد، "لأن الوضع اليوم يتطلب سرية كبيرة"، بحسب التصريحات التي نقلتها وكالة رويترز، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- بعد تطبيق سقف أسعار النفط الروسي.. هؤلاء موردو أوروبا وعملاء موسكو
- صادرات النفط الروسي إلى الهند تتفوق على السعودية والعراق
- ما هو غسل النفط؟ وما علاقته بوصول الخام الروسي إلى جميع دول العالم؟ (صوت)
اقرأ أيضًا..
- هل تنخفض واردات الهند من النفط الخليجي؟ الوزير هارديب يجيب
- الإعلان عن أحد أكبر اكتشافات الغاز باحتياطيات ضخمة
- الألواح الشمسية الفضائية.. مشروع قد ينير الأرض بالكهرباء النظيفة (فيديو وصور)
- المجلس العربي للطاقة المستدامة: 9 دول عربية تقود الهيدروجين الأخضر عالميًا (حوار)