بي بي تتراجع عن خططها لخفض إنتاج النفط.. ما السر؟
تقليص مستهدفات الخفض.. وتعزيز القطاع باستثمارات جديدة
هبة مصطفى
حمل التقرير السنوي لشركة النفط البريطانية بي بي مفاجآت تمتد آثارها لنهاية العقد الجاري (2030) وما بعده، إذ كشف مسؤول بالشركة إجراءها تعديلًا على خطط خفض الإنتاج التي أعلنتها في وقت سابق.
وأعلنت الشركة ضخ حزمة استثمارات جديدة لمشروعات الوقود الأحفوري تضاف للمخصصات الحالية، ما يثير الشكوك حول جدّية خطط كبريات شركات الطاقة نحو تحول الطاقة وخفض الانبعاثات، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويبدو أن تعزيز أسعار الطاقة التي بلغت مستويات جنونية العام الماضي (2022) في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا لنتائج الأرباح السنوية للشركة، المعلنة في موقعها الإلكتروني، دفعها نحو التراجع عن خطط خفض إنتاج النفط.
مستهدفات جديدة
عدّلت شركة النفط البريطانية بي بي من مستهدفاتها لخفض إنتاج النفط، إذ كانت تعتزم تقليصه بنسبة 40% مقارنة بمستويات عام 2019 بحلول نهاية العقد (2030)، وأعلنت اليوم الثلاثاء 7 فبراير/شباط أنها تخطط لخفض الإنتاج بنسبة 25% فقط بحلول التاريخ ذاته.
ولم تكتفِ الشركة بتقليص خطط خفض إنتاج النفط، بل عززت ذلك بالمزيد من الاستثمارات، وقررت تخصيص 8 مليارات دولار حتى نهاية العقد 2030 -مليار دولار سنويًا- لدعم مشروعات الوقود الأحفوري.
وبررت الشركة موقفها بأنه يهدف لضمان تلبية الطلب في ظل أزمة الطاقة، وإيجاد مصادر للأرباح تُسهم في توسعات مشروعات الطاقة النظيفة، إذ أوضحت في بيانها المالي أن الاستثمارات الإضافية ستركّز على المشروعات قصيرة الأمد التي لا تحتاج لتعزيز البنية التحتية الجديدة حتى عام 2025.
وشملت توقّعات شركة النفط البريطانية بي بي المثيرة للجدل احتفاظَها بعدد من أصول النفط والغاز ضمن محفظتها العالمية لمدة أطول مما كان مستهدفًا في وقت سابق.
الطلب وأسعار الطاقة
قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية بي بي، برنارد لوني، إن هناك حاجة لمواصلة الاستثمار في نظام الطاقة الحالي للشركة المعتمد على النفط والغاز، بهدف تلبية الطلب وضمان إنجاز تحول الطاقة بصورة مرتبة.
وأضاف أن الأولوية في ضخ الاستثمارات ستكون للمشروعات المنتجة بصورة سريعة وبتكلفة محدودة، دون أن تحتاج إلى تطوير البنية التحتية، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد، إذ تتجنب الشركة الانبعاثات الإضافية، وتعزز أمن الطاقة في الوقت ذاته.
وأثار تراجع الشركة عن مستهدفات خفض إنتاج النفط حفيظة بعضهم، إذ انتقد محرر الطاقة في فاينانشيال تايمز "ديفيد شيبرد" هذا التراجع، مشيرًا في تغريدة له بموقع التدوينات القصيرة تويتر، إن الرئيس التنفيذي للشركة أصبح يفضّل النفط والغاز في ظل انخفاض سعر سهم الشركة مقارنة ببقية الشركات.
BP CEO Bernard Looney decides he quite likes oil and gas after all as energy major’s share price underperforms its peer - company will now lower fossil fuel production by just 25% by 2030 compared with a previous target of 40% pic.twitter.com/XSY4Es5BaG
— David Sheppard (@OilSheppard) February 7, 2023
ومن زاوية أخرى، يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا وما تلاه من تداعيات ألقت بظلالها على أسواق الطاقة كان له بالغ الأثر في تقليص الشركة مستهدفات خفض إنتاج النفط من 40% إلى 25% بحلول عام 2030.
وعززت أسعار الطاقة التي لامست مستويات قياسية أكثر من مرة على مدار العام الماضي (2022) من أرباح شركة النفط البريطانية بي بي السنوية، بحسب ما أوردته رويترز.
ومن جانب آخر، تشعر الشركة بمسؤولية تجاه دعم أمن الطاقة الأوروبي والعالمي، في ظل غياب تدفقات الطاقة الروسية.
خطط الطاقة النظيفة
لم تنسَ شركة النفط البريطانية بي بي نصيب مشروعات الطاقة النظيفة من حزمتها الاستثمارية الجديدة، وبجانب ضخّها المزيد من الاستثمارات في مشروعات النفط والغاز، قررت الشركة زيادة استثمارات مشروعات تحول الطاقة بمعدل استثمارات الوقود الأحفوري ذاته (مليار دولار سنويًا، بإجمالي 8 مليارات دولار بنهاية العقد 2030).
وبإضافة حزمة الاستثمارات الجديدة، ترتفع مخصصات الشركة لمشروعات تحول الطاقة (الحالية والمستقبلية) إلى ما يتراوح بين 7 و9 مليارات دولار سنويًا بحلول عام 2030.
وتتوقع شركة النفط البريطانية جنيَها مكاسب تصل إلى 15% من مشروعات الطاقة الحيوية وشحن السيارات الكهربائية، بجانب أرقام تبلغ ضعف هذه المعدلات من الاستثمارات في مجال الهيدروجين.
وحددت الشركة في بيانها السنوي مجالات عدّة للطاقة الجديدة يُرَكَّز عليها مستقبلًا، من بينها: شحن السيارات الكهربائية، وتوفير وقود الطائرات المستدام، والهيدروجين، والطاقة المتجددة.
كما تسعى شركة النفط البريطانية بي بي لمضاعفة إمداداتها من الغاز الحيوي إلى 6 أمثال، وزيادة إنتاج الوقود الحيوي بمعدل 100 ألف برميل يوميًا حتى نهاية العقد.
وترى الشركة البريطانية أن مشروعات تحول الطاقة قد تدرّ أرباحًا لها بما يتراوح بين 3 و4 مليارات دولار في عام 2025، وقد تصل إلى ما يتراوح بين 10 و12 مليار دولار بحلول 2030.
وتستهدف الشركة إنتاج ما يتراوح بين 0.5 و0.7 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول الموعد ذاته -أيضًا-.
اقرأ أيضًا..
- هل يتدفق الغاز الجزائري سرًا إلى المغرب؟.. 3 شواهد منطقية (مقال)
- بعد تطبيق سقف أسعار المشتقات النفطية الروسية.. هؤلاء موردو أوروبا وعملاء موسكو
- المجلس العربي للطاقة المستدامة: 9 دول عربية تقود الهيدروجين الأخضر عالميًا (حوار)
- سباق التقنيات النظيفة.. كيف تستطيع أوروبا المنافسة عالميًا؟