فازت شركة الطاقة الفرنسية توتال إنرجي بأحد أكبر مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في أوروبا؛ بما يدعم جهود خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق الحياد الكربوني.
وأعلنت توتال، اليوم الإثنين 6 فبراير/شباط (2023)، فوزها بتصريحين في الدنمارك لاستكشاف إمكان احتجاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من كيلومترين تحت سطح بحر الشمال؛ بهدف تخزين 5 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية (Le Figaro).
ويُعَد بحر الشمال مناسبًا لهذا النوع من الدفن؛ لأن باطن أرضه يحتوي على الخصائص الجيولوجية اللازمة؛ ولأن المنطقة بها العديد من خطوط أنابيب الغاز ومواقع التخزين التي خلّفتها عقود من استغلال النفط والغاز.
مشروعات توتال إنرجي في الدنمارك
تغطي التصاريح التي حصلت عليها شركة توتال إنرجي مساحة تزيد على 2000 كيلومتر مربع، على بُعد نحو 250 كيلومترًا من الساحل الغربي الدنماركي.
وتضم المنطقة حقول غاز هارالد -التي تديرها شركة توتال- بالإضافة إلى طبقة المياه الجوفية المالحة التي من المحتمل أن تستوعب الأحجام المخزنة، كما توضّح المجموعة الفرنسية.
وستمتلك توتال إنرجي 80% من مشروع "بايفروست" في الدنمارك (أكبر مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في أوروبا)، وستكون المشغل المستقبلي.
ويهدف هذا المشروع إلى ضخ ما يصل إلى 3 ملايين طن في حقل نفط وغاز ناضب بدءًا من عام 2027، لتصل إلى 5 ملايين طن بحلول عام 2030، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
ومن المتوقع أن يبدأ مشروع "غرين ساند" -بقيادة إينيوس وفينترسال ديا- في ضخ ما يصل إلى 1.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في حقول النفط والغاز الناضبة في بحر الشمال بحلول عام 2025.
ويخطط المشروع لزيادة السعة إلى 8 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030.
وستصل استثمارات توتال في المشروعات إلى 445 مليون كرونة دنماركية (64.46 مليون دولار أميركي) و157 مليون كرونة (22.74 مليون دولار أميركي) على التوالي، مع استثمار الدنمارك أقل بقليل من نصف هذه المبالغ.
(الدولار الأميركي = 6.94 كرونة دنماركية).
موعد بدء عمليات حفر المشروع
سيتعين على توتال إنرجي أولًا إجراء تقييمات مفصلة "لتطوير مشروع من المحتمل أن يضمن -على المدى الطويل- النقل والتخزين الدائم لأكثر من 5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا".
على وجه الخصوص، سيتعين على الشركة الفرنسية تحديد ما إذا كان يُمكن تحويل خط أنابيب الغاز الحالي.
الهدف هو إجراء أول حفر في عام 2025 في طبقة المياه الجوفية، ما بين كيلومترين و3 كيلومترات تحت قاع البحر، كما أوضح مدير شركة توتال إنرجي في الدنمارك مارتن رون بيدرسن.
يُذكر أن العمل جارٍ حاليًا على مشروعات كبرى أخرى لاحتجاز الكربون وتخزينه، ولا سيما في النرويج مع مشروع "نورثن لايتس" الذي من المقرر أن يبدأ في عام 2024، ويهدف في النهاية إلى سعة تصل إلى 5 ملايين طن.
لهذا الغرض، وُقِّعَت الاتفاقيات التجارية الأولى مع مصنعي الأسمدة، وهي صناعة كثيفة الانبعاثات.
من جانبها، تشارك توتال إنرجي الآن في 4 مشروعات من هذا النوع، جميعها في بحر الشمال: مشروع بايفروست الدنماركي، ومشروع نورثن لايتس النرويجي، ومشروع إن إي بي في المملكة المتحدة، ومشروع أراميس في هولندا (الذي يهدف إلى قدرة تصل إلى 8 ملايين طن سنويًا في عام 2030).
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- عدد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه حول العالم، منذ عام 2010 حتى عام 2022:
احتجاز الكربون وتخزينه في الدنمارك
أكد وزير المناخ والطاقة لارس أغارد، أن "تصنيع تخزين ثاني أكسيد الكربون يعني أنه سيكون الآن أقل تكلفة بالنسبة لنا لتحقيق أهدافنا المناخية"؛ إذ تهدف الدنمارك لتحقيق الحياد الكربوني بدءًا من عام 2045.
وتُعد هذه هي التراخيص الأولى التي تمنحها الدنمارك لاحتجاز الكربون وتخزينه في بحر الشمال، للوصول إلى هدفها المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني في عام 2045.
وترى الدنمارك تقنية احتجاز الكربون وتخزينه -التي تزيل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزنها تحت الأرض- بوصفها مفتاحًا للوصول إلى هذا الهدف.
وتهدف مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه إلى التقاط ثاني أكسيد الكربون ثم احتجازه؛ نظرًا إلى أنه مصدر للاحترار العالمي وينبعث على وجه الخصوص من استغلال الوقود الأحفوري والصناعات الثقيلة.
وبمجرد التقاطه من المصدر، في المواقع الصناعية -على سبيل المثال- يجب نقل غازات الدفيئة (عن طريق القوارب أو خطوط أنابيب الغاز القديمة) ليُخزن في الخزانات (التجاويف الجيولوجية، أو حقول النفط والغاز الناضبة، أو غير ذلك).
موضوعات متعلقة..
- توتال إنرجي تضيف تقنية احتجاز الكربون وتخزينه إلى مشروع بابوا للغاز المسال
- توتال إنرجي تبرم اتفاقية لإنتاج الهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون في فرنسا
- توتال إنرجي متهمة بـ"الغسل الأخضر".. والشركة الفرنسية ترد
اقرأ أيضًا..
- ميناء جيهان النفطي في تركيا يعلق عملياته بعد الزلزال المدمر
- هل يتدفق الغاز الجزائري سرًا إلى المغرب؟.. 3 شواهد منطقية (مقال)
- الألواح الشمسية الفضائية.. مشروع قد ينير الأرض بالكهرباء النظيفة (فيديو وصور)
- سيارة كهربائية من 5 مقاعد تعمل بنظام خلايا وقود الهيدروجين