مصافي الهند تشتري النفط الروسي بالدرهم الإماراتي بدلًا من الدولار
نوار صبح
باشرت مصافي التكرير الهندية استبدال الدرهم الإماراتي بالدولار الأميركي، لسداد ثمن معظم كميات النفط الروسي المشتراة، اعتمادًا على شركات تجارية تتخذ من مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة مقار لها.
وتتخوف شركات التكرير والتجار الهنود من عدم قدرتهم على مواصلة تسوية التداولات بالدولار، خصوصًا إذا ارتفع سعر الخام الروسي فوق السقف الذي فرضته مجموعة الدول الـ7 وأستراليا في 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم عدم اعتراف الهند بالعقوبات الغربية ضد موسكو، وأن مشترياتها من النفط الروسي لا تمثل انتهاكًا، تتوخى البنوك والمؤسسات المالية الحذر بشأن تصفية المدفوعات خشية أن تنتهك، دون قصد، الإجراءات المفروضة على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا.
سقف أسعار النفط الروسي
إزاء ذلك، اضطرت الشركات التجارية إلى إيجاد طرق سداد بديلة، التي يمكن أن تخدم جهود روسيا لشطب الدولار من اقتصادها استجابة للعقوبات الغربية، حسبما أورد موقع بيزنس ستاندرد (Business Standard) في 4 فبراير/شباط الجاري.
علاوة على ذلك، باءت المحاولات السابقة لشركات التكرير الهندية لسداد ثمن الخام الروسي بالدرهم للمتعاملين من خلال بنوك دبي بالفشل، ما دفعهم إلى العودة إلى العملة الأميركية.
وقالت 4 مصادر، إن أكبر بنك في الهند، بنك الدولة الهندي (إس بي آي)، يسوي الآن مدفوعات الدرهم هذه، وقدمت تفاصيل المعاملات التي لم يُبلغ عنها من قبل، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
ويحظر سقف الأسعار مجموعة الـ7 على أي شركة غربية، مثل مزودي خدمات التأمين والشحن الذين يدعمون الكثير من أنشطة التجارة العالمية، من المشاركة في تداول النفط الروسي إذا كان سعر الشراء أعلى من 60 دولارًا للبرميل عند نقطة التحميل في روسيا.
ويسري مفعول الحظر حتى لو كان النفط متجهًا إلى دول مثل الصين والهند، اللتين لا تعترفان بسقف الأسعار، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
السداد بالدرهم الإماراتي
يأتي التحول إلى السداد بالدرهم الإماراتي، بسبب مطالبة بنك الدولة الهندي مصافي التكرير، التي تتطلع إلى الدفع بالدولار مقابل النفط الروسي، بتقديم تفصيل لتكاليف النفط والشحن والتأمين، ما يسمح له بمعاينة التداول وتجنب انتهاك سقف الأسعار.
وقال أحد المصادر، لرويترز، "إن بنك الدولة الهندي متحفظ للغاية في نهجه"، على الرغم من أن الهند لا تلتزم بآلية سقف الأسعار، ولا يُستعمل التأمين والشحن الغربيين عند التسليم. وعادة ما تشتري المصافي الهندية النفط الروسي من التجار بسعر يشمل التسليم إلى الهند.
وبيّنت فاتورة لمثل هذه الصفقات -اطلعت عليها رويترز- أن التجار يطلبون متوسط سعر الخام، بما في ذلك شحن خام الأورال الروسي، وتحسب الوثيقة سعر البضاعة بالدولار والدرهم، حسبما أورد موقع بيزنس ستاندرد (Business Standard) في 4 فبراير/شباط الجاري.
تُجدر الإشارة إلى أن مصافي التكرير الهندية تشتري -غالبًا- النفط الروسي من شركات تجارية في دبي من بينها إيفرست إنرجي وليتاسكو التابعة لشركة النفط الروسية الكبرى لوك أويل.
وخلال الشهر الماضي، صرّح وكيل وزارة النفط الهندية لشؤون النفط بانكاج جاين، بأن الشركات الهندية لا تواجه أي مشكلات في دفع ثمن النفط الروسي، لأن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الغرب لا تؤثر في آلية التسوية التجارية.
موضوعات متعلقة..
- النفط الروسي يواصل رحلته بين حظر التصدير والاستيراد وسقف الأسعار والإنتاج (تقرير)
- هل تشتري الهند النفط الروسي بالروبية؟.. مسؤول حكومي يجيب
اقرأ أيضًا..
- نصف إمدادات الغاز المسال العالمية قد يأتي من أميركا والشرق الأوسط بحلول 2030
- استيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب أقل تكلفة من إنتاجه في أوروبا (دراسة)
- رسميًا.. انهيار أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم.. ووضع لافتة "للبيع"
- مشروعات توتال في العراق تواجه شبح الانهيار.. وسحب موظفي صفقة الـ27 مليار دولار