نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسية

حوض برميان يقود طفرة الوظائف والأجور في نيو مكسيكو الأميركية

مي مجدي

تشهد مدينة هوبز بولاية نيو مكسيكو الأميركية طفرة في الوظائف والأجور بفضل حوض برميان، أكبر الأحواض إنتاجًا للنفط والغاز الطبيعي بالولايات المتحدة.

وباتت نسب البطالة في المدينة الصحراوية آخذة في الانخفاض، والأجور آخذة في الارتفاع، فضلًا عن حصيلة الضرائب الجديدة التي تتدفق إلى الخزائن.

والسبب وراء ذلك هو ارتفاع إنتاج النفط في حوض برميان، والذي يمتد عبر غرب تكساس وجنوب شرق نيو مكسيكو، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة فاينانشال تايمز.

النفط في حوض برميان

سجل إنتاج النفط في حوض برميان مستويات قياسية خلال عام 2022 عند 5.6 مليون برميل يوميًا، على الرغم من تراجع الإنتاج من حقول النفط الأميركية الأخرى، إذ شهدت أسعار الطاقة قفزة غير مسبوقة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويمثّل الحقل قرابة نصف إنتاج النفط الأميركي -حاليًا-، ويضخ أكثر من العديد من دول منظمة أوبك.

كما تجاوز إنتاج ولاية نيو مكسيكو من النفط الخام الإنتاج من المكسيك بأكملها خلال العام الماضي (2022).

نتيجة لذلك، تراجع معدل البطالة بصناعة النفط والغاز الأميركية من 6% قبل عام، إلى أقلّ من 2% في ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل.

ويمثّل ذلك تناقضًا صارخًا مع قطاعات الاقتصاد الأخرى التي تعاني من ارتفاع أسعار الفائدة، إذ لجأت شركات التكنولوجيا إلى تسريح قرابة 230 ألف موظف منذ بداية عام 2022.

مضخة بحوض برميان في تكساس
مضخة بحوض برميان في تكساس -الصورة من هيوستن كرونيكل

ويمكن أن يحصل العمال في الحقول النفطية بنيو مكسيكو على دخل يزيد عن 27 دولارًا في الساعة، ارتفاعًا من 18-20 دولارًا في عام 2022، وفقًا لشركة ريستاد إنرجي.

ويمكن لمن يملك رخصة قيادة الشاحنات التجارية الحصول على راتب يزيد عن 100 ألف دولار دون شهادة الثانوية العامة.

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس بلدية هوبز، سام كوب، أن دخل أغلب وظائف المبتدئين يتراوح بين 15 و20 دولارًا في الساعة، وعادة ما يكون أكثر من ذلك.

وقال: "إنها فرصة هائلة للأشخاص الذين ليس لديهم خلفية مناسبة.. لن تضطر إلى الالتحاق بالجامعة لتصبح موظفًا مبتدئًا في صناعة النفط والغاز، ما لم تكن مهندسًا".

الإيرادات الضريبية

على صعيد متصل، تنتج مقاطعة ليا، التي تضم مدينة هوبز، نفطًا أكثر من أيّ مقاطعة أميركية أخرى، وتحديدًا من الآبار التي تديرها شركات، مثل "ديفون إنرجي" و"إي أو جي ريسورسز".

وأدى ارتفاع الإنتاج إلى زيادة الإيرادات الضريبية لنيو مكسيكو، والتي تعدّ واحدة من الولايات التي لديها أعلى معدلات فقر في البلاد.

وقفزت موازنة الولاية إلى قرابة 9.5 مليار دولار خلال العام الجاري (2023)، بعدما كانت أقلّ من 6 مليارات دولار قبل 4 سنوات.

وفي الماضي، واجهت مدينة هوبز تقلبات اقتصادية، فعندما هبطت أسعار النفط إلى مستويات تاريخية في الثمانينيات، كانت السيارات تحمل ملصقات مكتوب عليها "هل يتفضل آخر شخص يغادر إطفاء الأنوار؟"، وهو تعبير يُستعمَل للإشارة إلى التدهور الاقتصادي.

ومع اجتياح فيروس كورونا في عام 2020، توقفت حقول النفط، وانهارت الأسعار مرة أخرى، وكان ذلك بمثابة ضربة مدوية للعمالة.

إلّا أن الوضع الحالي مختلف، إذ توقّع الخبراء ارتفاع الطلب على النفط إلى مستويات قياسية خلال العام الجاري (2023)، واستقرار أسعار الخام عند قرابة 80 دولارًا للبرميل.

جذب العمال

في الوقت نفسه، جذبت الوظائف بحقول النفط العمال من الوظائف التقليدية، مثل تجارة التجزئة والفنادق، وتُركت المطاعم تعمل بنصف طاقتها بسبب نقص الموظفين.

وفي محاولة للمنافسة، اتجهت بعض الشركات لرفع الأجور، مثل سلسلة مطاعم برجر كينغ التي تُقدِّم دخلًا قدره 28 دولارًا في الساعة مقابل طهي الوجبات السريعة، في وقت تدفع فيه ولاية نيويورك متوسطًا قدره 19 دولارًا للوظيفة نفسها.

وقالت المديرة التنفيذية في مجلس التنمية الاقتصادية بمقاطعة ليا، إن التوظيف للعمل في حقول النفط صعب، لكن التوظيف في وظائف التجزئة هو أمر بالغ الصعوبة.

على الجانب الآخر، ارتفعت أسعار الفنادق مع زيادة حجز الغرف في منتصف الأسبوع، لاستيعاب العمال الزائرين.

وستفتح مجموعة إنسينغا هوسبيتاليتي، التي تدير أكثر من 20 فندقًا بمنطقة برميان، فرعًا جديدًا بمدينة هوبز خلال شهر فبراير/شباط (2023).

وكشفت رئيسة العمليات في المجموعة راشيل أوفرمان أن الوضع يسوده حالة من التفاؤل، وهو ما دفع الشركة لبناء فندق جديد بالمنطقة.

وبلغ معدل البطالة بمقاطعة ليا 3.7% في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، بما يتماشى مع المعدل الوطني، لكن يعتقد السكان المحليون أن سوق العمل محدودة في الواقع.

ومن وجهة نظر رئيس غرفة التجارة المحلية داستن أرمسترونغ، تتوافر الوظائف بالمقاطعة، لكن بعضهم لا يريد العمل.

وقال: "لدينا أكثر البقاع نشاطًا، وأهم حقول النفط في الولايات المتحدة".

تأتي الطفرة الحالية على الرغم من المخاوف من أن ثورة النفط الصخري، التي جعلت الولايات المتحدة أكبر مورّد للنفط والغاز في العالم، تقترب من نهايتها.

وتطالب وول ستريت بإعادة الأرباح إلى المساهمين بدلًا من الإنفاق على عمليات الحفر.

كما يشتكي منتجو النفط من تضخم التكلفة، ويكافح القطاع لزيادة الإمدادات بالوتيرة نفسها، كما اعتاد في الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، تتزايد الضغوط لتقليل اعتماد البلاد على النفط والغاز، وتعويضهما ببدائل أنظف.

إلّا أن الوضع في منطقة برميان مختلف، فهناك ثقة بأن أميركا ستواصل استهلاك الهيدروكربونات لوقت طويل في المستقبل.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج النفط الصخري في حوض برميان:

إنتاج النفط الصخري في حوض برميان

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق