أنس الحجي: اتهام أوبك بممارسة الاحتكار أكبر أخطاء الغرب.. وهذه توقعات 2023 (صوت)
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن تصنيف أوبك بصفتها منظمة احتكارية كان أول أخطاء مَن وضعوا علم النفط في الولايات المتحدة.
وكشف الحجي -في حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها بعنوان "توقعات أسواق النفط في 2023" على موقع تويتر- عن أن الغرب استخدم نموذج الاحتكار وأدوات تحليله، وهناك طلاب عرب حصلوا على شهادات جامعية وشهادات دكتوراه تعلموا النماذج والأفكار نفسها منهم.
وأضاف: "هؤلاء مدرسون في الجامعات الخليجية والعربية الآن، ويعلّمون طلابهم أفكارًا تدعي أن أوبك منظمة احتكارية، فهذا ما درسه هؤلاء في السبعينيات، وكلها أفكار خاطئة، ونتجت عنها مشكلات كثيرة".
وتساءل الحجي: "إذا كانت أفكارهم وتحليلاتهم وأدواتهم صحيحة، فلماذا ننتقل من أزمة طاقة إلى أخرى؟ ولماذا تتكرر الأزمات النفطية نفسها باستمرار؟"، موضحًا أن ما يُقال عن أوبك الآن سبق قوله عشرات المرات خلال الـ50 عامًا الماضية.
أموال النفط واتهام أوبك
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن تكرار أزمات النفط يُعد دليلًا على الخطأ الأكاديمي الكبير الذي حدث باتهام منظمة أوبك بأنها احتكارية، لافتًا إلى وجود مجموعة من مراكز أبحاث الطاقة في العالم العربي كلها تكرر الأخطاء نفسها مرة أخرى بأموال النفط.
وتابع: "الإشكالية هنا أن هناك طلبًا عالميًا على النفط، فنظر ا في النمذجة الرياضية إلى المعروض وقالوا (ما المعروض الذي يقابله؟) ثم قالوا إن دولًا من خارج أوبك ستتعامل في السوق بأخرى منافسة، ومن ثم ستنتج بأقصى طاقتها الإنتاجية ويمكن معرفة سلوكها ونمذجتها رياضيًا بناء على عدة متغيرات".
ولكن -وفق الحجي- إنتاج هذه الدول لا يفي بكل الطلب العالمي على النفط، ومن ثم بما أن أوبك احتكارية فإنها ستغطي الفرق دائمًا بين الطلب العالمي على النفط وإنتاج خارج الدول خارجها، ولكن هناك أدلة تاريخية كثيرة على أن هذا لم يحدث، وهو دليل آخر على الخطأ الذي ارتكبوه.
وشدد الحجي على أن أحد أسباب انخفاض أسعار النفط عالميًا خلال الأشهر الـ5 الماضية هو ما يتحدث عنه الآن، إذ إن الطلب العالمي على النفط يجب أن يقابله معروض، فمن أين سيأتي المعروض لمواجهة هذا الطلب؟
وأضاف: "حسب هذه النماذج، ستنتج دول خارج أوبك ما يمكن إنتاجه. ثم ستنتج المنظمة الفرق، دون أي تساؤل أو بحوث أو دراسة ما إذا كانت تستطيع ذلك أم لا.. لذلك فإن الحديث عن المعروض يكون بشأن جزأين، أحدهما تابع لأوبك، والآخر تابع لدول خارجها".
لذلك -بحسب الدكتور أنس الحجي- يُقدّم توقع الدول خارج أوبك، وافتراض أن المنظمة ستغطي الفارق، فإذا كان الفارق أقل من إنتاج المنظمة الحالي، فعليها خفض الإنتاج، وإذا كان أكبر من إنتاجها فعليها زيادة الإنتاج.
وأردف: "طبعًا هذه كلها أفكار مبنية بالأساس على بحوث السبعينيات، وهي أفكار خاطئة تمامًا، ولكن الناس والشركات يمشون في الطريق نفسه، ونحن نتبع الأسلوب نفسه، ثم نغيّر، لكي نقارن ونبيّن الفرق بين الحالتين".
إنتاج الدول خارج أوبك
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، إن ما حدث عندما زادت دول أوبك+ الإنتاج حدثت إشكالية كبيرة، وهي أن دول أوبك زادت الإنتاج فوق ما يجب أن تنتجه حسب نموذجها الرياضي، وحسب بياناتها أيضًا.
وأوضح أن منظمة أوبك نفسها ترى أن دولًا خارجها ستزيد الإنتاج بمقدار 1.59 أو 1.6 مليون برميل يوميًا، في حين وكالة الطاقة الدولية ترى أن إنتاج هذه الدول سيكون 700 ألف برميل يوميًا فقط، أي أن توقعات المنظمة تشير إلى أن الزيادة ستكون ضعف ما تتوقعه وكالة الطاقة الدولية.
وتتوافق توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، مع توقعات وكالة الطاقة الدولية، وذلك لأن هناك تبادل معلومات ضخمًا بين الجهتين، كما أن وكالة الطاقة الدولية في الأصل أسسها الأميركيون بالتعاون مع الأوروبيين.
وأضاف: "بالنسبة إلى توقعات الشركة التي أعمل معها، الزيادة ستكون 1.27 أو 1.3 مليون برميل يوميًا"، لافتًا إلى أن أوبك دائمًا في بداية كل عام تعظّم رقم إنتاج الدول خارجها، وذلك تحسبًا لأي مشكلة، إذ إن السيطرة على السوق تتطلب افتراض أرقام أكبر.
وفي المقابل -وفق الحجي- ترى وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج دول أوبك ضعيف جدًا، وأن عليها زيادة إنتاجها، فالجميع هنا يبحثون عن مصالحهم، وبالنسبة إلى البنوك هناك إشكاليات كثيرة تتعلق بتوقعاتها.
وتابع: "بنك غولدمان ساكس غيّر توقعاته أكثر من 10 مرات خلال العام الماضي، وهو ما فعلته بنوك أخرى، ويرجع ذلك إلى أن هذه البنوك لديها جناح استثماري ضخم، لذلك فهي أيضًا لها مصلحة في نشر توقعات معينة، بسبب استثمارات هذه البنوك وقروضها".
الطلب على النفط في 2023
قال خبير اقتصادات الطاقة العالمية الدكتور أنس الحجي، إن التوقعات تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط في عام 2023 سيكون الأعلى في تاريخ صناعة النفط، إذ سيرتفع إلى مستويات قياسية.
وأوضح أن جميع التوقعات، بما فيها الأقل من جانب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، تُعد ردًا على كل من قال إن الطلب العالمي على النفط وصل إلى ذروته في عام 2019 ولن يرتفع بعدها بسبب سياسات التغير المناخي والسيارات الكهربائية وغيرها.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إنتاج منصة الطاقة المتخصصة- توقعات أوبك للطلب العالمي على النفط خلال عام 2023:
يقول الدكتور أنس الحجي: "كل ما نراه من توقعات الآن، وهناك توقعات 2024 أيضًا، يثبت أن كل ما يُقال عن موضوع السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة مبالغ فيه بصورة كبيرة، وأن هناك تغييرًا للتوقعات حتى على المدى الطويل، إذ يكون الطلب على النفط أكبر من التوقعات السابقة".
ولكن -وفق الحجي- الخوف الآن أن الجميع يتوقعون أن تزيد أوبك من إنتاجها خاصة في الربع الرابع من عام 2023، ورغم ذلك فإن هذه الزيادة لا تعود بالمنظمة إلى مستويات إنتاج ما قبل جائحة كورونا، لأن إنتاج خارج أوبك يزيد.
وتابع: "هنا علينا أن ننتبه إلى موضوع أنه في حين يروج الغرب لانتهاء دور النفط، ومحاولة إقناع الدول العربية والأفريقية بتخفيف الاستثمار فيه، واتهام أمين عام الأمم المتحدة لمن يستثمر بالنفط في المنطقة بالجنون، نجد الولايات المتحدة تتجه إلى الاستثمار في غايانا وتتجه نحو زيادة إنتاجها من 400 ألف إلى مليوني برميل يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- أنس الحجي: منشآت النفط والغاز شهدت تخريبًا "خفيًا" في 2022.. وهذا موقف أوبك (صوت)
- 10 خبراء يتحدثون لـ"الطاقة" عن أسواق النفط في 2023.. أوبك+ ومخاوف الركود
- الحرب في أوكرانيا.. هكذا حافظ أوبك+ على استقرار سوق النفط خلال 10 أشهر (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- انهيار أكبر مشروع للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في العالم
- شركة أدنوك للغاز.. ذراع الإمارات لتحقيق الريادة العالمية (إنفوغرافيك)
- صفقة إيطالية لإدارة خطوط أنابيب نقل الغاز الجزائري والهيدروجين إلى أوروبا
- مشروعات الوقود الأحفوري تتزايد في أوروبا.. ومخاوف من انتكاس الأهداف المناخية