رئيس الإمارات: أسبوع أبوظبي للاستدامة محطة رئيسة في الطريق إلى كوب 28
أكد رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، أن أسبوع أبوظبي للاستدامة يُشكِّل منصة عالمية تجسّد حرص بلاده على استقطاب قادة المجتمع الدولي للعمل معًا بما يخدم مصالح الشعوب وتطلعاتها في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
وشهد الرئيس الإماراتي وعدد من قادة الدول وممثليها، اليوم الإثنين، حفل افتتاح دورة عام 2023 من "أسبوع أبوظبي للاستدامة"، المنصة العالمية المعنية بتسريع وتيرة الاستدامة.
وأشار إلى أن الإمارات تبذل جهودًا مكثّفة لترسيخ الاستدامة وإيجاد حلول عملية مجدية لقضايا التغير المناخي، موضحًا أن مبادرة الإمارات الإستراتيجية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 كانت خطوة طبيعية لنهج الاستدامة الشامل الذي تتبناه في مختلف القطاعات منذ تأسيسها.
شارك في حفل الافتتاح، الذي أُقيم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك"، كل من رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، ورئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيس قازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس سيشل وافيل رامكالاوان، ورئيس أنغولا جواو لورنسو، ورئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما، ورئيس غانا أدو نانا أكوفو، ورئيس أوغندا يوويري موسيفيني، ورئيس بالاو سورانجل ويبس جونيور، ورئيس موزمبيق فيليبي نيوسي، ورئيسة تنزانيا سامية حسن، ورئيس حكومة المغرب عزيز أخنوش، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، ونائب رئيس ساحل العاج تيموكو مولي.
قمة المناخ كوب 28
أشار رئيس الإمارات إلى أن أسبوع أبوظبي للاستدامة هذا العام يُعَد محطة أساسية تمهّد الطريق لاستضافة الإمارات لقمة المناخ كوب 28.
ورحّب الشيخ محمد بن زايد بالقادة والخبراء الذين يجتمعون في الإمارات لبحث قضايا الاستدامة وتحدياتها وسبل توسيع آفاق الحوار وتكثيف الجهود وتضافرها للتوصل إلى حلول تمضي بالعالم نحو بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
وأوضح أن اختيار الدولة لتنظيم هذا المؤتمر العالمي المهم جاء نتيجة لعمل متواصل ودؤوب وإيمان بقدراتنا وإمكاناتنا ودورنا مساهمًا رئيسًا في تعزيز العمل المناخي الواقعي وتوفير الحلول المجدية تجاريًا والتي تسهم في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقق الأهداف العالمية المنشودة.
العمل المناخي
عُرِضَ، خلال حفل الافتتاح، فيلم خاص حول أهمية العمل المناخي الفاعل وضرورة تضافر الجهود العالمية، بجانب تصريحات لمجموعة من القادة والمسؤولين العالميين تدعو إلى المسارعة لاتخاذ إجراءات جادة وعاجلة لمواجهة مشكلة التغير المناخي وتعزيز العمل الجماعي من أجل تحقيق مستقبل مستدام.
من جانبه، أشاد رئيس أذربيجان، إلهام علييف، بالنهضة التنموية الشاملة التي تشهدها الإمارات على مختلف الأصعدة ولا سيما قطاع الاستدامة والطاقة المتجددة.
وأشار إلى طموحات بلده في تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة جزءًا أساسيًا من جهود التنمية في البلاد وتطوير اقتصاد صديق للبيئة.
واستعرض العديد من الاتفاقيات التي وقّعتها أذربيجان للنهوض بهذا القطاع، وأبرزها التعاون مع شركة "مصدر" في تطوير مشروعات طاقة بتقنيات متعددة، ولا سيما الاتفاق الأخير الذي وقع بين "مصدر" وشركة النفط الوطنية في أذربيجان "سوكار" والذي يستهدف إنتاج 10 غيغاواط من الطاقة المتجددة على المدى البعيد.
مرحلة ما بعد النفط
من جانبه، أثنى رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، على جهود دولة الإمارات للاستعداد لمرحلة ما بعد النفط وخطواتها الجريئة لتحقيق الحياد الكربوني؛ إذ أعلنت، خلال عام 2021، إستراتيجيتها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، لتكون المبادرة الأولى من نوعها على مستوى المنطقة.
وأشاد بجهود أبوظبي السبّاقة التي بَنَت مدينة مصدر أول مدينة خالية من الكربون على مستوى العالم.
وأشار إلى تنامي الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين كوريا والإمارات لتشمل الحياد الكربوني والتقاط الكربون وتخزينه؛ ما يسهم في تعزيز أمن الطاقة في البلدين.
وأكد الرئيس الكوري أهمية دورة هذا العام من "أسبوع أبوظبي للاستدامة"؛ كونه يُشكِّل جسرًا بين قمتي المناخ كوب 27 وكوب 28 التي ستنعقد في الإمارات هذا العام؛ إذ ستجري مراجعة شاملة لتقييم التقدم المحرز لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
التنمية المستدامة
يُعَد "أسبوع أبوظبي للاستدامة" مبادرة عالمية أطلقتها الإمارات وتستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" الرائدة عالميًا في مجال الطاقة النظيفة، وتتضمن فعاليات الأسبوع سلسلة من الجلسات رفيعة المستوى التي تركز على الأولويات الرئيسة للتنمية المستدامة قبل انعقاد قمة المناخ كوب 28 التي ستُقَام في الإمارات، خلال المدة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ويُعقَد الأسبوع تحت شعار "معًا لتعزيز العمل المناخي وصولًا إلى قمة المناخ كوب 28"، وسيجمع قادة دول وحكومات وصناع سياسات وخبراء بجانب مستثمرين ورواد أعمال وشباب من مختلف أنحاء العالم من أجل عقد سلسلة من الحوارات البنّاءة التي من شأنها الإسهام في تحقيق الحياد المناخي في المستقبل.
وتناقش الأطراف الرئيسة المعنية أبرز القضايا المطروحة على جدول أعمال قمة المناخ كوب 28، وضرورة إشراك جميع فئات المجتمع والمعنيين بالشأن المناخي، وكيفية الاستفادة والبناء على التقييم العالمي الأول لاتفاق باريس لتسريع جهود التقدم في مجال العمل المناخي خلال المؤتمر وبعده.
وتهدف قمة المناخ كوب 28، التي تستضيفها الدولة، إلى أن تكون مؤتمرًا شاملًا يحتوي الجميع ويركز على النتائج العملية ويحقق تحولًا جذريًا في آلية العمل المناخي، مستفيدًا من موقع الإمارات بوصفها حلقة وصل بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب، ومكانتها العالمية التي تؤهلها لمد جسور الحوار والتواصل وتوفيق الآراء والتوصل إلى إجماع بشأن قضايا المناخ الأكثر إلحاحًا في عصرنا الحالي.
قمة الهيدروجين
يوفر "أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023" منصة جديدة لقطاع الطاقة العالمي من خلال إطلاق "قمة الهيدروجين الأخضر الافتتاحية"، التي يستضيفها قطاع أعمال الهيدروجين الأخضر في شركة "مصدر"، وتسلط القمة الضوء على إمكانات الهيدروجين الأخضر ودوره في عملية إزالة الكربون من القطاعات الرئيسة ودعم جهود الدول في تحقيق أهدافها في مجال الحياد المناخي.
وتركّز قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة على مجموعة واسعة من الموضوعات المهمة التي تشمل الأمن الغذائي والمائي، وتوفير مصادر الطاقة وإزالة الكربون من الصناعات والصحة والتكيف مع المناخ.
كما يسعى أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 إلى إشراك الشباب في العمل المناخي، من خلال منصة "شباب من أجل الاستدامة" التي تنظم سنويًا مركزًا خاصًا يستقطب 3000 شاب وشابة، كما سيضم أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 الملتقى السنوي لمنصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" التابعة لـ"مصدر"، ويمنح الملتقى المرأة مساحة أكبر لمناقشة موضوعات الاستدامة.
ويركز أسبوع أبوظبي للاستدامة على الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، من خلال استضافة أكثر من 70 شركة صغيرة ومتوسطة وناشئة من مختلف القطاعات، إضافة إلى مبادرة "ابتكر" العالمية التي أطلقتها مدينة مصدر وتستعرض أحدث التقنيات العالمية.
وتتواصل فعاليات الأسبوع حتى 19 يناير/كانون الثاني الجاري؛ إذ بدأت بعقد الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي يومي 14 و15 يناير/كانون الثاني.
وتقام قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة في 16 و17 يناير/كانون الثاني، وتُعقَد القمة العالمية لطاقة المستقبل ومبادرة "ابتكر" ومركز شباب من أجل الاستدامة من 16 إلى 18 يناير/كانون الثاني.
ويُعقَد ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة في 17 يناير/كانون الثاني، وقمة الهيدروجين الأخضر في 18 يناير/كانون الثاني، وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام في 19 يناير/كانون الثاني، وتختتم بالمهرجان في مدينة "مصدر".
موضوعات متعلقة..
- على خطى السعودية.. الربط الكهربائي بين الإمارات والهند ينتظر صفقة
- وزير الطاقة الإماراتي: 11 مشروعًا عملاقًا بنهاية 2022.. وهذه خططنا للهيدروجين
اقرأ أيضًا..
- 5 محاور تُشكل أسواق الطاقة والمعادن حول العالم في 2023
- الطلب على النفط خلال 2023.. مفاجأة في الصين والشرق الأوسط (تقرير)
- الإعلان عن ثاني اكتشاف غاز في مصر خلال أقل من أسبوع