تستعمل الأمونيا الخضراء.. الهند تطرح مناقصة جديدة لبناء 4 مصانع أسمدة (تقرير)
استثمارات مبدئية بقيمة 2.3 مليار دولار
عمرو عز الدين
تستعد الهند لطرح مناقصة كبيرة لبناء 4 مصانع أسمدة تستعمل الأمونيا الخضراء بدلًا من الغاز، وذلك في إطار خططها الطموحة لتوطين مشروعات الوقود الأخضر في البلاد.
وتخطط الحكومة الهندية لإطلاق هذه المناقصة خلال السنة المالية 2023-2024، وفقًا لموقع أرغوس المتخصص في تحليل أسواق الطاقة عالميًا.
وتطمح الخطة الهندية المقترحة إلى بناء المصانع الـ4 خلال عامي 2024 و2025، على أمل بدء الإنتاج الفعلي منها بحلول عام 2026، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتستهدف هذه الخطة في مراحلها المتقدمة توطين صناعة الأسمدة التي تستعمل الأمونيا الخضراء في الهند، عبر إحلال وارداتها بمكونات محلية الصنع.
اعتماد مخصصات بقيمة 2.4 مليار دولار
وافق مجلس الوزراء الهندي الأسبوع الماضي على اعتماد مخصصات أولية بقيمة 197.4 مليار روبية (2.39 مليار دولار)، للاستثمار في مشروعات الهيدروجين والأمونيا الخضراء ومشتقاتهما.
(الدولار الأميركي = 81.2 روبية هندية)
ونشرت الحكومة الهندية وثيقة سياسية طموحة تستهدف جعل الهند محورًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء لإنتاجهما واستعمالهما وتصديرهما بحلول عام 2030.
وتستهدف خطة الحكومة إنتاج 5 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين والأمونيا الخضراء بحلول عام 2030، كما تأمل مضاعفتها إلى 10 ملايين طن سنويًا في الأجل الطويل، مع نمو أسواق التصدير وتوسع الشراكات الدولية.
وتُصنّع الأمونيا الخضراء عبر مزج غازي النيتروجين والهيدروجين، باستعمال مصادر الطاقة المتجددة، ويشيع ترويجها في صناعة الأسمدة بوصفها بديلًا نظيفًا من الغاز الطبيعي.
اختبار الهيدورجين في قطاع الصلب
تجري الهند في الوقت الحالي تجارة أولية لاستعمال الهيدروجين والأمونيا الخضراء في قطاع الصلب، وتتطلع للوقوف على الثغرات التشغيلية لهذه التجارب لتداركها في المشروعات الأخرى المستقبلية في قطاع الأسمدة وغيره.
وتختبر المشروعات التجريبية لاستعمال الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء مسائل الاستعدادات التقنية وسلاسل التوريد، بالإضافة إلى اللوائح والأطر التنظيمية الحاكمة لقطاع الصناعات كثيفة الطاقة.
كما تختبر مسألة الاندماج مع شبكات توزيع الغاز الطبيعي الحالية المرشحة علميًا لاستقبال الهيدروجين دون الحاجة إلى تعديلات فنية كبيرة على بنيتها الأساسية.
وتأمل الهند في حل الثغرات الاستكشافية والتجريبية لاستعمال الهيدروجين خلال 3 سنوات، بهدف رفع مستوى إنتاجه بحلول عام 2026، ثم التوسع في الإنتاج بحلول 2030.
واستنادًا إلى هذه الخطة التدريجية، ستنخفض تكاليف الهيدروجين حتى تنافس الوقود الأحفوري في قطاعات التكرير والأسمدة والصلب والنقل والشحن.
إلزام شركات الحكومة
تخطط نيودلهي لبناء محطة متخصصة في تزويد أحد المواني الهندية بالأمونيا الخضراء بحلول عام 2025، على أن تعمم هذه المحطات في جميع المواني الرئيسة بحلول 2035.
وسيتعيّن على شركة الشحن الهندية المملوكة للدولة تحويل سفينتيْن من أسطولها على الأقل للعمل بالهيدروجين الأخضر أو مشتقاته بحلول عام 2027، وفقًا لتفاصيل الخطة الحكومية التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
كذلك سيُطلب من شركات النفط والغاز المملوكة للدولة استئجار سفينة واحدة على الأقل تعمل بالهيدروجين الأخضر أو مشتقاته بحلول 2027، مع إضافة سفينة كل عام بعد ذلك.
وتمتد خطط الحكومة إلى قطاع النقل الثقيل عبر تشجيع الاستثمار في تقنيات المركبات الخضراء العاملة بوقود الهيدروجين أو مشتقاته، مع خطة موازية لتهيئة شبكة الطرق السريعة وتزويدها بمحطات الوقود الأخضر.
وتتضمّن وثيقة الحكومة الطموحة إمكان فرض استعمال الهيدروجين على مستهلكين محددين في قطاعات معينة عبر نظام الحصص، وفقًا لقانون جديد صدر خلال العام الماضي.
كما تشمل الوثيقة اقتراحات بإسقاط رسوم نقل الكهرباء النظيفة بين الولايات، خاصة لو كانت مستعملة في إنتاج الهيدروجين الأخضر المعتمد في إنتاجه على مصادر الطاقة المتجددة.
26 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين
تشير تقديرات الخبراء إلى أن الهند بحاجة إلى 30 تريليون روبية (367.17 مليار دولار)، لنقل اقتصادها إلى الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وفقًا لرئيس شركة آر إي سي، فيفيك كومار ديوانغان.
واعتمدت الهند -حتى الآن- قرابة 26 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء بطاقة إنتاجية متوقعة 255 ألف طن متري سنويًا، لكنها ما زالت في مراحلها الأولى، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعد الهند ثالث أكبر منتج لانبعاثات الكربون في العالم بحكم كونها ثاني أكبر دولة من حيث كثافة السكان بعد الصين (1.3 مليار نسمة تقريبًا)، بالإضافة إلى اعتمادها على الفحم بنسبة 70% في توليد الكهرباء.
وتكبّل الكثافة السكانية الضخمة الهند عن إحداث نقلة نوعية سريعة في هجر الوقود الأحفوري، ما دفع الحكومة إلى تأخير خطط الوصول إلى الحياد الكربوني إلى عام 2070.
واضطرت وزارة الطاقة الهندية منذ أشهر إلى تجديد الثقة في الفحم لتوليد الكهرباء حتى عام 2030 على الأقل، بسبب الطلب المحلي.
يُشار إلى أن الصين الأكبر حجمًا في الكثافة السكانية قد حددت عام 2060 للوصول إلى الحياد الكربوني، ما يعني تأخر الهند عنها بـ10 سنوات، كما ستتأخر عن دول أوروبا وأميركا بـ20 عامًا.
موضوعات متعلقة..
- خبراء: الهيدروجين الأخضر أمل الهند في تحقيق استقلال الطاقة
- الهند تستعد لتصدير الهيدروجين الأخضر وتواجه تخمة في الغاز المسال
- خطة الهند للهيدروجين الأخضر تحتاج إلى 367 مليار دولار بحلول 2030 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أوروبا تستعد لحظر الديزل الروسي.. ما دور الشرق الأوسط والصين في المرحلة المقبلة؟
- محطات شحن السيارات الكهربائية معضلة تواجه مدينة نيويورك
- واردات الغاز الطبيعي المسال العالمية تسجل ارتفاعًا استثنائيًا في 2022