الإمارات وقطر: الغاز الطبيعي سيظل أولوية.. والعالم يحتاج إلى استثمارات
هبة مصطفى
اتفق وزيرا الطاقة في كل من الإمارات وقطر على أن الغاز الطبيعي سيظل ركيزة أساسية خلال السنوات المقبلة ولمدة طويلة، رغم إنجازات تحول الطاقة والمضي قدمًا في مشروعات الطاقة المتجددة.
واتفق الوزيران على أن الطلب على الغاز يصطدم بعدم إدارة الموارد بصورة جيدة في ظل نقص الاستثمارات، بحسب ما نقلته رويترز عن تصريحات لهما اليوم السبت 14 يناير/كانون الثاني، على هامش قمة مجلس الأطلسي العالمية للطاقة التي انطلقت أعمالها في أبوظبي، وتستمر ليومين.
ويبرهن على ما أكده الوزيران الاتجاه الأوروبي لتعزيز مخزونات الغاز الطبيعي بشراهة كبيرة عقب انقطاع التدفقات الروسية، إذ إن القارة العجوز تعتمد عليه بصفته وقودًا للإضاءة والتدفئة، خاصة في أوقات ذروة الطلب خلال فصل الشتاء، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
استثمارات الغاز
يُنظر إلى الإمارات بصفتها دولة منتجة للنفط وعضوة بارزة في منظمة أوبك، وتُركز جهودها الآونة المقبلة على أسواق الغاز، في حين تُعد قطر واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال عالميًا.
ومن جانبه، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن الغاز الطبيعي سيظل مطروحًا على الطاولة لمدة طويلة جدًا رغم الاتجاه نحو المزيد من توسعات الطاقة المتجددة.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- تطور إنتاج الغاز في الإمارات خلال الأعوام من 1970 حتى عام 2021، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي:
وأضاف أن حقيقة الحاجة إلى الغاز تتطلب المزيد من الاستثمارات، مشيرًا إلى أنه يجب التركيز عالميًا على إدارة الموارد ودعم الشركات لزيادة الإنتاج بهدف توفير التدفقات بأسعار ملائمة.
وأوضح المزروعي أن عددًا من الدول اتبعت إستراتيجية غير واضحة قيّدت عقود الغاز طويلة الأجل، وأثر ذلك في قدرة الشركات على توفير تمويل للاستثمارات في تطوير الإنتاج.
الغاز الطبيعي وأوروبا
انتقد وزير الطاقة القطري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، سعد بن شريدة الكعبي، مطالبة الغرب للدول الأفريقية بوقف التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، انحيازًا للأهداف الخضراء ووصف ذلك بأنه "غير عادل".
وأشار إلى أن عمليات التنقيب تعزّز اقتصاد بلدان القارة السمراء، لا سيما في ظل الحاجة إلى المزيد من الإمدادات في السوق العالمية.
وتوقع الكعبي استمرار حالة التقلب في إمدادات الغاز الأوروبية مستقبلًا لنقص التدفقات حتى عام 2025، لافتًا إلى أن الطقس المعتدل في فصل الشتاء دفع الأسعار نحو الانخفاض.
وحذّر من ظهور أزمة الغاز بصورة أوضح خلال أوقات ملء مرافق التخزين الآونة المقبلة والأعوام اللاحقة، مشيرًا إلى أن تدفقات الغاز الروسي ستعود إلى أوروبا في نهاية الأمر.
وحول جهود بلاده في هذا الشأن، قال الكعبي إن قطر -أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال عالميًا- تسعى لتوسعة إنتاجها من الغاز الطبيعي للتغلب على الكميات المحدودة للصادرات إلى أوروبا.
جهود زيادة الإنتاج
أوضح وزير الطاقة القطري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، سعد الكعبي، أن الشركة تأخذ على عاتقها إجراء المزيد من المفاوضات مع لاعبين عالميين، لا سيما في ظل الطلب الأوروبي والآسيوي على الشراء.
وقال إنه قد يُباع إنتاج خطة التوسعة بالكامل بحلول نهاية العام الجاري (2023)، إذ تتضمّن خطة توسعة حقل الشمال ذات المرحلتين 6 خطوط لإنتاج الغاز المسال بما يرفع قدرات الإسالة بحلول عام (2027) من 77 مليون طن سنويًا إلى 126 مليون طن سنويًا.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم صادرات الغاز المسال خلال الأرباع الـ3 الأولى من العام الماضي (2022) لكل من أميركا وقطر وأستراليا، وفق بيانات أوابك:
وكانت شركة قطر للغاز المسال قد وقّعت -العام الماضي (2022)- اتفاقًا مع ألمانيا هو الأول من نوعه أوروبيًا ويجري بموجبه توريد إنتاج توسعة حقل الشمال إلى برلين لمدة 15 عامًا.
وعلى النهج ذاته، أبرمت شركة قطر للطاقة اتفاقًا لتزويد شركة سينوبك الصينية بإمدادات الغاز طوال 27 عامًا.
اقرأ أيضًا..
- هل تتجاوز أسعار النفط حاجز الـ100 دولار في 2023؟ أنس الحجي يجيب
- استثمارات الطاقة منخفضة الكربون قد ترتفع إلى 620 مليار دولار هذا العام (تقرير)
- حفارات النفط الأميركية ترتفع للمرة الأولى في 3 أسابيع
- بعد انهيار الجنيه المصري.. شركات نفطية تطلب مستحقاتها بالدولار