سوق النفط العالمية تنتظر المزيد من الاضطرابات في 2023 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
بعد التحديات غير المسبوقة في عام 2022، تنتظر سوق النفط العالمية عامًا مضطربًا آخر خلال 2023، مع عدم اليقين على جانبي الطلب والمعروض.
وتضغط توقعات تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي على الطلب العالمي على النفط في العام الحالي (2023)، كما يؤدي نقص الإمدادات الروسية إلى عدم اليقين على صعيد المعروض، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ودخل قرار الاتحاد الأوروبي بحظر النفط الخام الروسي حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول 2022، لكن سوق النفط في انتظار العمل بحظر آخر على المنتجات المكررة الروسية بداية من 5 فبراير/شباط 2023.
وترصد شركة الأبحاث وود ماكنزي، في تقرير حديث، أبرز التوقعات التي تجب مراقبتها في سوق النفط العالمية خلال 2023.
ولمتابعة حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022 بشأن أسواق النفط والغاز والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وغيرها، فضلًا عن توقعات عام 2023، يُرجى الضغط هنا.
عدم اليقين الاقتصادي يحدد اتجاهات سوق النفط
من المتوقع أن يتضرر الطلب على النفط مع تقديرات أن تشهد بعض الاقتصادات الرئيسة ركودًا في العام الحالي، ما يؤثّر في وتيرة نمو الاقتصاد العالمي، قبل أن يتعافى خلال 2024، وفق شركة وود ماكنزي.
ويتجه الناتج المحلي الإجمالي العالمي لتسجيل أقلّ معدل نمو سنوي خلال 2023، منذ عام 2001، باستثناء وباء كورونا والأزمة المالية العالمية، إذ يتوقع صندوق النقد الدولي تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي إلى 2.7%، مقابل 3.2% في 2022، كما خفض البنك الدولي تقديراته للنمو العالمي هذا العام إلى 1.7% بدلًا من 3% سابقًا.
ومن جانبها، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية نمو الطلب العالمي على النفط بنحو 1.05 مليون برميل يوميًا العام الجاري، مقارنة مع 2.25 مليون برميل يوميًا في 2022.
ويوضح الرسم التالي توقعات وكالة الطاقة الدولية للطلب على النفط بين عامي 2019 و2023:
وعلى جانب العرض، يبقى الخطر الرئيس في سوق النفط هذا العام هو نقص الإمدادات الروسية، ومع ذلك، فإن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الحظر الأوروبي للخام الروسي له تأثير مباشر ضئيل في أحجام صادرات موسكو.
وفي العام الماضي (2022)، نما الطلب العالمي على النفط بأكثر من مليوني برميل يوميًا على أساس سنوي، لكنه ظل أقلّ من مستويات ما قبل وباء كورونا في عام 2019.
وفاق نمو المعروض النفطي الطلب بنحو 2.5 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي، خاصة مع استمرار تدفّق صادرات النفط الخام الروسي إلى حدّ كبير، على الرغم من تحويلها -في الغالب- بعيدًا عن أوروبا إلى الهند والصين وتركيا.
تخفيف ضغوط قطاع التكرير في 2023
ترجّح وود ماكنزي تراجع الضغوط على قطاع تكرير النفط خلال عام 2023، مع توقعات إضافة 1.4 مليون برميل يوميًا إلى قدرة التكرير.
ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى زيادة تدفقات النفط الخام لتلبية الطلب على الديزل عالميًا -خاصة مع الحظر الأوروبي المفروض على المشتقات النفطية الروسية-، ما يخفف الضغط الذي يواجه القطاع حاليًا.
ومن المرجح أن تظل هوامش التكرير مرتفعة خلال النصف الأول من عام 2023، قبل أن تنخفض بقية العام، وفق التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع ذلك، فإن آفاق قطاع التكرير في 2023 مُحاطة بعدم اليقين، جراء سياسات تصدير المشتقات النفطية الصينية، وحظر استيراد المنتجات المكررة الروسية من جانب الاتحاد الأوروبي.
وشهدت سوق النفط في عامي 2021 و2022 أزمة قوية تتعلق بنقص المنتجات المكررة وارتفاع أسعاره، بعدما تراجعت طاقة التكرير بسبب وباء كورونا والتحول إلى الوقود الحيوي، كما يوضح الإنفوغرافيك أدناه:
التكامل بين التكرير والبتروكيماويات
تكون مصافي التكرير ومصانع البتروكيماويات المتكاملة أكثر مرونة في مواجهة اضطرابات سوق النفط والبتروكيماويات، لأنها يمكن أن تستفيد من الأسعار المرتفعة لسلعة ما في تعويض خسائر سلعة أخرى.
ويعني التكامل بين مصافي التكرير ومصانع البتروكيماويات التعاونَ في العديد من التدفقات مثل المواد الأولية والمنتجات الثانوية والمرافق لتحقيق مكاسب تشغيلية واقتصادية.
وظهرت مرونة مصافي التكرير ومصانع البتروكيماويات المتكاملة في العام الماضي، إذ عوضت هوامش التكرير القياسية تراجع هوامش التكسير البخاري والعطريات مع تضرر صناعة البتروكيماويات من مخاوف الركود.
ومن المتوقع أن تستمر الضغوط على صناعة البتروكيماويات في 2023، مع توقعات تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، حسب وود ماكنزي.
موضوعات متعلقة..
- سوق النفط في 2023.. توقعات حذرة للطلب والمعروض
- صناعة تكرير النفط بين التحديات العالمية والتوقعات المحبطة (تقرير)
- أبرز تغيّرات سوق النفط العالمية في 2022 (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- إدارة معلومات الطاقة تخفض توقعات أسعار النفط 10% خلال 2023
- وزير البترول المصري يعلن تطورات التعدين والغاز.. وتوقعات جديدة لصندوق النقد (فيديو)