الهيدروجين الأخضر في تركيا يترقب قفزة بدعم حكومي

محمد عبد السند

2023-01-13

0 671

يحظى الهيدروجين الأخضر في تركيا باهتمام كبير حاليًا، وذلك في إطار خطط البلاد للتحول إلى الطاقة النظيفة، بما يتوافق مع اتفاقية باريس المناخية.

ومن هذا المنطلق، تتطلع تركيا لتطوير شبكة كهربائية أكثر قابلية للتكيف عبر تعظيم سعة جهاز المحلل الكهربائي، في إطار مساعيها الرامية إلى إنتاج 5 غيغاواط من الهيدروجين بحلول عام 2035، حسبما أورد موقع إنرجي نيوز ( energy news).

وتستهدف خطة الطاقة الوطنية التركية، التي استحدثتها وزارة الطاقة والموارد الطبيعية، إنتاج 96.6 غيغاواط من الكهرباء عمليًا في تركيا خلال المدة بين 2020 و2035.

وتطالب الإستراتيجية باستعمال مصادر الطاقة المتقطعة -بمعنى أنها غير متاحة على مدار الساعة- مثل الرياح والمياه، والطاقة الشمسية، جنبًا إلى جنب مع الأدوات التقنيّة التي تساعد على مرونة الشبكة بمنظومة الطاقة في تركيا.

وفي هذا السياق، من الضروري الجمع بين الغاز الطبيعي المُستَعمَل في القطاع النهائي مع أنواع الوقود النظيف الأخرى، مثل الهيدروجين والميثان الصناعي، بغية خفض انبعاثات غازات الدفيئة، في نموذج الطاقة التركي.

نسبة الهيدروجين في مزيج الغاز

تحدد خطة الطاقة الوطنية التركية محتوى هيدروجين نسبته 3.5% لمزيج الغاز المستهدف في عام 2035.

وفي المرحلة الأولى، فإنه من المُخطط استعمال طاقة الهيدروجين لأغراض صناعية، وكذلك للاستهلاك من قبل الأفراد.

وللحصول على منظومة طاقة أكثر تكيفًا، تخطط تركيا لتعزيز سعة جهاز المحلل الكهربائي لديها إلى 5 غيغاواط، وسعة بطاريته إلى 7.5 غيغاواط بحلول عام 2035، وهما مكونان في غاية الأهمية لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

ومع ذلك، يُنتَج الميثان الصناعي باستعمال الهيدروجين الذي يُجمَع عبر تقنيات التقاط الكربون، والكهرباء المولدَة من المصادر المستدامة.

ومن المخطط استعمال الميثان الصناعي بعد عام 2035، في نموذج الطاقة التركي.

أهداف إنتاج الهيدروجين الأخضر في تركيا

طرح رئيس جمعية تقنيات الهيدروجين في تركيا إبراهيم دينتشر، وجهة نظره حول الهدف من الهيدروجين في بلاده، والتي كُشف عنها في التقرير للمرة الأولى.

وشدّد دينتشر على قيمة تجارة الهيدروجين، مضيفًا: "في ظل توسع سوق الهيدروجين العالمية، وكذلك تجارة تلك السلعة الحيوية بوتيرة سريعة، يتعين أن تعمل دولتنا على الفور لتأمين دور لها في تلك التطورات".

وبجانب هذا الهدف، اقترح دينتشر وضع خريطة لاحتياجات أنقرة الفعلية من الهيدروجين الأخضر.

وأردف: "لهذا الهدف، ينبغي تطوير نظام من الإنتاج إلى الاستهلاك، على خريطة المتطلبات، ومن المهم تذكُّر أن الهيدروجين يمكن استعماله مادة خامًا، وكذلك ناقلًا للطاقة (التخزين)، ووقودًا في تلك المنظومة".

وقال: "لعل أحد التحديات الرئيسة في العمليات المقبلة سيتمثل باستعمال الهيدروجين الأخضر مادةً خامًا في عملية تصنيع الوقود النظيف والمواد الكيميائية".

قفزة متوقعة في الإنتاج

من المتوقع أن يبلغ حجم إنتاج الهيدروجين الأخضر في تركيا 3.4 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050، في إطار خطة أنقرة لتعظيم سعتها من الطاقة النظيفة، حسبما ورد في تقرير صادر عن مركز "شورا" لتحول الطاقة.

وستحتاج تركيا إلى ضخ استثمارات بقيمة 4 مليارات دولار سنويًا كي تتمكن من التصنيع المحلي، بحسب ما أوصى به التقرير الذي أعدّه "شورا" بالتعاون مع مركز بيلكنت لأبحاث سياسة الطاقة.

وأشار التقرير ذاته إلى أن هذا من شأنه أن يضيف زهاء 8 مليارات دولار للاقتصاد التركي بحلول عام 2050.

وسيزداد الطلب على الهيدروجين الأخضر في تركيا نتيجة استبدال الهيدروجين الأخضر بما نسبته 10% من الوقود الأحفوري في قطاعات التصنيع والغاز الطبيعي والنقل، حسبما أظهرت تقديرات نشرها موقع "إنرجي نيوز".

وفي الإطار ذاته، تحتاج تركيا لوضع أهداف أكثر استقرارًا في مجال المناخ وتحول الطاقة، خلال المدة بين 2030 و2053، وذلك بالنظر إلى أن البلد الأوروبي من بين الدول التي أبرمت اتفاقية باريس المناخية.

وتسعى أنقرة لإيجاد منافع محتملة للهيدروجين الأخضر، من أجل استيعاب أوجه احتياجات الاستهلاك المحلي، وفرص التصدير المحتملة، عبر دراسة نمو الطلب على الطاقة في 81 محافظة تركية حتى عام 2050.

موضوعات متعلقة..