بعد انهيار الجنيه المصري.. شركات نفطية تطلب مستحقاتها بالدولار
انهيار العملة المحلية يزيد من الضغوط على الشركات
مي مجدي
منذ بداية عام 2022، فقدَ الجنيه المصري أكثر من 60% من قيمته مقابل الدولار الأميركي، ويبدو أن الاضطرابات الأخيرة تشكّل تهديدًا لشركات النفط العالمية العاملة في الدولة.
فقد وضعت الأزمة المالية في مصر ضغوطًا متزايدة على المشغّلين المحليين، مثل شركة فاروس إنرجي، إلى جانب تفاقم المبالغ المستحقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع إنرجي فويس (Energy Voice).
ففي يناير/كانون الثاني (2022)، سجل سعر شراء الدولار الأميركي 15 جنيهًا مصريًا، لكن الجنيه المصري سجل انخفاضًا تاريخيًا أمام الدولار أمس الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني (2023)، مع تجاوز سعر الدولار الواحد 32 جنيهًا مصريًا، قبل أن يشهد تراجعًا ملحوظًا، ليصل إلى 30 جنيهًا.
فاروس إنرجي
من بين شركات النفط العالمية التي بدأت تتوخى الحذر شركة فاروس إنرجي.
وخلال آخر تحديث للسوق صباح اليوم الخميس 12 يناير/كانون الثاني (2023)، قالت الشركة، إنها قررت عدم قبول سداد مدفوعات مستحقاتها بالجنية المصري، ما لم يكن ذلك مطلوبًا لعملياتها.
وأوضحت الشركة أن انخفاض قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي يعني أنه من الأفضل مواصلة الاحتفاظ بالمستحقات المقوّمة بالدولار الأميركي.
ونتيجة لذلك، باتت مصر مدينة الآن إلى شركة فاروس إنرجي بمبلغ قدره 24.2 مليون دولار حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول (2022)، ارتفاعًا من 7.4 مليون دولار في نهاية عام 2021.
وحذّرت الشركة من أنها ستواصل مراقبة مستحقاتها، موضحةً أن ذلك قد يؤثّر في رأس المال المتاح لعمليات التطوير.
استرداد المستحقات
خلال ديسمبر/كانون الأول (2022)، أعلن صندوق النقد الدولي تقديم تسهيلات للدولة المصرية بقيمة 3 مليارات دولار، ومن شأن ذلك أن يحفّز حصول البلاد على مساعدات إضافية من الشركاء الدوليين بنحو 14 مليار دولار.
وترى شركة فاروس إنرجي -وهي إحدى شركات النفط العالمية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز بالامتيازات المصرية- أن هذه الخطوة ستعزز احتياطيات مصر من العملات الأجنبية وإجمالي السيولة في النصف الأول من عام 2023.
وأعربت عن تفاؤلها باسترداد المبالغ المستحقة غير المسددة مع الهيئة المصرية العامة للبترول خلال عام 2023.
أمّا في حالة استمرار التأخير في الدفع، فلدى الشركة إمكان الحصول على تسهيل ائتماني متجدد مع البنك الأهلي المصري، ويسمح لها ذلك بسحب 60% من قيمة كل فاتورة بالدولار الأميركي.
ولدى فاروس إنرجي خطط لتطوير 9 آبار في امتياز الفيوم خلال عام 2023، بعد دخول 7 آبار عملية الإنتاج خلال عام 2022.
كابريكورن إنرجي
كانت شركة كابريكورن إنرجي البريطانية من بين شركات النفط العالمية التي تأثرت بالأوضاع الاقتصادية والأزمات المالية في مصر.
وخلال شهر سبتمبر/أيلول (2022)، أعلنت الشركة أن مستحقاتها التجارية في مصر بلغت 113.6 مليون دولار حتى نهاية يونيو/حزيران (2022).
وكان سعر الدولار الأميركي في ذلك الوقت 19 جنيهًا مصريًا.
وسبق أن أعلنت الشركة أنها تتوقع إنفاق 100- 105 ملايين دولار على عمليات التنقيب والإنتاج في مصر خلال عام 2022، بانخفاض عن توقعاتها في بداية العام عند 120-135 مليون دولار أميركي.
ودخلت الشركة البريطانية مصر لأول مرة في عام 2021، عندما تعاونت مع شركة شيرون للاستحواذ على أصول شركة شل في الصحراء الغربية.
وبموجب صفقة الاستحواذ، حصلت الشركتان على الأصول البرية لشركة شل في مصر، مقابل 926 مليون دولار أميركي، وتضم 13 امتيازًا بريًا بجانب حصتها في شركة بدر الدين للبترول "بابيتكو".
صندوق النقد الدولي
في غضون ذلك، اتفقت مصر مع صندوق النقد الدولي على مرونة سعر الصرف.
وقالت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي في مصر إيفانا فلادكوفا هولار، إن هذه الخطوة مهمة لتجنّب تفاقم الخلل الشديد في الطلب والعرض على العملات الأجنبية داخل مصر، وتفادي نقص الواردات، والحفاظ على احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي، موضحةً أنها ستعزز تدفقات الاستثمار إلى مصر.
موضوعات متعلقة..
- فاروس إنرجي تستأنف أعمال الحفر بامتياز الفيوم في مصر
- التنقيب عن النفط في مصر.. توقيع اتفاقيتين جديدتين باستثمارات 506 ملايين دولار
- مسؤول مصري: أسعار النفط شجعت الشركات العالمية على تكثيف البحث والاستكشاف
اقرأ أيضًا..
- حجم تدفقات الغاز إلى أوروبا عبر حطوط الأنابيب بالأرقام.. وخبير أوابك: الجزائر ثانيًا
- تحلية المياه بالطاقة الشمسية باستخدام الضباب.. تقنية مصرية جديدة
- التحول الأخضر في أوروغواي.. قصة نجاح في 4 محاور (تقرير)