استنكر رئيس شركة شيفرون، مايك ويرث، مجددًا اتهام الرئيس جو بايدن شركات النفط الكبرى بأنها "تجني ثروة هائلة من الحرب" الروسية في أوكرانيا و"تخدع الشعب الأميركي".
جاء ذلك بعد أن اتهم الحلفاء الديمقراطيون صناعة النفط المحلية بالتلاعب بالمستهلكين مع وصول أسعار البنزين إلى مستوى قياسي في عام 2022.
وتستعد شيفرون (ثاني أكبر شركة نفط أميركية) لإعلان أرباح بقيمة 37 مليار دولار أميركي لعام 2022، بزيادة 40% عن الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2011.
وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 53% العام الماضي، مقارنةً بانخفاض بنسبة 19% في المؤشر العام، وفقًا للبيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
مَن المسؤول عن ارتفاع الأسعار؟
شدد ويرث، على أنه لا ينبغي النظر إلى أعلى عائد نقدي على الإطلاق حققته الصناعة بمعزل عن العالم، لأنه قبل 3 سنوات فقط كانت الصناعة "تخسر مليارات الدولارات مع انخفاض الأسعار"، بحسب مقابلة أجراها مع تلفزيون بلومبرغ.
وردًا على اتهام بايدن بخداع شركات النفط للشعب الأميركي، قال رئيس شيفرون: "أنا لا أتفق مع هذا التوصيف.. لا أعتقد أنه دقيق، نحن صناعة تتقبل الأسعار السائدة، ولسنا صناع أسعار.. هذه أسواق سلع عالمية، ترتفع فيها الأسعار وتنخفض".
وتابع: "قبل عامين فقط، كنا نخسر مليارات الدولارات مع انخفاض الأسعار. وهكذا، خلال الدورة، إنها صناعة تولّد عوائد بنسبة 10% على رأس المال المستخدم، وهو -كما أعتقد- عائد متواضع جدًا، وفقًا لمعايير العديد من الصناعات الأخرى".
وشرح ويرث سبب عدم انخفاض أسعار البنزين بالوتيرة ذاتها التي تنخفض بها أسعار النفط.
وقال: "سينظر رجال الأعمال المستقلون إلى ما يعتقدون أنها ستكون تكاليف إعادة الإمداد المستقبلية.. وإذا اعتقدوا أنها قد تكون أعلى، فإنهم يميلون إلى الحفاظ على أسعارهم، حتى يتأكدوا من أن إمداداتهم التالية من الوقود قد تكون أقل تكلفة بالنسبة إليم، ثم تبدأ رؤية الأسعار تنخفض".
ضريبة الأرباح المفاجئة "فشلت"
حول استفادة شركات النفط الكبرى من الحرب الروسية في أوكرانيا لتحقيق أرباح، أوضح مايك ويرث أنه من المؤكد أن الحرب والإجراءات المرتبطة بها كان لها تأثير في أسواق الطاقة.
إلا أنه قال: "إذا عدت إلى الوراء ونظرت إلى السياق الأوسع، في عام 2020، رأينا الطلب ينهار مع جائحة فيروس كورونا عندما كان العالم مغلقًا حقًا".
فقد اضطرت الشركات إلى إغلاق الآبار والتوقف عن الإنتاج، لأنه لم يكن هناك مكان لتخزين النفط الذي لم تكن السوق بحاجة إليه، ما نتج عنه انخفاض مستويات الاستثمار، بحسب ويرث.
وتابع: "مع تعافي الاقتصاد، بعد الجائحة، حصلنا على اللقاحات، وعاد الطلب. كانت الصناعة تكافح لمواكبة معدل النمو مرة أخرى".
في هذا السياق، أشار رئيس شركة شيفرون إلى عدم جدوى فرض ضريبة مفاجئة على أرباح شركات النفط الكبرى، نظرًا إلى فشلها في وقتٍ سابق.
وقال: "لن تشجع ضريبة أرباح مفاجئة على زيادة العرض. من غير المحتمل انخفاض الأسعار؛ في الواقع، يمكن أن تفعل العكس تمامًا"، وفقًا لحواره مع بلومبرغ.
وأضاف: "جرب الرئيس كارتر فرض ضريبة أرباح مفاجئة في عام 1980، ثم أُلغيت بعد عدة سنوات، وحصدت إيرادات أقل بكثير مما كان متوقعًا، ولم ينتج عنها المزيد من الاستثمار".
وشدد على أنه "إذا كنت تريد القليل من شيء ما، فإنك تميل -عادةً- إلى فرض ضرائب أكثر عليه. إذا كنا نريد المزيد من إنتاج الطاقة، فنحن نريد المزيد من الإمدادات لخفض الأسعار، وربما لا يكون وضع ضرائب على إنتاج الطاقة فكرة جيدة".
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أرباح شركات النفط الكبرى في الربع الثالث من عام 2022:
شيفرون والنفط الفنزويلي
تطرق مايك ويرث إلى استئناف إنتاج النفط في فنزويلا، بعد أن قررت وزارة الخزانة الأميركية منح صلاحيات أوسع لشركة شيفرون في فنزويلا في 26 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.
ويتيح الترخيص الجديد لشركة شيفرون توسعة إنتاجها في فنزويلا وزيادة صادراتها إلى واشنطن، من حقول مشروعاتها المشتركة مع شركة بتروليوس دي فنزويلا.
إلا أنه يحظر سداد المدفوعات من عائدات النفط والضرائب للحكومة الفنزويلية، أو المدفوعات العينية لشركة النفط الوطنية الفنزويلية، فضلًا عن منع التعامل مع الشركات التي تسيطر عليها روسيا وتعمل في فنزويلا.
وفي هذا الشأن، قال ويرث: "نحن آخر شركة أميركية لها وجود هناك. جرى تخفيف العقوبات إلى حدٍ ما، ولكن على الهامش لمدة 6 أشهر ستسمح لأنشطة معينة -في المقام الأول بعض النفط الخام- بالتدفق من فنزويلا إلى الولايات المتحدة، وهو ما لا يحدث اليوم".
وأضاف: "جرى تصميم مصافي ساحل الخليج في الواقع لمعالجة الخام الذي يخرج من فنزويلا. لذلك سنرى بعض النفط يتدفق إلى الولايات المتحدة، وسنحصل على القليل من المال. نحن مدينون ببعض الأموال للقروض والأشياء التي حققناها على مر السنين هناك".
نهج متوازن للطاقة
أكد رئيس شيفرون أن هناك حاجة ملحة إلى نهج متوازن للطاقة بين القدرة على تحمل تكاليف الطاقة، وأمن الطاقة، وحماية البيئة، وهو ما يعني التركيز على القدرة على تحمل التكاليف، لأن الطاقة بأسعار معقولة ضرورية حقًا للازدهار الاقتصادي.
وشدد ويرث على أهمية إمدادات الطاقة الموثوقة للأمن القومي، "لأن أمن الطاقة والأمن القومي مرتبطان"، وكذلك أهمية حماية البيئة.
وأضاف: "أعتقد أنه مع ارتفاع الأسعار وكونها غير معقولة، تجد أشخاصًا منزعجين.. جزء من ذلك يرجع إلى أننا لم نتمكن بالضرورة من إيجاد التوازن الصحيح بين هذه الأمور الـ3".
وتلقي تعليقاته الضوء على الإحباط المتزايد في صناعة النفط والغاز من أن السياسيين والمستثمرين والمستهلكين ركزوا كثيرًا على إجبار الشركات الكبيرة على تقليل انبعاثات الكربون مع أخذ الطاقة الموثوقة وبأسعار معقولة بوصفها أمرًا مسلم به.
وأكد ويرث أن شيفرون تعمل على الاستفادة من نقاط قوتها، لتوفير طاقة منخفضة الكربون لعالم متنامٍ؛ إذ تعمل على تقليل الانبعاثات المرتبطة بالنفط والغاز التي يحتاج إليها العالم اليوم بشدة.
وفي الوقت نفسه، تبني أعمال طاقة منخفضة الكربون للغد، ما يدفعها إلى الاستثمار في تقنيات مثل الوقود المتجدد، والهيدروجين، واحتجاز الكربون وتخزينه، والطاقة الحرارية الأرضية.
موضوعات متعلقة..
- إكسون موبيل وشيفرون تعتزمان ضخ استثمارات ضخمة في مشروعات النفط خلال 2023
- رئيس شيفرون يهاجم بايدن في رسالة ساخنة.. والرئيس يرد: "أنت حساس"
- أميركا تمنح شيفرون صلاحيات أكبر في فنزويلا.. وهذه شروط الإنتاج والتصدير
اقرأ أيضًا..
- أبرز تغيّرات سوق النفط العالمية في 2022 (إنفوغرافيك)
- الغاز المسال الأميركي يصل ألمانيا لأول مرة بديلًا عن الغاز الروسي
- العضو المنتدب لشركة أكوا باور: مصر مؤهلة للريادة في الهيدروجين الأخضر (حوار)
- صناعة السيارات الكهربائية في 2023 بين التوقعات والابتكارات