هل تواجه سيتغو بتروليوم الفنزويلية أزمات بسبب التغيرات السياسية؟ (تقرير)
نوار صبح
تواجه شركة سيتغو بتروليوم لتكرير النفط اضطرابات جديدة، بعد أن صوّتت الجمعية الوطنية التي تقودها المعارضة في فنزويلا، يوم الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول، على حَلّ الحكومة المعارِضة المؤقتة، وتعيين لجنة للإشراف على الأصول الأجنبية للبلاد.
وتُعدّ الشركة المملوكة لفنزويلا وحدة تابعة لشركة النفط الحكومية "بتروليوس دي فنزويلا"، وتديرها مجالس تعيّنها هيئة تشريعية بقيادة زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي اعترفت به واشنطن زعيمًا شرعيًا لفنزويلا، وأُطيح به يوم الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول منذ عام 2019.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إن إدارة الرئيس جو بايدن ستواصل دعم حكومة فنزويلا المؤقتة "بغض النظر عن الشكل الذي ستتخذه"، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولم يعلّق المتحدّث على ما إذا كان هذا الدعم يشمل تمديد حماية رئيسة لشركة سيتغو في ظل لجنة الإشراف الجديدة، حسبما أوردت وكالة رويترز.
انتهاء صلاحية الأوامر التنفيذية
تُجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو يفرض سيطرته على جميع المؤسسات تقريبًا، بما في ذلك قوات الأمن، فقد أشرفت على الأصول الأجنبية للبلاد والعديد من السفارات، في حين كانت حكومة غوايدو عاجزة في الغالب بالداخل.
وقد عرقلت الولايات المتحدة حتى الآن جهود الدائنين للاستيلاء على الأصول الأجنبية لفنزويلا الواقعة في أميركا الجنوبية لتحصيل الديون غير المسددة المملوكة لفنزويلا، بما في ذلك رفض جهود قاضٍ أميركي إجراء مزاد لأسهم الشركة الأم لسيتغو الأميركية.
ويشير المحللون إلى أن مجموعة من الأوامر التنفيذية الأميركية، التي منعت بيع أسهم شركة سيتغو الأم في مزاد علني من جانب محكمة ولاية ديلاوير الأميركية، من المقرر أن تنتهي العام المقبل.
وعلاوة على ذلك، حذّرت واشنطن ممثلي المعارضة، هذا العام، من أن فقدان زعيم مؤقت واضح يمكن أن يعرض هذا الدعم للخطر، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبعد تولّي لجنة الإشراف الجديدة زمام الأمور، من المتوقع حصول معركة قضائية جديدة في الولايات المتحدة بشأن شرعية مجلس إدارة شركة سيتغو.
وصادقت محكمة فيدرالية في عام 2020 على المديرين التنفيذيين الذين عيّنهم زعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، لإدارة سيتغو. وقد تغيّر هؤلاء المديرون التنفيذيون عدة مرات في السنوات الـ4 الماضية، ما أدى إلى حالة ضبابية لدى إدارة الشركة.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة النفط الحكومية "بتروليوس دي فنزويلا"، هوراشيو ميدينا، الذي يشرف على جميع وحدات الشركة في الخارج: "يجب الحفاظ على مؤسسة الحكومة المؤقتة، وإلا فإن موقفنا بالدفاع عن الأصول الفنزويلية سيتعرض للخطر".
منذ أن قطعت سيتغو العلاقات مع الشركة الأم "بتروليوس دي فنزويلا"، المملوكة للدولة التي يسيطر عليها الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، واصل الدائنون تقديم مطالبات ودعاوى قضائية تسعى إلى بيع الأصول المملوكة لفنزويلا بالمزاد.
انتعاش أرباح سيتغو بتروليوم
بعد عامين من الخسائر، تتجه شركة سيتغو بتروليوم نحو تحقيق أرباح بقيمة 2.5 مليار دولار هذا العام، ما يعكس ارتفاع أسعار الوقود بسبب الطلب القوي والنقص العالمي الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأفادت سيتغو بتروليوم -سابع أكبر شركة تكرير في الولايات المتحدة- بأنها تخطط لاستخدام الأرباح لسداد الديون والاستثمار في موثوقية عملياتها.
وفي وقت سابق من هذا العام، وافقت معظم أحزاب المعارضة في فنزويلا على صفقة لتسليم صلاحية تعيينات مجالس الإدارة من زعيم المعارضة، خوان غوايدو، إلى مجلس الإشراف الاستشاري الجديد، الذي لم يتشكل بعد ذلك مباشرة.
وحذّر المحامون الذين يقدمون المشورة إلى مجالس الإشراف في شركة سيتغو من تحديات تقديم هيكل حكومي جديد أمام المحاكم الأميركية، وأوضح محامون آخرون أن التغييرات المقترحة غير دستورية.
وقبل التصويت يوم الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول، قال رئيس مجلس إدارة شركة النفط الحكومية "بتروليوس دي فنزويلا"، هوراشيو ميدينا: "من الآن فصاعدًا ستصبح قضايا المحكمة أكثر تعقيدًا بالنسبة إلينا".
وأضاف أن الهيكل الحكومي الجديد قد يؤدي إلى غياب السفارات والكيانات التي تدافع عن الأصول المملوكة للفنزويليين وفنزويلا وتمثلهم في عدة دول.
موضوعات متعلقة..
- ناقلات النفط الروسية تلجأ إلى تقنيات استخدمتها إيران وفنزويلا للتحايل على العقوبات (تقرير)
- شيفرون الأميركية توقع اتفاقًا رسميًا مع فنزويلا لاستئناف نشاطها النفطي
- قطاعا النفط في السعودية وفنزويلا نشأة واحدة ونتائج متباينة.. أيهما تختار غايانا؟
اقرأ أيضًا..
- العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأميركي تتراجع لأدنى مستوياتها في 10 أشهر
- تمديد اتفاق لنقل النفط الروسي إلى الصين عبر قازاخستان حتى 2034
- صادرات غاز النفط المسال الأميركية تواجه عقبات في 2023