الطاقة المتجددة في الهند على شفا "انتكاسة".. الفحم وغزو أوكرانيا أبرز الأسباب
هبة مصطفى
"احذر.. خطط الطاقة المتجددة في الهند ترجع إلى الخلف".. هكذا يبدو المشهد في نيودلهي رغم الإستراتيجيات والأهداف المعلنة في المحافل الدولية، مع العودة للاعتماد على الفحم بصورة مبالغ بها.
ورغم محاولات الدولة الجنوب آسيوية خفض معدل الاعتماد على الوقود الملوث تدريجيًا خلال السنوات الماضية، فإنه منذ عام 2017 عاود الظهور بقوة في مزيج الطاقة، ثم عاد إلى الانخفاض مرة أخرى، مع تصاعد لهجة الالتزامات الدولية العام الماضي والجاري (2021-2022)، بحسب بيانات نشرها موقع إنرجي وورلد من إيكونوميك تايمز (Energy World).
ولأن أسواق الطاقة المحلية تعدّ مرآة عاكسة لتقلبات الأسواق العالمية في حالة الصراعات الجيوسياسية، دفع الغزو الروسي لأوكرانيا قبل 10 أشهر نحو تعميق الاعتماد الهندي على الفحم والابتعاد عن خطط تحول الطاقة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
الطاقة المتجددة في خطر
يُنظر إلى خفض الاعتماد على الفحم بصفته أبرز أدوات تنفيذ خطط الطاقة المتجددة في الهند، لكن تأرجح بيانات الواردات صعودًا وهبوطًا أثار القلق تجاه "جدّية" نيودلهي في التخلص من الوقود الملوث.
ويتفق مراقبو الصناعة مع هذا الطرح، إذ رأوا أن خفض الاعتماد الهندي على الفحم ما زال أمرًا بعيدًا، وبالإضافة إلى ذلك، دفع الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وما تلاه من عقوبات وصراعات جيوسياسية متواصلة حتى الآن، نحو تقلُّب الأسواق واضطراب سلاسل التوريد.
وتأتي تلك العوامل بمثابة "انتكاسة" لخطط الطاقة المتجددة في الهند ودول أخرى، سواء على الصعيد الآسيوي أو بقية أنحاء العالم؛ إثر العودة لاستعمال الفحم وتخزينه؛ لانخفاض تكلفته وقدرته على تلبية الطلب في الأوقات كافة.
وجاءت تصريحات حديثة لوزير المالية "نيرمالا سيتارامان" بمثابة تأكيد حجم التهديد الذي تواجهه خطط الطاقة المتجددة في الهند الآونة المقبلة، إذ قال، إن بلاده يتعين عليها العودة إلى الفحم حاليًا.
ويُظهر الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصّصة- معدلات مشروعات الطاقة المتجددة في الهند بين عامي 2015 و2020:
بيانات الفحم الهندي
تطمح الهند إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، لكن بلوغ تلك المرحلة يعدّ أمرًا صعبًا دون الخفض التدريجي للاعتماد على الفحم بداية من الآن.
وتشير البيانات إلى تركيز نيودلهي على تعزيز مخزوناتها من الوقود الملوث، سواء عبر الواردات أو الإنتاج المحلي، في محاولة لتلبية الطلب، خاصة أوقات الذروة.
وسجلت واردات الهند من الفحم ذروتها خلال العام المالي 2014-2015 إلى 212 مليون طن، وعادت للانخفاض إلى 191 مليون طن في العام المالي (2016-2017).
(العام المالي في الهند يبدأ من أبريل/نيسان، وينتهي في مارس/آذار).
وعاود حجم الواردات الارتفاع منذ (2017-2018)، إذ بلغت حينها 208 مليون طن، ثم 235.35 مليون طن في (2018-2019)، لتصعد إلى 248 مليون طن عام (2019-2020).
وسجلت واردات نيودلهي من الوقود الملوث انخفاضًا جديدًا منذ عام (2020-2021) إلى 215 مليون طن، ثم 208 مليون طن في العام المالي الماضي (2021-2022).
ولم يكن انخفاض الواردات دلالة على الابتعاد عن الفحم لصالح خطط الطاقة المتجددة في الهند، إذ اقترن بزيادة معدل إنتاج الوقود الملوث محليًا بقيادة شركة "كول إنديا" وشركائها.
اقرأ أيضًا..
- أسعار البنزين المحلية في الدول العربية بنهاية 2022.. ليبيا والجزائر والسعودية الأرخص (تقرير)
- موسكو تبدي استعداداتها لإعادة إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط يامال
- حقيقة انخفاض واردات الهند من النفط الخليجي بسبب روسيا (تقرير)
- موازنة الجزائر 2023 تستهدف جمع 24 مليار دولار من إيرادات النفط والغاز
- ساوند إنرجي تكشف عن رقم ضخم لاحتياطيات الغاز المغربي.. ثروة للمملكة