أهداف الحياد الكربوني صداع برأس صناعة الرقائق الإلكترونية في تايوان
تواجه صناعة الرقائق الإلكترونية في تايوان تحديات كبيرة، في ظل خطط وأهداف كبرى للشركات العالمية لتحقيق الحياد الكربوني.
وعلى الرغم من أن معظم الأدوات التي نستخدمها يوميًا، من الهواتف المحمولة إلى الأجهزة المنزلية وصولًا إلى السيارات الكهربائية، تحتوي على رقائق دقيقة ضرورية لعملها؛ فإن عملية صناعتها تستهلك قدرًا كبيرًا من الكهرباء.
وتُعَد الرقائق الإلكترونية ذات أهمية أساسية لتمكين عملية تحول الطاقة، وتحقيق خفض في انبعاثات غازات الدفيئة، ومع ذلك تتطلب توافر قدر كافٍ من الكهرباء النظيفة في عملية إنتاجها.
صناعة الرقائق في تايوان
تستحوذ تايوان على 90% من قدرة التصنيع العالمية للرقائق الإلكترونية الأكثر تقدمًا، ويشكل تبني أهداف الحياد الكربوني من قِبل عمالقة التكنولوجيا العالمية مشكلة خطيرة لهذا القطاع الحيوي.
فنظرًا إلى استخدام الرقائق في عدد لا يُحصى من المنتجات وانتشار أهداف الانبعاثات الصفرية في مختلف الصناعات عبر الصناعات؛ فإن السباق على أشباه الموصلات منخفضة الكربون مستمر.
تضغط الشركات العملاقة مثل شركة مايكروسوفت وآبل وغوغل، وكذلك شركات السيارات الكهربائية، نحو تبني أهداف صافي الانبعاثات وإزالة الكربون وخفض الانبعاثات من قطاع صناعة الرقائق المتعطش للطاقة.
وبعد اتفاق باريس للمناخ عام 2015، التزمت شركات التكنولوجيا بتحقيق أهداف صفرية واحدة تلو الأخرى، وكشفت شركة آبل عن خريطة طريق في يوليو/تموز 2020 لتحقيق الحياد الكربوني لمنتجاتها وسلسلة التوريد الخاصة بها بحلول عام 2030.
وتشكل تحركات الشركات العالمية لخفض الانبعاثات من سلاسل التوريد ضغطًا كبيرًا على الموردين، وخاصة صانعي الرقائق، الذين يمثلون جزءًا كبيرًا من انبعاثات سلسلة التوريد.
الكهرباء في تايوان
يجد مورّدو الرقائق التايوانيون أنفسهم في وضع تنافسي غير مواتٍ؛ إذ يتطلب إنتاج الرقائق الكثير من الكهرباء، وهناك خيارات قليلة للوصول إلى مصادر الطاقة المتجددة في تايوان.
شكّل الوقود الأحفوري نحو 81.6% من الكهرباء المستهلكة في تايوان، وخاصة الغاز الطبيعي المسال المستورد (42.5%) والفحم (35.6%)، في حين شكّلت مصادر الطاقة المتجددة 6.3% فقط.
ويقع أكثر من 90% من قدرة صناعة الرقائق في تايوان، في أشباه الموصلات الأصغر حجمًا والأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وأصبح إنتاجها أكثر كثافة في استخدام الطاقة.
وتُعَد شركة تي إس إم سي التايوانية من بين أهم الشركات العالمية لإنتاج الرقائق الإلكترونية؛ فهي تنتج الرقائق لأجهزة آيفون وماك وآبل، وفي عام 2021 كانت ثالث أكبر منتج لأشباه الموصلات في العالم.
أهمية الرقائق لتحول الطاقة
دون الرقائق الدقيقة بوصفها وحدات معالجة أساسية، لن تعمل أي من سياراتنا أو هواتفنا الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وسلطت أزمة كورونا الضوء على مدى أهمية هذه الأجزاء الصغيرة لاقتصاد اليوم، بعد التهديدات التي واجهتها سلاسل التوريد وتوقف العديد من المصانع بسبب الجائحة.
وانتشر النقص في جميع البلدان والصناعات؛ ففي ألمانيا، على سبيل المثال، انخفض تسجيل السيارات الجديدة بنسبة 10% في عام 2021، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نقص الرقائق الإلكترونية.
التصنيع الأخضر
يتخذ المزيد من موردي المواد خطوات لتوفير حلول صديقة للبيئة؛ إذ ستكون الطاقة المتجددة والمواد البديلة أساسية في الحد من انبعاثات الكربون في صناعة الرقائق.
على سبيل المثال، هناك اهتمام كبير بطاقة الهيدروجين، وهي مصدر رئيس للطاقة، مع توجه صناعة الرقائق الإلكترونية نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050؛ إذ تتميز هذه الطاقة بسهولة تخزينها وتسليمها عبر الحدود الدولية.
وتحتل اليابان وأستراليا موقع الصدارة في مجال طاقة الهيدروجين، وتخطط أستراليا لنقل الهيدروجين السائل إلى اليابان في السنوات المقبلة.
وفي حين أن طاقة الهيدروجين قد لا تكون حلًا لجميع المشكلات على الطريق إلى الحياد الكربوني لصناعة الرقائق؛ فإنها ستؤدي دورًا كبيرًا في تحول الطاقة.
وتعمل شركات على تطوير حلول جديدة لتقليل النفايات الناتجة عن تصنيع الرقائق الإلكترونية، ويُمكن لمصنعي الرقائق تقليل النفايات الصناعية بنحو 30% باستخدام منتجات "إنتروكس Interox"، وهو أحد منتجات بيروكسيد الهيدروجين، وهي مادة كيميائية تستخدم لتنظيف رقائق السيليكون، كما أنها مادة مؤكسدة خضراء تتحلل إلى ماء وأكسجين، ولا تسبب أي ضرر للبيئة.
موضوعات متعلقة..
- منافسة شرسة على صناعة الرقائق الإلكترونية بين أميركا وعدة دول آسيوية (تقرير)
- نقص الرقائق الإلكترونية يؤرّق شركات تصنيع المعدات الأصلية للسيارات
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في لبنان.. هل تستفيد من تجربتَي الأردن واليمن؟ (مقال)
- أرامكو تجدد صفقة تخزين النفط السعودي في أوكيناوا اليابانية
- مصر تتوقع اكتشافات نفط وغاز ضخمة
- خط أنابيب غالسي.. مشروع الجزائر لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا