الطاقة النووية في أفريقيا.. هل تشهد طفرة في 2023؟
أمل نبيل
يمكن أن تؤدي الطاقة النووية في أفريقيا دورًا مهمًا في حل أزمة الكهرباء التي تعانيها القارة في ظل تزايد الطلب على الطاقة والحاجة إلى الانتقال إلى مصادر توليد أنظف، وزيادة الاستثمار في التقنيات الجديدة مستقبلًا.
وتمثّل الكهرباء المولّدة من المحطات النووية أحد أكثر مصادر الطاقة منخفضة الكربون على مستوى العالم، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
والطاقة النووية هي الطاقة الناتجة عن نواة الذرّة، ويمكن إنتاج هذه الطاقة عبر طريقتين: الانشطار النووي؛ أي انقسام نواة الذرّة التي تتكوّن من البروتونات والنيوترونات إلى عدّة أجزاء، أو اندماجها معًا.
الطاقة النووية في جنوب أفريقيا
حاليًا، تُعَد جنوب أفريقيا الدولة الوحيدة في القارة السمراء التي تمتلك محطة طاقة نووية عاملة، والتي تُنتج 5% من استهلاكها المحلي.
وأعربت حكومة الدولة الأفريقية عن نيتها زيادة القدرة النووية إلى 10 آلاف ميغاواط في المستقبل، وفقًا لموقع إنرجي كابيتال باور (energycapitalpowe).
ومع ذلك؛ فإن محطة كويبيرغ للطاقة النووية التي تبلغ قدرتها 1940 ميغاواط، التي تمتلكها وتشغّلها شركة إسكوم -المملوكة للدولة- تتطلب حاليًا استثمارات عاجلة لتأمين إطالة عمرها الافتراضي.
بدأ بناء محطة الطاقة النووية في جنوب أفريقيا في عام 1976، وتزامنت الوحدة 1 مع شبكة الكهرباء في 4 أبريل/نيسان 1984، وحذت الوحدة 2 حذوها في 25 يوليو/تموز 1985.
وتضمّن "كويبيرغ" إمدادًا موثوقًا بالكهرباء إلى ويسترن كاب، وهي واحدة من أسرع المناطق نموًا في جنوب أفريقيا، وفقًا لموقع إسكوم.
بالإضافة إلى محطة كويبيرغ، بدأت محطة "الضبعة" للطاقة النووية في مصر أعمال الإنشاء في منتصف عام 2022، بوصفه جزءًا من البرنامج النووي للدولة الواقعة في شمال أفريقيا لبناء 4 مفاعلات بالتعاون مع شركة التكنولوجيا النووية الوطنية الروسية "روساتوم".
ووقّعت مصر، في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2017، اتفاقية نهائية مع روسيا لإنشاء محطة للطاقة النووية لتوليد الكهرباء في منطقة الضبعة، بقدرة 4 آلاف و800 ميغاواط.
موارد اليورانيوم في القارة السمراء
في ظل وجود منظمات مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية واللجنة الأفريقية للطاقة النووية تعمل على ضمان فاعلية وتنفيذ الأطر التنظيمية للتنمية المستدامة للطاقة النووية في القارة، تستعد دول مثل غانا وكينيا ونيجيريا للتوسع النووي من خلال تطوير الأطر القانونية والتنظيمية وتدريب الموظفين.
ظهر البرنامج النووي النيجيري مؤقتًا في عام 1976، بوصفه رد فعل لامتلاك جنوب أفريقيا للأسلحة النووية واختبار الهند جهازًا نوويًا، وتأسست الشركة النيجيرية لتعدين اليورانيوم (نامكو) في عام 1978، وهي شراكة بين الحكومة الفيدرالية النيجيرية وشركة التعدين الفرنسية ميناتوم، بحسب موقع واثي (wathi).
في الوقت ذاته، توفر القارة السمراء فرصة للاستفادة من الأنظمة الحالية وموارد اليورانيوم الهائلة في أفريقيا، وهي موطن لـ11 مفاعلًا بحثيًا، تقع في الجزائر ومصر وغانا وليبيا والمغرب ونيجيريا وجنوب أفريقيا، وتغطي نطاق طاقة من 0.1 كيلوواط إلى 22 ميغاواط، مع حصول رواندا على موافقة "روساتوم" لبناء مركز أبحاث نووي، من المقرر الانتهاء منه بحلول عام 2024.
بالإضافة إلى ذلك، في عام 2021، وقّعت حكومة إثيوبيا عقدًا مع شركة روساتوم الروسية للتدريب وتطوير المهارات في مجال الطاقة النووية، بينما كانت الولايات المتحدة تساعد غانا في تطوير برنامج استجابة للطوارئ النووية والإشعاعية، مع تنفيذ الدولة الواقعة في غرب أفريقيا -حاليًا- خططًا لتوسيع منشأة تخزين النفايات المشعة وتجديدها.
جنوب القارة الأفريقية
في الجزء الجنوبي من القارة، وُقِّعَت مذكرة تفاهم بين حكومة زيمبابوي وروساتوم؛ لاستكشاف جدوى تطوير مركز للعلوم والتكنولوجيا النووية، بينما وقعت زامبيا في 2018 مذكرة تفاهم مع الشركة الروسية لبناء مركز للعلوم والتكنولوجيا النووية.
وفي العام نفسه، وقّعت أوغندا مذكرة تفاهم مع الشركة النووية الوطنية الصينية للتعاون في مجال الطاقة النووية، بينما وقّعت عقدًا في عام 2017 مع شركة روساتوم لتطوير البنية التحتية للطاقة النووية.
بالإضافة إلى ذلك، وقّعت حكومتا السنغال وفرنسا اتفاقية تعاون في عام 2018 لإنشاء مركز امتياز في العلوم والتكنولوجيا النووية من أجل تعزيز الخبرة التقنية ودعم التدريب المناسب لتحقيق أهداف تطوير التكنولوجيا النووية.
ولدعم التطبيق السلمي للطاقة النووية لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتخفيف فقر الطاقة والتخفيف من تغير المناخ، سعى برنامج الذرة من أجل التنمية، الذي تمّوله وزارة الخارجية النرويجية، إلى تعزيز الحوكمة النووية في أفريقيا وتسهيل قدرة القارة على تطوير التكنولوجيا النووية.
وتشمل القضايا، التي يجب على أفريقيا التغلب عليها، تأثير التطبيقات النووية في صحة الإنسان، وإدارة النفايات المشعة، وتطبيق الأطر المؤسسية للسلامة والأمن النوويين.
تحديات تواجه الطاقة النووية في أفريقيا
على الرغم من تطور سوق الطاقة النووية في أفريقيا؛ فإن القارة ما زالت تواجه العديد من التحديات مثل الافتقار إلى البنية التحتية والموارد البشرية وكذلك آليات التمويل، مع عدم الاستقرار السياسي في القارة؛ ما يؤدي إلى تفاقم مختلف العقبات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وحددت رابطة الصناعة النووية في جنوب أفريقيا حلولًا مختلفة لتمويل المزيد من محطات الطاقة النووية، مثل التمويل الحكومي من الشركات المملوكة للدولة، والقروض الحكومية الدولية.
ويلوح في الأفق الآن عصر جديد من التنمية؛ حيث تستعد السوق النووية في القارة الأفريقية لنمو غير مسبوق في عام 2023 وما بعده.
وتؤدي الطاقة النووية دورًا رئيسًا في إزالة الكربون من الإنتاج العالمي للطاقة، وعلى سبيل المثال فإن المحطات النووية الـ10 التي تعمل حاليًا في روسيا تلبي 33% من متطلبات الكهرباء في أوروبا.
وتمنع هذه المحطات معًا إطلاق 200 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- الاقتصاد الدائري يدعم مكافحة الاحتباس الحراري وتحفيز التنمية المستدامة في أفريقيا (تقرير)
- محطات الطاقة النووية الصغيرة أمل أفريقيا لحل أزمة الكهرباء (تقرير)
- الطاقة النووية.. كلمة السر في تحقيق استقرار أفريقيا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- لماذا ارتفعت أسعار النفط الخام.. وما علاقة الأزمة التركية؟ أنس الحجي يجيب
- الكشف عن أسعار النفط الروسي إلى الهند.. خصومات مفاجأة
- خسائر قطاع النفط السوري تقترب من 112 مليار دولار منذ بدء الحرب
