تحديات تواجه مشروع أرامكو وأدنوك لتطوير مصفاة ضخمة في الهند
نيودلهي تخطط لتطوير عدة مصافٍ بدلًا من مصفاة ضخمة
مي مجدي
واجهت خطط هندية لتطوير مصفاة ضخمة بالتعاون مع شركتي أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية بعض التحديات؛ ما أدى إلى إعادة تشكيل هذه الخطط لضمان المواءمة للظروف الراهنة.
فقد أسفرت عمليات التأخير في الحصول على قطعة أرض مساحتها 15 ألف فدان عن توقف المشروع –تقريبًا-.
وتدرس الهند -حاليًا- بناء عدة مصافي تكرير بدلًا من مصفاة ضخمة بالتعاون مع أرامكو وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
عقبات وتحديات
انضمت أرامكو وأدنوك إلى تحالف من الشركات الهندية المملوكة للدولة في عام 2018 لتطوير مصفاة ضخمة ومصنع للبتروكيماويات في غرب ولاية ماهاراشترا.
وتمتلك أرامكو وأدنوك 25% لكل منهما في المشروع المشترك "رانتاغيري للتكرير والبتروكيماويات"، في حين تمتلك شركات التكرير التي تديرها الدولة -مؤسسة النفط الهندية (آي أو سي)، وشركة بهارات بتروليوم (بي بي سي إل)، وشركة هندوستان بتروليوم- الحصة المتبقية.
إلا أن عقبات شراء الأراضي تُعَد أحد الأسباب الرئيسة لبطء تطوير البنية التحتية في ثالث أكبر اقتصاد بآسيا.
وفشلت محاولات الاستحواذ على الأراضي اللازمة للمشروع بسبب بعض المشكلات؛ من بينها رفض المزارعين تسليم أراضيهم خوفًا من أن يلحق المشروع الضرر بمنطقة راتناغيري المشهورة بثمار مانجو ألفونسو، ومزارع الكاجو، وقرى الصيد.
وانعكس ذلك على المشروع الذي من المخطط بدء تشغيله في عام 2025، ورفع التكاليف بنسبة 36% إلى 60 مليار دولار، وفقًا للتقديرات التي أُجريت عام 2019.
ونتجت عن ذلك فكرة تهدف إلى بناء 3 مصافٍ بدلًا من مصفاة واحدة ضخمة، إلا أنها مطروحة للنقاش بين الشركات المعنية.
وسبق أن صرحت شركة أرامكو، خلال الأسبوع الماضي، بأنها سترد على ذلك في أقرب فرصة ممكنة.
ويرى البعض أن بناء عدة مصافٍ في مواقع مختلفة حال تعثر الحصول على قطعة أرض كبيرة أمر جيد؛ لأنها تقلل من مخاطر الاستثمار، كما ستوفر مرونة لتعديل قائمة المنتجات؛ بما يتماشى مع نمط الطلب المتغير، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن رويترز.
مصفاة أرامكو وأدنوك في الهند
في عام 2018، وقّعت أرامكو مذكرة تفاهم مع شركة راتناغيري للتكرير والبتروكيماويات لتطوير مصفاة تكرير ضخمة ومجمع للبتروكيماويات على الساحل الغربي للهند بتكلفة تُقدر بنحو 44 مليار دولار.
وستكون المصفاة قادرة على معالجة 1.2 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، وإنتاج العديد من المشتقات النفطية؛ بما في ذلك البنزين والديزل.
كما ستوفر المصفاة المواد الأولية لمجمع البتروكيماويات المتكامل، الذي سيكون قادرًا على إنتاج قرابة 18 مليون طن سنويًا.
ويُعَد المشروع من بين أكبر مشروعات التكرير والبتروكيماويات في العالم، ومن المتوقع أن يلبي الطلب على الوقود والبتروكيماويات في الهند.
واقترحت ولاية ماهاراشترا الهندية موقعًا للمصفاة في البداية بقرية نانار بمنطقة راتناغيري، لكن الآلاف من المزارعين رفضوا التنازل عن الأرض.
وأجبرت الاحتجاجات حكومة الولاية على تعليق عملية الاستحواذ على الأراضي.
وسرعان ما حددت الولاية موقعًا جديدًا للمصفاة في منطقة رايغاد، على بُعد قرابة 100 كيلومتر جنوب مومباي، لكن يبدو أنها واجهت المصير نفسه.
وفي مطلع العام الجاري (2022)، اجتمعت لجنة مشتركة بين ممثلين عن أرامكو السعودية والشركات الهندية لاختيار موقع للمشروع.
وتقع مسؤولية اختيار الأرض اللازمة للبناء على حكومة ولاية ماهاراشترا، لكن لا يمكنها الانفراد بقرار دون الرجوع للحكومة المركزية.
ويُنظر إلى المصفاة على أنها سوف تغير قواعد اللعبة؛ حيث ستوفر للهند إمدادات مستقرة من الوقود، وتفي بحاجة أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية لتأمين مشترين منتظمين لنفطهما.
موضوعات متعلقة..
- الهند تستعين باستثمارات أرامكو السعودية لبناء مصفاة ومجمع بتروكيماويات
- أدنوك تعلن استعدادها لتلبية نمو الطلب الهندي على الطاقة
- الطلب على البتروكيماويات في الهند قد يتضاعف 3 مرات بحلول 2040
اقرأ أيضًا..
- توسيع شبكة الكهرباء في أوروبا يدعم الطاقة المتجددة (تقرير)
- لماذا ارتفعت أسعار النفط الخام.. وما علاقة الأزمة التركية؟ أنس الحجي يجيب
- نمو الطاقة الشمسية في أميركا ينتظر التغلب على التحديات (تقرير)