سقف أسعار النفط الروسي.. الكشف عن ملامح رد بوتين على العقوبات الأوروبية
دينا قدري
تنتظر الأسواق العالمية رد فعل موسكو على سقف أسعار النفط الروسي، في ظل تهديدات باتخاذ إجراءات "انتقامية" بعد دخول العقوبات الأوروبية حيز التنفيذ.
إلا أن أول إجراء سيتخذه الكرملين يبدو أنه سيكون أقل قوة مما أشارت إليه تصريحات المسؤولين الروس خلال الأيام الماضية.
إذ لن يتضمّن المرسوم الرئاسي -المقرر صدوره في الأيام المقبلة- حدًا أدنى لسعر مبيعات النفط الذي كان يجري النظر فيه الأسبوع الماضي، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن وكالة بلومبرغ.
رد بوتين على السقف السعري
ظهرت ملامح رد موسكو على سقف أسعار النفط الروسي الذي دخل حيز التنفيذ في 5 ديسمبر/كانون الأول، إذ لن يمنع المرسوم دولًا معينة من شراء الخام الروسي، لكنه سيحظر المبيعات من خلال أي عقد ينص على حد أقصى للسعر.
كما ستراقب روسيا سوق النفط في الربع الأول من عام 2023 لمعرفة تأثير سقف الأسعار، قبل أن تقرر ما إذا كانت ستتخذ أي إجراءات انتقامية أخرى، مثل الحد الأدنى للسعر، بحسب بلومبرغ.
وقد لا يكون لهذا الشرط النهائي تأثير كبير في شحنات النفط، لأنه لا يوجد شرط للمشترين لتضمين مثل هذه الإشارة بموجب شروط اتفاقية سقف أسعار النفط الروسي.
ويُعد سعر السوق لخام الأورال الروسي أقل بكثير من سقف الـ60 دولارًا للبرميل الذي حدده الاتحاد الأوروبي ومجموعة الـ7، ما يعني أن معظم التجارة يمكن استمرارها بغض النظر عن القيود.
عقوبات أوروبية
حظرت معظم الدول المشاركة في سقف الأسعار واردات النفط الروسي المنقولة بحرًا، منذ 5 ديسمبر/كانون الأول، في إطار حزمة من العقوبات المفروضة على موسكو ردًا على غزوها لأوكرانيا.
ومن المحتمل أن تستمر بعض الدول -بما في ذلك ألمانيا وبولندا والمجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا- في تلقي إمدادات خطوط الأنابيب، التي تُعفى من سقف الأسعار والحظر الأوروبي على واردات النفط الروسية.
وسيُراجع السقف السعري الذي فرضه الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الـ7 على الخام الروسي كل شهرين، بهدف الحد من الإيرادات التي تستخدمها موسكو لتمويل هجومها على أوكرانيا.
وتراجعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعد أن أصبح من الواضح أن القوى الغربية سترفع سقف الأسعار إلى مستوى عالٍ بما يكفي، بحيث لا يصبح عائقًا كبيرًا لمبيعات الخام الروسي.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط الروسية إلى الاتحاد الأوروبي:
3 خيارات للرد
كانت موسكو قد كشفت -في وقتٍ سابق- أنها تدرس 3 خيارات للرد على سقف أسعار النفط الروسي، وفق ما نقلته صحيفة فيدوموستي الروسية.
إذ يبحث الكرملين والحكومة الروسية فرض حظر كامل على بيع النفط إلى جميع الدول التي أيّدت سقف أسعار النفط الروسي، ويشمل ذلك حظر المبيعات من خلال وسطاء، ليس فقط من روسيا مباشرةً، حسبما أفادت مصادر مقربة من الحكومة.
أما الخيار الثاني فيشمل حظر الصادرات بموجب عقود تتضمّن شرط سقف أسعار النفط الروسي، بغض النظر عن الدولة المستفيدة.
كما يسعى الكرملين -في الخيار الثالث- إلى إدخال ما يُسمى السعر الإرشادي، أي تحديد الحد الأقصى للخصم لخام الأورال الروسي، مقارنةً بخام برنت القياسي، لكي يُسمح بعمليات البيع.
خفض إنتاج محتمل
في سياقٍ متصل، صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو قد تخفض إنتاجها من النفط، وسترفض بيع الخام إلى أيّ دولة تفرض سقف الأسعار.
وقال: "بالنسبة إلى ردّ فعلنا، فقد قلت: إننا ببساطة لن نبيع لتلك الدول التي تتخذ مثل هذه القرارات، سنفكر، ربما حتى في احتمال خفض الإنتاج، إذا لزم الأمر"، مشيرًا إلى إصدار مرسوم "في الأيام القليلة المقبلة"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج تطورات إنتاج النفط الخام في روسيا:
وأشار بوتين إلى أن محاولات الغرب لفرض سقف للسعر ستؤدي إلى انهيار عالمي لصناعة النفط، ومن ثم ارتفاع كارثي في الأسعار.
وقال: "سيؤدي هذا إلى انهيار الصناعة نفسها، لأن المستهلك سيصرّ دائمًا على أن يكون السعر أقلّ، فالصناعة تعاني نقص الاستثمار، والتمويل، وإذا استمعنا إلى المستهلكين فقط، فسيخفض هذا الاستثمار إلى الصفر".
وأضاف: "كل هذا سيؤدي في مرحلة ما إلى ارتفاع كارثي في الأسعار وانهيار قطاع الطاقة العالمي، هذا اقتراح غبي، يشوبه سوء التصميم وسوء التفكير".
موضوعات متعلقة..
- 10 تساؤلات حول سقف أسعار النفط الروسي.. تجيبها المفوضية الأوروبية
- كيف يغيّر سقف أسعار النفط الروسي خريطة التجارة العالمية؟
- سقف أسعار النفط الروسي.. هل يضر بالشحنات إلى الصين والهند وتركيا؟
اقرأ أيضًا..
- لماذا ارتفعت أسعار النفط الخام.. وما علاقة الأزمة التركية؟ أنس الحجي يجيب
- خطوة جديدة من تركيا لنقل الغاز إلى أوروبا
- أقمشة شمسية مبتكرة تنتج الكهرباء.. أقل سمكًا من شعر الإنسان
- فولكس فاغن تكشف سبب انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا